النطق السامي .. سياسة ونهج سمو وإجلال

 

 

أماني المسكرية

                                                                           

على مدى 49 عامًا ألقى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- منطوقه السامي على منابر كل صرح حكومي، أو سيح فسيح ممدود، أو على محفل دولي معهود، كرافد تنموي للشعب ونهج حكيم لمبادئ السياسة، والمربي والموجه الفعال لموظفي حكومته.

ولقد ترجم جلالته هذه الخطابات بلقاءات واقعية مع الشعب، اقترب من الشباب باحتواء تطلعاتهم، وذهب بحكومته متجولاً يبحث عنهم مفترشا حصيرا وكرسيا خشبيا متواضعا، ليتحاور مع الشباب، كما يقترب من المسن ويدنو بحب من أذنيه، وكأنه ابن لكل واحد منهم، يتشاور معهم ويستند على حكمتهم وخبرتهم في الحياة لبناء وطنهم. وانتظم جلالته- أبقاه الله- على هذه السياسة والنهج واستمر عليها سنوات عدة، مربياً شعبه وحكومته على هذا الرابط كمدرسة معلمها أوتي من الحكمة خيرا كثيرا.

وقد نقل الإعلام العماني الصورة الحقيقية لمضمون كل نطق سامٍ ولقاء، وأظهرها بكل المحافل والمواقع ناقلا صورة الإنسان والرجل قبل صورة الحاكم والسلطان، حتى باتت عُمان ورجالها وقائدها بلدا للسلام ومحطة فعلية وفية ومخلصة لحل معظم الصراعات التي تستجد حول العالم هدفها وركنها الأساسي الحل الوسطي الذي يدعو للتحاور والتسامح ومناصرة الحق والعدل والتعاون وتوطيد الاستقرار وصولاً للسلام وليس غير  السلام عنواناً وهدفاً، غير منجرفة نحو شعارات وأحزاب وجماعات وأفكار لا تخدم صالحها وصالح الإنسانية بشيء، وترفض كل الرفض أي مسمى أو ذريعة للخوض بحروب أو مناوشات أو عاصفات تهدر أمان الإنسان ودمه وعرضه، تمشي وتساير وتؤيد على جدار من صمت المعرفة المستقبلية والحكمة والوسطية التي هي مخرج وطريق لغالب الصراعات والتوترات فيما حولها، مؤمنة ومسلمة بكل نطق سام خطه جلالته لسمو ورفعة وإجلال هذا البلد.

عزيزي القارئ:

إنّ ما نراه اليوم من سياسة ينقلها الإعلام العربي والدولي أغلبها قائم على إظهار كل دولة لجوانب ضعف الدولة الأخرى والتشهير بها كل أهدافهم مبنية على الأطماع والاستحواذ على ما يكفل لهم مصادر وثروات غنية دون نهج مدروس أو حكمة منبثقة هدفها السلام والتعايش السلمي بين الأمم، إن السيطرة والاستعمار مصلحتان مازالتا موجودتين إلى اليوم ولكن الإعلام غير صورتهما إلى حقوق واتفاقيات وانتهاكات دولية وأحزاب وجماعات وغيرها من الخدع المتنكرة يتكبد عناءها ونتائجها الإنسان الذي لا حول له ولا قوة، ويقف المسؤولون كمطبقين بعلم منهم أو دون علم لهذه الخطط ويقوم الإعلام بدور الدجال لاغوائك بصورة مزيفة أو نصفها حقيقي ونصفها تزييف، لذلك ليس من المجدي أو من المنطق أن تكون محاورا أو مصدقا ومنحازا لأي صورة وعرض تلفزيوني أو التواصل بوسائل الاتصال الحديثة التي يديرها أشخاص لا تعرفهم ولا ترى أي جماعات خلفهم. إذا لم تكن أنت شخصًا متعايشًا مع هذه الخصومات وعارفا أسسها ومتاثرا من نجاحها أو فشلها، لذلك اتسمت الشخصية العمانية والتربية والهوية القابوسية بالابتعاد كل الابتعاد عن هذه المعارك والحروب الإعلامية أو العسكرية أو الباردة القائمة. واتخذت من الحوار والوسطية ممثلا رسميا لها  حتى باتت معروفة عالميًا بذلك ووطناً مخلصًا وداعمًا ومحتضنا لقضايا أي كيان يدعو للسلام والأمان.

-------------------

من المندوس:

".. إنني أريد أن أنظر إلى خارطة العالم ولا أجد بلدا لا تربطه صداقة بعُمان..".

تعليق عبر الفيس بوك