الدوري الإيطالي.. نظرة قبل صافرة الانطلاق

 

حسين بن علي الغافري

عادتْ عجلة بطولة الدوري الإيطالي للحركة في موسم جديد، يبدو ساخناً بعد التوقف لموسم الصيف والراحة؛ وبالتالي حضور التعاقدات التي أضافت للبطولة زخما مثيرا، يصبُّ في جانب تعزيز قوة المنافسين وتعددهم مع البطل المتوج لست مرات سابقة نادي يوفنتوس. سخونة التعاقدات مازالت مستمرة في الأندية الطامحة لتطوير قدراتهم وتقوية مكامن ونقاط الضعف في عدد من المراكز، فضلاً عن مواكبة التطور والنمو والتقدم في صناعة الإنجاز.

يبدو أن نادي يوفنتوس لا يزال يبتعد عن بقية المنافسين بشكل كبير للغاية، الأسماء التي يملكها مع مدربه الجديد ساري تعطي الجميع رؤية مسبقة في أن تنازله عن العرش صعب للغاية، وأن اللقب يبقى أولوية رئيسية لا تنازل فيها. اليوفي مع تعزيزه بعدد من الأسماء مثل رامسي القادم من آرسنال والمدافع الصلب الذي ظفر به في صراع شرس الهولندي دي ليخت، إضافة للبرازيلي دانيليو من مانشستر سيتي، الفريق من الأصل يمتلك قوة تضعه متقدما بشكل كبير عن الآخرين، وبدكة بدلاء عالية المستوى الفني. وفي الجانب الآخر، لا ننسى أن الهم الأكبر للفريق يصب في تحقيق اللقب الأوروبي الذي عانده مراراً وتكراراً في آخر الأعوام. الفريق كان على بُعد خطوة في الموسم المنصرم من الوصول للنهائي، ولكن خروجه المفاجئ أمام أياكس منع حلم الوصول للمباراة الختامية. هذا العام يبدو أن تركيز يوفنتوس سيكون على هذا الجانب بشكل كبير. هو تحدٍّ جديد كذلك لمدربه ساري الذي يُعرف عنه التعامل الفاعل من الجزئيات الدقيقة في المباريات.

ورغم الخلاف الكبير الذي حدث له مع تشيلسي واللاعبين، إلا أن تحقيقه للقب كأس الدوري الأوروبي منحه قوة إضافية في سجله التدريبي. وتواجده اليوم مع اليوفي يعني أن فرصته في إثبات قدراته التدريبية لا تقدر بثمن.

الإنتر أكثر الأندية حماساً بعد اليوفي في هذا الموسم، الفريق رسم طموحه بيدي أنطونيو كونتي. لذلك بدأ العمل في التخلص من أسماء كبيرة ولها وزنها في المجموعة والتعويل على أسماء أخرى. كونتي منح الكرواتي بيرسيتش الضوء الأخضر للرحيل، وانتقل إلى بايرن ميونخ الألماني. كذلك البلجيكي ناينغولان والقائد إيكاردي الذي أعلن الفريق عن عدم رغبته في استمراره حتى إن رقمه سحبه إلى القادم الجديد البلجيكي "لوكاكو". أخبار الأرجنتيني ايكاردي تبدو متقدمة في عملية مُبادلة بينه وبين مواطنه ديبالا من يوفنتوس. كلا الطرفين يرغب في اكتمال المشهد وفي انتداب غير مرغوبين من نادييهما. ومن عملية الإصلاحات الكبيرة التي أقدم عليها كونتي، فإنَّ الجميع يتعشم خيراً في رؤية إنتر يذهب بعيداً في إيطاليا ويكون مزعج بشكل كبير لليوفي.

نابولي يبدو ثالث الأندية في إمكانية صناعة المجد مع آنشيلوتي. الفريق متماسك ومستقر كما ينبغي ويملك الخبرة التي اكتسبها في المواسم الأخيرة التي كان ندًّا لا بأس به في وجه يوفنتوس، ولو أن الفوارق تميل للسيدة العجوز في مجملها. ولكن مع ذلك يبقى نابولي فريق محترم للغاية ويملك شعبية واسعة وجماهير مجنونة تطمح في رؤيته بمصاف الأندية. كذلك الحال لروما الذي يبدأ كل موسم بشكل جيد، ولكن استمراره ينخفض شيئاً فشيئاً. أما ميلان، فلا يبدو أن حاله مستقر، ومع ذلك فتاريخه الكبير مُحفِّز لكل الأسماء الحالية التي يملكها ولو أن رؤيته يحلق بعيداً لا تبدو واضحة.

الكالتشيو على موعد كبير من المنافسة هذا العام، البطولة شهدت تطورا واضحا من مختلف الجوانب؛ أهمها: أنه أصبح جاذب للنجوم والسيولة المالية متقدمة مع الأسماء الكبيرة التي يتم انتدابها. نحن على موعد كبير من الإثارة المتوقعة بغض النظر عن هوية صاحب اللقب في نهاية المشوار.