الرؤية- وليد الخفيف
استعرض البرنامج الإذاعي "حكاية مبنى" في أحدث حلقاته تاريخ إستاد ويمبلي في المملكة المتحدة، وذلك في إطار جهود البرنامج- الذي تنتجه إذاعة سلطنة عمان- لتسليط الضوء على تاريخ أعرق المباني والمدن.
ويعد البرنامج المهندس علي بن جعفر اللواتي، ويقدمه أحمد بن سالم الكلباني، فيما يخرجه علي بن عبد الله العجمي. ويسعى البرنامج إلى إبراز المباني والمدن الهامة ذات التاريخ العريق في مختلف دول العالم، مثل جامع السليمانية في إسطنبول، والمكتبة البريطانية في لندن، ودار الأوبرا في سيدني، ومتحف الفن الحديث في فرنسا، وقصر الخورنق في العراق.
وفي الحلقة التي تناولت "إستاد ويمبلي الشهير"، أبحر مقدم البرنامج في تاريخ المملكة المتحدة، وعاد بالتاريخ لما قبل الميلاد ليحكي قصص بناء الملاعب الرياضية في أوروبا، وتاريخ إقامة الدورات الأولمبية، ملقيا الضوء على تاريخ ملعب ويمبلي القديم ثم بناء الإستاد الجديد بسعته الكبيرة.
وقال الكلباني خلال البرنامج: "إستاد ويمبلي هو معقل المنتخب الإنجليزي لكرة القدم، ويقع في غرب لندن، حيث يقبع أكبر إستاد رياضي في المملكة المتحدة وثاني أكبر ملاعب أوروبا، وأحد أهم الملاعب في العالم.. وقصة بناء الملاعب الرياضية تعود لما قبل 3000 عام قبل الميلاد حين أقام الإغريق دورة الألعاب الأولمبية لأول مرة، ومن بعدهم طور الرومان المدرجات الرياضية، فأصبحت عدة طوابق تستقبل الجماهير الحاشدة، ومازال التصميم القديم للملاعب والمدرجات هو النموذج لمهندسي العصر الحالي".
وروى الكلباني أن الكنيسة حاربت بناء الملاعب مع ظهور المسيحية، فحاربت كل أشكال الطقوس الوثنية الموروثة من الإغريق والرومان، وحظرت إقامة الألعاب الأولمبية، وأوقفت بناء المدرجات، وبقيت الآثار الرومانية لدراسة نسب جمال البناء فقط حتى عام 1896 حين أعيدت دورة الألعاب الأولمبية بعد انقطاعها لقرون. وتابع قائلا: "تم تكليف المهندس زيلر للتنقيب عن المدرج الروماني القديم ومن ثم صيانته، وأقيمت الدورة الأولى وتكرر إعادتها كل 4 سنوات غير أنها توقفت بعد دورتين لاندلاع الحرب العالمية الأولى". وأشار إلى أنه بعدما وضعت الحرب أوزارها شهد إستاد ويمبلي القديم عام 1948 استضافة أولمبياد لندن، واسند أوين وليامز مهمة تحويل معرض الإمبراطورية البريطانية الذي تم بناؤه عام 1923 إلى ملعب رياضي، فقام بإضافة المدرجات لتسع 82 ألفا من الجماهير، وعرف بعد ذلك بملعب ويميلي.
استضاف ويملبي العديد من المناشط الرياضية والفنية وأصبح أهم منشأة رياضية وترفيهية في المملكة المتحدة حتى عام 2003، قبل أن يتم هدمه لإفساح المجال أمام ويمبلي الجديد. وتعود ملكية إستاد ويمبلي للاتحاد الإنجليزي من خلال شركة تابعة له اسمها شركة ويمبلي الوطنية المحدودة حيث أراد الاتحاد تجديد الملعب بما يناسب القرن الحالي مع المحافظة على تاريخه التليد، وسعى الاتحاد إلى وضع تصميم يضفي حضورا ويعكس تاريخاً، فصممه البريطاني الشهير نورمان فولستر الذي تم تكريمه بزمالة الجمعية البريطانية، وبات الملعب الجديد الذي يمكن مشاهدته من أي مكان في لندن على بعد 21 كم، يسع لتسعين ألف مقعد بسقف قابل للسحب لمواجهة الطقس المتقلب.
وبين مقدم البرنامج أنَّ الكلفة المالية كانت التحدي الأكبر أمام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم نظرا لتخطيه حاجز المليار جنيه إستراليني، إذ رفضت الحكومة البريطانية تمويل المشروع، ما دعا الاتحاد الإنجليزي للاقتراض من البنوك الإنجليزية لتمويله، واشترطت البنوك أن يمتلئ الملعب عن آخره مرة كل أسبوع حتى يسدد الاتحاد الإنجليزي القرض، ولكن طموحات إستاد ويمبلي تخطت هذا الحاجز بكثير، إذ يزوره سنويا أكثر من 4 ملايين شخص.