قبل لقاء تركمانستان

حسين الغافري

خَسِر مُنتخبنا الوطني لكرة القدم لقاءه الثاني في كأس الأمم الآسيوية، مساء الأحد، في أبوظبي، بهدف دون مقابل. صحيح أنَّ الهزيمة مؤلمة؛ ليس لأن مسألة التأهل تعقدت في عبور دور المجموعات فحسب، وإنما طريقة السقوط التي كان بطلها الحكم الماليزي محمد آميرون باحتسابه ركلة جزاء غريبة عجيبة لليابان، وتجاهله للركلة واضحة وضوح الشمس وسط النهار. وبعودة إلى المباراة؛ فالمنتخب قدم لقاء كبيرا في أدائه، وكان ندًّا شرسًا للكُمبيوتر الياباني، وخلق فُرصا محققة للتسجيل أبرزها كرة الغساني في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول.

تحكيميًّا، الأمر ذاته واجهه المنتخب في المباراة الأولى مع أوزبكستان من خلال الأخطاء الواضحة علينا. كُلُّ هذه الحالات تعيدنا لبطولة آسيا 2004، بمشاركة منتخبنا الكروي لأول مرة، وحضوره اللافت فنيًّا للجيل الذهبي، وما تعرض له من ظُلم تحكيمي، واضح اضطر للخروج وخسارة النقاط والمغادرة المُبكرة رغم المستوى الفني الأكثر من رائع في تلك البطولة والمشاركة الأولى.

الغريب أن تقنية "الفار" لم تُطبق في دور المجموعات، وكأن الأمور في المتناول وتحت السيطرة، ولا حاجة إليها، وسيتم تطبيقها في الأدوار الإقصائية! فكيف يتم إبعاد هذا الدور من استخدام التقنية التي أوجدت الشيء الكثير من الظُلم وهيأت الاجتهادات الفردية للحكم! وإذا ما سلّمنا بأنها ستكون موجودة بعد دور المجموعات، فما مصير من تضرر وتم إقصاؤه عنوةً وانهالت عليه الأخطاء التي أثرت بشهادة الجميع على نتائجه خلال اللقاءات؟ فعلا الأمر يدعو للحيرة، ويجب على الاتحاد العماني أن يتفاعل مع ما تعرضنا له، ويُخاطب الاتحاد الآسيوي؛ فالتحكيم كان جزءا رئيسيا في نتائجنا بأول مباراتين وتضررنا من خلاله.

 

(2)

وإذا ما تجاوزنا فداحة التحكيم؛ فالمنتخب قدم بطولة جميلة بأدائه في الملعب مع بعض الأخطاء البسيطة التي كان يجب تجنبها، فما قدمه اللاعبون في مباراة أوزبكستان كان من الصعب تقبله إذا ما شهدنا طريقة الأداء والفاعلية واللعب اللافت طول التسعين دقيقة. وكذلك ما شاهدناه في مباراة اليابان مساء الأحد والحضور الفني العالي للمنتخب والتجانس بين الخطوط. الآن ندخل في وسط حسابات تبدو معقدة نوعاً ما، ولكن فوزنا على تركمانستان في اللقاء الأخير يجعل حظوظنا كبيرة للغاية في التأهل إلى الدور المقبل، ومن هُنا يجب على المدرب أن يستوعب ضرورة الفوز أكثر في اللقاء الأخير الذي لن يكون سهلا، وسيبحث التركمان على بارقة الأمل في التأهل من خلال فوزهم علينا ولو أن حظوظهم ضئيلة.

 

 (3)

ليس الوقت مُناسبا لانتقاد بعض الأخطاء، خصوصاً في مباراة أوزبكستان وطريقة الأداء وبعض الأخطاء الفردية الحاصلة؛ فاللاعبون قدموا حتى اللحظة أداء يستحق أن نفخر به، والوقفة الجماهيرية العريضة التي تزحف خلف المنتخب بحاجة إلى تكرارها في اللقاء المصيري. نستحق العبور فعليًّا قياساً على كل المعطيات، وللصورة المشرفة، وللكرة الرائعة التي صنعها نجوم الأحمر.. وبإذن الله سنتأهل.