تجهيز وتنظيف مخازن الوادي الكبير لاستقبال المحصول الجديد

"التجارة والصناعة": تعديلات على مناولة وتجهيز ومزايدة بيع البسور لتقليل الفاقد

...
...
...
...

مسقط - العمانية

تشهد العديد من ولايات ومحافظات السلطنة خلال فصل الصيف من كل عام موسم حصاد وتبسيل نخلة "المبسلي" وأصنافا أخرى من النخيل في ظاهرة اجتماعية واقتصادية حافلة بالعديد من العادات والتقاليد التي حافظ عليها العمانيون في إطار اهتمامهم بالنخلة ورعايتها.

وتواصل وزارة التجارة والصناعة التزامها باستلام محصول البسور كل عام بمخازن الوزارة بالوادي الكبير من مختلف محافظات السلطنة المنتجة للبسور العمانية، كما أنّها تقدم الدعم للمزارعين الموردين لبسورهم، وكذلك صرف الدعم للمزارعين الذين سيقومون بتصدير منتجاتهم من محصول البسور لهذا العام 2019م للأسواق الخارجية بشكل مباشر تشجيعًا لهم في إيجاد أسواق بديلة وجديدة يتم فيها تسويق منتج البسور. وقد بدأت الوزارة الاستعداد لاستقبال محصول البسور لهذا العام من المزارعين، بتجهيز مخازن البسور بالوادي الكبير وتنظيفها ورشها بالمبيدات لتهيئتها لاستقبال المحصول.

وستطرح الوزارة المزايدة لبيع محصول البسور لهذا العام للتنافس من قبل الشركات المحلية لشراء المحصول وتسويقه محليًا وخارجيًا، وقد أجرت الوزارة بعض التعديلات على مناقصة المناولة وتجهيز البسور ومزايدة بيعه هذا العام بهدف تقليل الفاقد من الخسائر والحد منها مقارنة بالأعوام السابقة، ومن المؤمل أن يكون موعد الاستلام في مخازن الوزارة خلال الفترة من 9/12/2019م إلى 7/2/2020م.

وانتهت الوزارة في 7/2/2019م من استلام محصول البسور للعام الماضي 2018م بأنواعها الثلاثة وهي (المبسلي، والمدلوكي، وأبونارنجة) وبلغ عدد الموردين (544) بوزن وقدره 331ر2475 "ألفان وأربعمائة وخمسة وسبعون طناً وثلاثمائة وواحد وثلاثون كيلوغرامًا" بمبلغ وقدره 046ر450ر878 "ثمانمائة وثمان وسبعين ألفًا وأربعمائة وخمسون ريالا وست وأربعين بيسة".

وتم تصدير كميات كبيرة من محصول البسور العام الماضي 2018 مباشرة من قبل المزارعين وبطريقتهم الخاصة بدون توريدها لمخازن الوزارة، وبلغت 300ر311 "ثلاثمائة وأحد عشر طناً وثلاثمائة كيلوغرام"، بقيمة إجمالية وقدرها 250ر456ر19 "تسعة عشر ألفاً وأربعمائة وستة وخمسون ريالا ومئتان وخمسون بيسة".

وتدعو الوزارة المزارعين إلى ضرورة الاهتمام بجودة منتج البسور الذي يتم توريده للوزارة أو الذي يتم تصديره مباشرة بواسطتهم للأسواق الخارجية من خلال التأكد من نظافته وتنقيته جيدًا من الشوائب ليحافظ على سمعته وينافس في الأسواق المحلية والخارجية.

وتؤكد الوزارة على المزارعين ضرورة السعي الجاد إلى زيادة تصدير منتجاتهم من محصول البسور لهذا العام والأعوام القادمة بطريقتهم الخاصة لما له من مردود إيجابي واقتصادي عليهم وعلى المحصول، كما تؤكّد للمزارعين الذين سيقومون بتصدير منتجاتهم من محصول البسور لهذا العام للخارج بصرف مبلغ الدعم الحكومي لهم والمحدد بـــ 500ر62 "اثنين وستين ريالًا عمانيًا وخمسمائة بيسة" للطن الواحد من البسور، والسعي لتمويل بعض منتجات أنواع النخيل كالمدلوكي، وأبو نارنجة إلى تمور بدلا من تبسيلها نظرًا للجدوى الاقتصادية لذلك، وحاجة السوق المحلي والخارجي لها كتمور بدلا عن البسور.الجدير بالذكر أنّ هناك عددا من الأسباب التي تؤدي إلى تلف البسور منها طبخها قبل موعدها، وهطول الأمطار عليها خاصة في اليوم الأول من التجفيف، وزيادة أو نقص مدة الطبخ، بالإضافة إلى وضع البسور بعد تجفيفها متراكمة مما يؤدي إلى تعفنها، وكذلك تخزينها في الأماكن ذات الرطوبة العالية أو تعبئتها قبل جفافها.

وتعود كلمة "التبسيل" إلى نوع من أصناف ثمار النخيل يسمى "المبسلي" يتم طبخها بعد أن يتحول لونها إلى اللون الأصفر وتصبح "بسرة" أي قبل أن تبدأ بالتحول إلى "رطب" والتي تتميز بكبر حجمها.

وتبدأ عملية التبسيل بعد أن تصبح ثمار نخلة المبسلي مكتملة الاصفرار "بسر" بعدها تتم عملية الحصاد، ومن ثمّ فصل البسور عن العذوق وتنقيتها جيدًا من الشوائب ثم تنقل مباشرة الى أماكن الطبخ التي تسمى "التركبة" وتوضع البسور في الماء في مراجل نحاسية كبيرة يتم فيها طبخ وغلى البسور لمدة تتراوح ما بين 15 إلى 20 دقيقة وهي المرحلة الأهم لضبط جودة المنتج حتى يصبح ذلك البسر "فاغورًا"بعدها يؤخذ إلى أماكن مفتوحة للتجفيف تسمى "المسطاح" ويعرض لحرارة الشمس المباشرة لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أيام وعندما يصبح جافًا تتم تعبئة المحصول ووضعه في أكياس ليتم بعد ذلك بيعها أو تصديرها.

وخلال عملية حصاد نخيل "المبسلي" وأصناف أخرى من ثمار النخيل كـ "المدلوكي" و"أبو نارنجة" في عملية تسمى "الجداد" تجتمع الأسرة صغارًا وكبارًا، إذ يحرص الأبناء من الشباب والأطفال والنساء والرجال ويشاركهم أقاربهم وجيرانهم على تواجدهم مبكرين قبل طلوع الشمس في مزارع النخيل للتعاون والمساعدة في جني المحصول، ويبدأ الرجال عملية الجداد بإنزال العذوق من أعلى النخيل فيما يقوم الأطفال والنساء بإجراء عمليات فصل الثمار عن العذوق وفصل الرطب عن البسر وتنقيتها من الشوائب. ويقوم المزارعون ببيع محصولهم من البسور إلى الحكومة ممثلة في وزارة التجارة والصناعة بالإضافة إلى عدد من الأسواق الخارجية من خلال عملية تصديره.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z