ضمن أعمال المحور الأول من منتدى الرؤية الاقتصادي

رئيس "الذهبية القابضة": الشراكة بين القطاعين العام والخاص تستهدف بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والتنافسية

◄ الشراكة الحقيقية تساعد على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية الاقتصادية

◄ "فريق الشراكة" يضع حزمة من الأولويات الوطنية لدعم مسيرة التقدم والنمو

 

مسقط - الرؤية

تصوير/ راشد الكندي

 

أكد الشيخ سالم بن أحمد الغزالي رئيس مجلس إدارة مجموعة الذهبية القابضة أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تستهدف بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والتنافسية، مشيرا إلى عدد من النماذج الدولية الناجحة في مجال الشراكة.

وألقى الغزالي كلمة رئيسية في مستهل أعمال المحور الأول من منتدى الرؤية الاقتصادي في دورته الثامنة التي حملت عنوان "تعميق مسارات الشراكة".

واستشهد الغزالي بالنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في التأكيد على: "أن القطاع الخاص العُماني عليه أن ينشط ويشمر عن ساعد الجد ويثبت كفاءته وقدرته على المنافسة وتطوير أدواته وأساليبه. كما إنه على الجهاز الإد‏اري الحكومي أن يتفاعل ويتعاون مع القطاع الخاص ولا يجعل للأساليب المعقدة سبيلا للتأثير على حسن أدائه. وبذلك يمكن لمسيرة التنمية أن تبلغ غايتها المأمولة، وتنجز أهدافها المنشودة، دون معوقات وفي سهولة ويسر".

وأضاف الغزالي أن الرؤى السامية تضمنت توجيهات وخطط عمل في مختلف القطاعات، مشيرا إلى ما تحقق من منجزات بفضل هذه الرؤى الحكيمة، على مدى العقود الماضية في شتى الميادين وبنظرة منصفة إلى واقع الحياة العصرية التي تنعم بها في السلطنة حاليًا. وتابع القول إن الإنسان والمجتمع بشكل عام يتجه نحو التطور في مختلف المجالات، وفي السلطنة تقود الهوية العمانية الراسخة هذا التطور، مع انفتاحها على الثقافات والتجارب الاخرى، مشيرا إلى ما يتمتع به الاقتصاد الوطني من فرص مميزة للنمو والازدهار، وأن القطاع الخاص يعد شريكا أساسيا لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوضح الغزالي أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى تحقيق اقتصاد مستدام، يستند إلى المعرفة والتنافسية والخبرة والتنوع، وبالتالي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإحراز نتائج ومخرجات أفضل مما يستطيع أن يحققه كل قطاع بمفرده.

وشدد الغزالي على أن الشراكة الحقيقية والشاملة بين القطاعين تسهم في تقديم نموذج للأجيال القادمة، على الرغم من التحديات الكبيرة التي تمر بها اقتصاديات المنطقة. وأشار إلى أن المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع بذل الجهد لمواكبة التحديات والتغلب عليها، فقد أصبح من الواضح أن مسؤولية تحقيق الشراكة الفعلية والشاملة لا تقتصر على الجهات الحكومية وحدها، بل تشمل القطاع الخاص وكذلك على مستوى الأفراد والكفاءات الوطنية، بما يضمن تعميق مفهوم الشراكة.

ولفت الغزالي إلى أن الدول المتقدمة والنامية تسعى إلى توفير البيئة المناسبة والوسائل اللازمة والتشريعات والنظم، لضمان تعاون حقيقي وبنّاء بين القطاعين على أساس الشفافية والمنفعة المتبادلة والتي تصب في نهاية المطاف في تحقيق التنمية المستدامة ونقل الخطط والأهداف إلى واقع عملي ملموس. وشدد على أن الشراكة الحقيقية تترجم تعاون القطاع الخاص مع الحكومة وخدمة أجندتها الوطنية الرامية إلى تحقيق اقتصاد مستدام، إذ يمكن لهذه الشراكة إذا أُحسن صياغتها وتنفيذها في بيئة تنظيمية وتشريعية متوازنة، أن تحقق كفاءة واستدامة أكبر في قطاعات حيوية مثل الطاقة والنقل والاتصالات والرعاية الصحية والتعليم والسياحة، وغيرها.

وأشار الغزالي إلى بعض نماذج الشراكة الناجحة، وقال إن تقرير الأمم المتحدة للتجارة والتنمية يشير إلى بلوغ حجم المشاريع بالشراكة بين القطاعين في الولايات المتحدة الأمريكية بصورة تراكمية إلى حوالي 8 تريليونات دولار في عام 2011، بعدما سجلت 18 مليار دولار في عام 1990، ثم 780 مليار دولار في عام 2000. وأضاف أنه في تركيا- على سبيل المثال لا الحصر- يعد مشروع نفق أُورَاسيا، وكذلك مشروع مطار إسطنبول الجديد ترجمة للشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وبين الغزالي أن تأسيس فريق الشراكة بين القطاعين جاء بتوجيه سامٍ منذ عام 2013، بهدف بدء مرحلة جديدة من التعاون والشراكة المنشودة، وقد حدد فريق الشراكة في مرحلة تأسيسه مجموعة من الأولويات؛ تمثلت في بناء الكفاءات الوطنية وتنمية المحافظات والتنويع الاقتصادي وخلق فرص عمل للمواطنين. وقال إن الفريق سعى إلى ترجمة هذه الأوليات إلى مبادرات؛ منها الصندوق الوطني للتدريب والبرنامج الوطني للرؤساء التنفيذين، والبرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ " وقانون الشراكة، وهو في طور الإعداد حاليًا. وأعرب الغزالي عن أمله في يحقق الكثير من الإنجازات خلال المرحلة المقبلة.

واختتم الغزالي كلمته بالإشادة بمنتدى الرؤية الاقتصادي في دورته الثامنة، مثنيًا على ما تتميز به جريدة الرؤية من مبادرات تنموية ومنها هذا المنتدى، الذي يمثل منصة سنوية تناقش المستجدات وتطرح الحلول المناسبة للتحديات ووتتيح الفرصة للحوار بين الخبراء ورجال الدولة ورجال الأعمال والشباب، بما يخدم الأهداف والإستراتيجيات العامة للدولة.

تعليق عبر الفيس بوك