بيئة مستدامة واقتصاد نامٍ

 

 

يوسف علي البلوشي 

 

البيئة هاجس كل إنسان يعيش على هذا الكوكب الكبير، فهي حوار الطبيعة مع ذاتها، لذلك ليس للإنسان دخل فيها سوى أنه يجب عليه اتباع النهج السليم في الحفاظ على البيئة سواء كمكتسب حيوي أو كجزء قائم عليه ذاته ليستطيع العيش .

اليوم ونحن في عالم المتغيرات الذي يحتاج التطور والتأثير والانسجام مع مكوناته هل استطعنا فعلا تحقيق أبسط متطلباته، ورغم كل الدعوات للحفاظ على البيئة وتنظيم أجزائها وما يتعاطى معها من مبادئ التعمير الإنساني إلا أنه لا زالت الحياة البيئية تجد ما يطالها من الإنسان

اليوم عمدت كل الدول إلى إنشاء اقتصادات تُواكب البيئة وتحقق التوازن من خلال ما يُسمى بالاقتصاد الأخضر متحاشين في ذلك معاول الهدم الإسمنتية للبيئة والتمدد الصحراوي وانحسار الإخضرار الزراعي الذي يعتبر الممول الأول للتوازن البيئي والعامل الأساسي في الاعتماد عليه .

وما شدني في متابعة منتدى عمان البيئي الذي عقدته جريدة الرؤية المناقشات الهامة حول هذا النوع من الاقتصادات الذي بلا شك سيُحقق هذا التوازن وخدم الكثير من الدول لتكون دولا وبيئات مستقطبة للتعمير والاقتصاد والنمو والاستثمار .

وأرى أننا في السلطنة يجب أن نهتم بشكل مكثف بمثل هذا النوع من الاقتصاد خاصة وأننا نملك أساسيات ومكونات الحفاظ على البيئة بشكل عام ونستقرئ في التحول التدريجي لهيكل البنى الاقتصادية مواءمتها متطلبات التوازن البيئي

إن أجيال المستقبل تبني حياتها على ما نصنعه ونهيؤه للقادم يوم لا تنفع الأموال والمنشآت فقط دون وجود معطيات الحفاظ على البيئة، خاصة وأننا نرى أمثلة الدول الأخرى في الهروب بحثا عن بيئات صالحة للعيش والتكيف فيها .

كما أن اعتماد مختلف عوامل الاقتصاد من سياحة وتجارة وغيرها قائم على حماية مكتسبات البيئة، والنظر بنظرة شاملة وواسعة في زيادة الامتداد للمسطحات الخضراء والبيوت الخضراء وغيرها التي بلاشك تنعكس على نمو وازدهار الاقتصاد بشكل كامل وهذا واقع جعل الكثير من الدول تحقق معدلات التوازن الاقتصادي والبيئي .

ويكمن الدور الأكبر في عمليات التشجيع والتنوير التوعوي بمختلف ولايات السلطنة والاهتمام بمكوناتها البيئية لتحقيق الأهداف المطلوبة .