دوري الأبطال: مجموعات "ساخنة" وأخرى "باردة"!

حسين الغافري

 

سُحبت في إمارة موناكو الفرنسية، مساء الجمعة، قرعة دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا في نسختها الجديدة. القرعة أسفرت عن مواجهات نارية متوقع مشاهدتها خلال النصف الأول للبطولة، والذي سيستمر حتى ديسمبر المقبل، يترشح من خلاله النصف، ويغادر النصف الآخر. قرعة فرضت مجموعات ساخنة جداً، وأخرى باردة للغاية، ستزيد برودة الأجواء الأوروبية، ولعلها جاءت هكذا بـ"الحظ" بعدما فنّد الكثيرون لإرضاء أنفسهم تعمد تواجد أندية في مواجهة أندية أخرى بالتلاعب عن طريق "تبريد" و"تسخين" الكرات! اللافت في البطولة هذا العام هو استمرار عدم الاعتماد على تقنية الفيديو "الفار"، رغم مطالبات واسعة لتطبيقها بدء من هذا الموسم، إلا أنَّ المسؤولين كان لهم توجّه آخر بالانتظار للموسم المقبل لتكون مساندة للحُكام.

***

بالعودة إلى القرعة، فقد وصفت المجموعة الثانية التي تضم كلاً من برشلونة الإسباني وتوتنهام الإنجليزي وإنتر الإيطالي وإيندهوفن الهولندي بمجموعة "الموت"؛ لقوة الأندية الموجودة، وبالتالي المباريات ستكون حاسمة ومهمة للرباعي. نُدرك تماماً أن برشلونة يبدو الأوفر حظاً "ورقياً" على عبور المجموعة متصدراً قياساً للإمكانيات الفنية التي يمتلكها في صفوفه والانتدابات الكبيرة التي أجراها خلال فترة الصيف. إلا أن تواجد توتنهام وإنتر والتاريخ الكبير والأسماء الثقيلة تفرض على الجميع عدم التساهل في كل المباريات حتى حسم التأهل. أيضاً المجموعة الثامنة لا تقل تنافسية بتواجد كل من مانشستر يونايتد الإنجليزي وفالنسيا الإسباني ويوفنتوس الإيطالي ويونج بويز السويسري. مانشستر لا يمر بظروف طبيعية في الفترة الأخيرة ومسلسل الانتقادات على مدربه مورينهو يتضاعف، ومسألة إقالته غير مستبعدة في ظل الأداء الهزيل الذي يقدمه، اليوفي يبدو الأوفر حظاً لحصد البطاقة الأولى بما يملكه من أسماء وانضمام البرتغالي رونالدو، إضافة لدكة بدلاء على مستوى عالٍ من الكفاءة والاستقرار الفني مع أليغري. ويمكن القول بأن تركيز اليوفي هذا العام سيكون بدرجة كبيرة على البطولة الأوروبية التي خسر فيها النهائي آخر ثلاثة مواسم. أما فالنسيا سيكون صعب المراس وعودته إلى دوري الأبطال تثبت عن صعوده التدريجي لصفوف الصفوة ومتوقع أن يخلق المتاعب للمنافسين.

***

أكثر المباريات ترقباً بطبيعة الحال ستكون لحامل اللقب ريال مدريد الإسباني ومرحلة ما بعد زين الدين زيدان والبرتغالي رونالدو. ريال مدريد سيكون في المجموعة السابعة مع روما الإيطالي وسسكا موسكو الروسي وفيكتوريا بلزن السويسري التي لا تبدو صعبة عليه إطلاقاً، ومتوقع أن يتجاوز حسابات التأهل مبكراً. أما المجموعة الأولى، فقد ضمت أتلتيكو مدريد الإسباني وبروسيا دورتموند الألماني وموناكو الفرنسي وكلوب بروج البلجيكي. ونسبياً تبدو متقاربة المستويات إلا أن شخصية أتلتيكو سيميوني تضع تأهلهم كمتصدرين للمجموعة واردة بقوة، وحقيقة الأمر أن أتلتيكو سابقاً وأين هو مع سيميوني الذي صنع منه فريقاً قتالياً شرساً وصعب المواجهة وهي نقطة تحسب للمدرب في تكوين فريق منافس لبرشلونة وريال مدريد محلياً وبطموحات عالية أوروبياً وأسهم في المحافظة على ما يملكه من أسماء.

***

المجموعة الثالثة مُمتعة كذلك، وستضع مدارس كروية محل اختبار عن مدى الجدية التي تؤمل الجماهير في رؤية تنافسيتها. باريس سان جيرمان الفرنسي وليفربول الإنجليزي ونابولي الإيطالي والنجم الأحمر الصربي. المجموعة بأسئلة مختلفة أبرزها عن جاهزية النادي الباريسي في مشروعه للظفر بالبطولة الأوروبية، وطموحات زملاء صلاح في تحقيق المجد الأوروبي الذي تكسر أمام ريال زيدان الموسم المقبل، أيضاً نابولي الجديد بقيادة الخبير الإيطالي آنشيلوتي. مجموعة صعبة للغاية وتفرض علينا متابعتها والاستمتاع بها. أما المجموعات الرابعة والخامسة والسادسة فتبدو مجموعات بسيطة ورقياً بتواجد بايرن ميونخ في المجموعة الخامسة مع بنفيكا البرتغالي وآياكس الهولندي وايك أثينا اليوناني، والسادسة بتواجد السيتي الإنجليزي وشاختار الأوكراني وليون الفرنسي وهوفنهايم الألماني. أما المجموعة الرابعة، فلم يتواجد بها أحد من كبار القارة العجوز في الفترة الأخيرة؛ وبالتالي المنافسة ستكون متكافئة مع لوكوموتيف الروسي وبورتو البرتغالي وشكاله الألماني وغلطة سراي التركي. هي قراءات أولية عن شكل الإطار الخارجي لدور المجموعات. ومرحلة فرز أولية كذلك عن الجادين في الذهاب بعيداً إلى الأدوار الإقصائية بعد بدء الجد الفعلي.