"كلاسيكو الحسم" بين الليجا والكأس

 

حسين الغافري

من المُصادفات الجميلة أن يحمل أسبوع واحد مباراتيْن مُتتاليتين لقطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة، ومؤكد أن المتابع العاشق لكرة القدم على موعد مع 180 دقيقة مضمونة المتعة والتشويق، خصوصاً إذا ما علمنا أن تذاكر البرنابيو الذي سيحضتن الموعدين توالياً لم تمتلئ مدرجاته سواءً في البطولة المحلية للدوري أو في الكأس. وهذا مؤشر آخر يعطي للمباراة تنافسية وضجيجا مضاعفا يُشعل الأجواء فوق ما هي مشتعلة من قبل. صحيح أنَّ الحسابات مختلفة في الموعدين والتنافسية في البطولة المحلية للدوري تبدو أكثر راحة للنادي الكتالوني نظراً لتصدره الترتيب حتى نهاية الجولة الخامسة والعشرين، ونحن في أمتار حسم، وخسارة النقاط تعني تضاؤل المنافسة.

لنبدأ بالكأس، ومباراة الأربعاء، والتي برأيي ستكون أكثر اشتعالاً عن مباراة الدوري. ولعل نتيجة التعادل بهدف من الجانبين أسهمت في تضاعف فرصة ريال مدريد للعبور إلى النهائي أكثر، فهو أمام فرصة تسيير المباراة بذات النتيجة وضمان تحقيق مراده مدعوماً بجمهوره الكبير، وانتصار يسعى له في خلق بصيص أمل لإثبات أن ما تعرض له منذ بداية الموسم من انتكاسات طبيعية ووقت الحسم هو حاضر وأمام من كان. مباراة الكأس تعني الكثير للملكي في تحقيق العبور إلى النهائي. فسعيه بالدوري يبدو نسبياً ضعيفا بعد التخبطات الكثيرة التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، إضافة إلى فارق النقاط التسع التي تفصله عن منافسه برشلونة.

وفي المقابل، يدخل برشلونة اللقاء وهو ليس في أحسن أحواله.. الانتقادات بدأت منذ مدة تطال مدربه فالفيردي ووصلت إلى اللاعبين. وإن فاز برشلونة على أشبيلية في مباراته الأخيرة بالدوري إلا أن وضعه لا يبدو مطمئنا. فجل اعتماده ينصب في نشاط ميسي وحضوره وهاتريك أشبيلية دليل جوهري على ذلك. في المقابل ليس من المنطق توجيه اللوم الكلي للمدرب؛ فلاعبين كبار تراجعت مستوياتهم وعطاؤهم بات ضعيفا. سواريز الذي غاب مدة طويلة عن التهديف قبل هدفه في أشبيلية، ضائع تماماً أمام المرمى، إضافة إلى البرازيلي كوتينهو الذي لا يزال بعيدا عن مستواه، ومع كل الدعم الذي يلتقاه من مدربه والجماهير إلا أن حالته لم تتغير مع أنه بدأ بصورة طيبة في العام المنصرم.

بصورة عامة، نحن على موعدين كبيرين، القراءات المُسبقة لا تحكمها مثل هذه المباريات، فكم كان الملكي سيئًا، وصال وجال وحقق الانتصار بجدارة أمام برشلونة، وكم تراجع مستوى برشلونة إلا أنه في الكلاسيكو يصنع ما يعجز اللسان عن وصفه. هذا النوع من اللقاءات مختلف جدًّا. الجودة الفنية في الجانبين تحتم علينا أن لا نذهب بعيداً بتوقعاتنا وقراءاتنا. ولكن من المؤكد أن العابر في الكأس إلى النهائي سيحظى بدفعه معنوية عالية جداً. أما في لقاء السبت، فانتصار برشلونة يعني نهاية كبيرة للدوري، وانتصار الملكي يعطي بارقة أمل في استمرار المنافسة.. دعونا ننتظر ونرى.