ومضات فكريّة من كتابات حاتم الطائي (67)

 

صلالة.. تعددت الأسماء والعشق واحد:
هي في كُتب التاريخ: حاضِرة ظفار ومركز تجارة اللبان والبُخور، وفي الذاكرة الحديثة: مرتكز انطلاق النهضة المباركة، وفي جُغرافيا الطبيعة: جنة الخليج، وفي الاقتصاد: أرض الاستثمارات والفرص الواعدة، وفي السياحة: عرُوس الجزيرة العربية، وفي التقارير الدولية: جَنة عُمان الصحراوية، وفي تصنيف المنظمة العربية للسياحة الأخير: عاصمة المصايف العربية، وفي تقارير الطقس: مدينة الرذاذ والضباب، وعلى قوائم وجهات شركات السفر والسياحة: الوجهة المميزة للباحثين عن كل شيء، وفي قواميس الطموح الوطني والخطط والإستراتيجيات التنموية -الحالية والمستقبلية- المِفْصَل الرئيسي لاستدامة منظومة التنمية والسياحة الخضراء.

دعوة لضمان استدامة السياحة الداخلية:
إنَّ ما كتبته عن موسم الخريف في ظفار لا يندرج أبدًا تحت خانة "الترويج الإعلامي" لهذه الوجهة السياحية الواعدة، أو مجرد احتفاء موسمي عابر بما يتحقق هُناك تحت زخَّات الرذاذ، وإنما هي مَسؤولية تتجدد كل عام وتفرضُ على كل مواطن -حسب مَوقعه- أن يُسهم في دعم هذه البانوراما التي تدُور وقائعها على بُعد 1040 كم جنوب مسقط، ليس فقط في هذا التوقيت المميز، وإنما على مدار العام بأكمله؛ فمن يزُور صلالة بعد الخريف، وبعد تراجُع الغيوم وهدوء الأمطار وعودة الزوار إلى وجهاتهم، ستجذبه نضَارة الربيع -المعروف محليًّا بـ"الصرب"- حيث تكتسي تلك المدينة بلون البهجة والفرح في أجواء مُعتدلة تمثل موسما استثنائيًّا آخر، لكنه يفقتد للترويج أو التسويق الذي يضمن استثماره بشكل جيد؛ فمن واقع عدة زيارات، أرى أن موسم "ربيع صلالة" في بهائه لا يقل عن خريفها في نضارته، فكلاهما كنزٌ زاخر يستحق الاستثمار والاعتناء والتطوير، والتخطيط السليم، لضمان استدامة السياحة الداخلية، وتعبيد المسارات أمام اقتصاد وطني مفتوح على بدائل جديدة تخدم واقعنا التنموي، وتُوفر بلا شك آلافا من فرص العمل أمام الشباب الطموح.

طبيعة كرنفالية:
بدرجة حرارة لا تزيد على 27 ولا تقل عن 21، وبثراء في مُقومات السياحة والتراث والطبيعة الخلابة، وكرنفالات احتفائية تجسِّد بهاءها كل عام مراحل تطور فعاليات المهرجان السياحي، ترسمُ ظاهرة "مونسون" بانوراما رائعة على أرض اللبان تتواصل لثلاثة أشهر متتالية؛ تكتستي فيها المناطق الجبلية والسهول باللون الأخضر، وتنطبعُ على وجنة الزائرين حبَّات الرذاذ المستمر والمتقطع، والمصحوب أحيانا بتساقط للأمطار الخفيفة، وتدني مستويات الرؤية -الباعث على الاسترخاء- نتيجة ضباب منبسط على طول المساحة الإجمالية للولاية.

باقة فعاليات ثرية:
جُملة من الفعاليات التي استُحدثت على مناشط مهرجان 2019، لتصنع فارقًا جديدًا في إستراتيجية الجذب السياحي؛ فعلى سبيل المثال: كرنفال المناطيد المميز بسهل صحلنوت، والأسماء الجديدة على قوائم نجوم "ليالي المهرجان"، والحضور الأول لأسبوع الفروسية، ومعرض نفائس المخطوطات العمانية، وماراثون صلالة، وعددٌ كبير من المؤتمرات والملتقيات والمنتديات المدرجة على قوائم المهرجان، وزخم الأركان التاريخية والثقافية والحرفية والفنية والترفيهية وركن الطفل، وجهود التوثيق التي تبذلها مراكز المعلومات السياحية المؤقتة والدائمة في المنافذ البرية ومطار صلالة، تقف كلها اليوم بمثابة شهودِ عيانٍ على تضافر جهود الجميع من أجل مَوْسِم يلبي ذائقة وطموحات الزوار، ويقدِّم صلالة للعالم كوجهة مثالية، برحلات عبر التاريخ تقدِّمها المواقع الأثرية؛ كالبليد وسمهرم وموقع شصر الأثري في ثمريت، وفرص ممتعة للتخييم وركوب الزوارق في سدح، إلى جانب عين جرزيز بروعتها، وعين رزات، وعين صحلنوت، ووادي دربات، وكافة البحيرات والعيون والجبال والكهوف والسهول الخضراء، يضعنا كل هذا أمام قطاع سياحي واعد بامتياز.

طيران مجلس التعاون يحتفي بموسم الخريف:
مجموعة مبادرات من شركات الطيران في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي أعلنت هذا العام وللمرة الأولى عن فتح خُطوط مباشرة إلى مطار صلالة.. 6 شركات أعلنت تسيير رحلاتها بعروض وحزم محفزة للراغبين في الاستمتاع بأجواء صلالة الاستثنائية، في مؤشرات تُبرهن على نجاعة الموسم، وتُعطى التجربة العلامة الكاملة في استدامة الجذب السياحي إلى ظفار، مع تواصل جهود تعزيز المرافق السياحية والخدمية لتكون قادرة على توفير منتج سياحي يناسب جميع الفئات، لا سيما وأنه من المؤمل أن يقترب عدد زوار هذا العام من المليون زائر وسائح تقريبًا.

 

تعليق عبر الفيس بوك