الكرة السمراء

حسين الغافري

انطلقتْ بطولة كأس الأمم الإفريقية في أم الدنيا قبل يومين، بجدول مزحوم ومشوق وممتع، دائماً ما اتسمت به وفرضته الكرة السمراء. ولعلَّ نقل البطولة من شهر يناير إلى الفترة الصيفية أحد أبرز المتغيرات التي طرأت على هذه الدورة بعدما عاشت البطولة فترات طويلة تقام خلال الفترة الشتوية لظروف كثيرة؛ أهمها تقصير الكاميرون وعدم التزامها بالمنشآت الرياضية وإنجازها للبنية المتفق عليها في ملف ترشحها بعد تصويت أقيم في جنوب إفريقيا شهر يناير المنصرم. كانت أصابع الاتهام تتوجه للكاف باستمرار لتغيير موعد انطلاق المنافسات خلال نهاية الموسم؛ لأن كبار أندية القارة العجوز لا تستطيع تفريغ نجومها في فترة حاسمة من الموسم، وخلال دور إقصائي للكؤوس المحلية وبطولة دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. وهو ما يعني أن عدم جاهزية الكاميرون أسعد الأندية التي تدفع أموالا طائلة للاعبيها وتصارع على جبهات مختلفة وبحاجة لكل الأسماء.

*****

مصر تدخل هذه البطولة بطموحات عالية وسقف توقعات عالٍ، خصوصاً وأن البطولة تقام على أرض الفراعنة؛ وبالتالي بات من المهم جدًّا أن يواصل الفراعنة سجلهم التاريخي كأسياد للقارة بمجموعة مثالية تطمع في إبقاء الكأس في أرض الكنانة. مصر تمتلك خامات مميزة بفنيات عالية يتقدمهم النجم الأول في القارة السمراء بالفترة الحالية محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، والحاصل على اللقب الأوروبي مع ناديه، ويعيش موسمين مثاليين مع الريدز. لذلك ترشيح الفراعنة يأتي في أوائل الأولويات مقارنة ببقية المنتخبات.

*****

لعل ما يميز القارة السمراء أنها بطولة مثيرة تمتلك مواهب فنية ممتازة، وكذلك هي فرصة هامة لعدد من الأسماء الطموحة التي تسعى لتقديم نفسها أمام المتابعين والكشافين والمراقبين، فكم أثبت لاعب نفسه وأصبح له شأن كبير وسطر أسمه بأحرف من ذهب بالقارة العجوز مع كبار الأندية الشهيرة! وبالتالي فإن أغلب الأندية تراقب البطولة بعين الظفر بالمواهب. أضف إلى ذلك أن البطولة متباينة في المستويات ومتقاربة في الإمكانيات الفنية وهو ما يدفعنا للقول بأن الحظوظ شبه متقاربة.

*****

تأتي حظوظ العرب هذا العام كبيرة ومناسبة في الذهاب بعيداً إلى الأدوار المتقدمة بتواجد تونس والجزائر والمغرب مع المستضيف المنتخب المصري. المنتخبات العربية الأربعة تتسلح بقوة الأسماء في كل الصفوف.

بطولة هذا العام لن تختلف عن بقية النسخ من حيث شراسة المنافسة، ونحن بدورنا المستفيدين بشكل كبير في ذلك برؤية منافسة كروية مختلفة كبطولة أمم إفريقيا. ومع منتخباتنا العربية لا يمكن تجاوز بقية كبار القارة أمثال نيجيريا وساحل العاج والكاميرون والسنغال وغينيا. وتواجد بقية المنافسين يضيف طابعا ساخنا لكل مواجهة على حدة منذ بداية دور المجموعات.