ترقيات 2010.. القادم أفضل

حمود بن علي الطوقي

ما أتوقعه الآن وأنا أشرع في كتابة هذا العمود أنَّ الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة المالية سوف تعمل على ترجمة التوجيهات السامية بترقية موظفي الجهاز الإداري للدولة دفعة 2010م لتكون موضع التنفيذ الفوري.

ومنذ صدور هذه الأوامر وهناك فرحة عارمة تترد صداها لكافة الموظفين ممن شملتهم الترقية أو من لم تشملهم، فالكل هنا يتحدث عن هذه المكرمة السامية التي جاءت لترسم البسمة على الجميع، نعم هذا ما لمسته وأنا اتابع ردود أفعال من قِبل المواطنين في مختلف منصات التواصل الاجتماعي. وعبّر الجميع عن شكرهم وامتنانهم للمقام السامي معتبرين أنَّ هذه الترقيات لها الأثر البالغ في نفوس الموظفين من كل النواحي سواء تلك المتعلقة بالجوانب النفسية أو الاجتماعية وكذلك الاقتصادية، فهذه الاخيرة ستترجم على أرض الواقع حيث سيتم تدوير هذه الزيادة الناتجة عن الترقية في دفع العجلة الاقتصادية وكل ريال سيدخل الجيب سيخرج من الجيب الآخر في رفد الاقتصاد الوطني.

هناك - وهم قلة- من استقبل خبر هذه الترقية بنظرة سوداوية وتفننوا في نشر مقاطع ورسائل محبطة تعكس مدى تذمرهم وهؤلاء عادة يظهرون في المناسبات الجميلة والسعيدة ويسعون في عكر الأجواء.

تابعت حسابات هذه الفئة السوداوية والتي تؤمن بثقافة التذمر وأصحابها يرتدون النظارة السوداء وينشرون ما يعكر الصفو ولكن والحمد لله هناك من يتصدى لهم بقوة ولا يسمح لهم بنشر سمومهم، فلله الحمد والمنة، وحتى نكون سداً منيعاً لهم فعلينا أنَّ لا نلتفت لرسائلهم السلبية ولا نعيد إرسال مقاطعهم المحبطة بل علينا أنَّ ننشر الإيجابية ولا نلتفت إلى الرسائل السلبية الناتجة عن قلة الوعي لدى البعض.

قلت في مقابلة إذاعية بمناسبة هذه الترقية- برفقة الزميل الإعلامي خالد الزدجالي الذي خصص حلقة خاصة في برنامج البث المباشر- إنَّ علينا أنَّ نستقبل هذه الترقية بشيء من الجدية في تجويد بيئة العمل؛ إذ يجب أنَّ تكون الترقية أحد أهم العوامل المحفزة للموظف مهما كانت درجته الوظيفية في إعطاء العمل حقه وعدم التهاون في تأدية الرسالة الوظيفية بأكمل وجه، فالموظف الذي يتقن عمله ويسعى لتبسيط الإجراءات للمراجعين سيشعر بقيمة هذه الترقية وأنها تعتبر حافزاً لمزيدٍ من العطاء، أما الموظف الذي يظل متهاونا ولا يؤدي عمله على أكمل وجه عليه أنَّ يغير من سلوكه ويواكب نجاح زملاءه حتى يحقق الرضى والطمأنينة وبهذا سيغير من سلوكه ويشعر بقيمة العمل وأنها ترتقي "أي العمل" الى مرتبة العبادة .

أقول وأنا الاحظ ردود أفعال شريحة الموظفين من شملتهم ترقية 2010، أنَّ القادم أفضل ولاشك أنَّ مستحقين لترقية 2011 و2012 سيصلهم الدور وأنَّ التأخير كان بسبب الأوضاع الاقتصادية التي مرت بها البلاد منذ تدهور أسعار النفط مع مطلع العام 2014، ونتطلع أنَّ نتجاوز هذه المِحنة خلال السنوات القادمة وتشهد بلادنا انتعاشا اقتصاديا في مختلف المجالات الاستثمارية .

أخيراً وقبل أنَّ أختم مقالي أرفع هذه المطالب من قِبل المتقاعدين ويحدوهم الأمل بأن تتحسن أوضاعهم بمكرمة سامية بزيادة معاشهم التقاعدي؛ حيث تقاعدوا في مرحلة مبكرة وكانت حينها رواتب الحكومة متدنية ليس كرواتب هذا العهد.

فكل العرفان والشكر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله وأطال في عمره- إنه سميع مجيب.