دور التعليم التقني في النهوض بسوق العمل

 

د. محمد رياض حمزة

لا يزال النمط السائد في التدريس في أغلب مؤسسات التعليم العالي في السلطنة يغلب عليه طابع التلقين وجعل دور الطالب يقتصر على التلقي والحفظ. وتؤكد الدراسات في التعليم أن أسلوب التلقين لا يكسب المتلقي/ الطالب المعارف العلمية المتخصصة ولا يوسع خبراته، فإن أسلوب التعليم الحديث يركز على دور الطالب في البحث والمتابعة والتوسع سواء في المقررات الدراسية النظرية ومن خلال الحوار الذي يرسخ الفهم ومن خلال التطبيق العملي للمادة النظرية التي ساهم في تجميع مادتها.

من هنا، فإنَّ الكليات التقنية تتبنى الأسلوب الحديث كمبدأ أساس لطرق التدريس ووضعت برنامجا واقعيا بالانسجام مع متطلبات سوق العمل للتخصصات المهنية المطلوبة، يعتمد على التقدم المرحلي للطالب ومدى ما يحققه من التقدم وفقاً لمنهج ارتقائي يتم من خلاله الانتقال التدريجي من مرحلة إلى أخرى.

ينفذ التعليم التطبيقي بأسلوب تكاملي بين المادة النظرية وتحويلها إلى واقع عملي لتزويد الطالب بالخبرة في فهم المادة العلمية التي ينفذ تطبيقها أو تجربتها في الأجهزة المختبرية، مع التعامل الآمن السليم مع المواد والآلات والأجهزة المختبرية. بقدر ما يكون الطالب قد فهم المادة النظرية فإنّ تجربتها أو تطبيقها عمليًا تؤكد رسوخها في أذهان الطلبة.

لذلك فإنَّ الكليات التقنية تنتهج في برامجها وتخصصاتها أسلوب التعليم التطبيقي الذي يزود الطالب بمهارات التلقي المؤكد للمادة العلمية التي ستكون حصيلته العلمية في حقل الاختصاص عند تخرجه وانخراطه في وظيفته أو مهنته، كما يزود الطالب بعدد من أساليب التعلّم وفهم المعرفة والخبرة المتخصصة، ويوثق العلاقة بين المحاضر وطلبته من خلال إدراك الطالب أنَّ المواد التي يدرسها ويتعلمها ستكون حصيلته المهنية التي يرجع فضل تعلمها للمحاضر المتمكن من نقل المعرفة إلى طلبته تطبيقيا، ويوضح التعليم التطبيقي مدى إمكانية تحويل المادة النظرية في المناهج الدراسية كافة إلى مادة تطبيقية ومتطلباتها من المواد والأجهزة المختبرية والآلات المكملة.

وبما أن معظم المقررات التي يدرسها الطالب كانت قد وضعت أصلاً بالتنسيق مع القطاع الخاص وسوق العمل، فإن الجانب التطبيقي لتدريس تلك المقررات يتم تنفيذه من قبل ذات المحاضرين الذين ساهموا بوضع مادة المقرر الدراسي وعملوا من خلال لجان مشتركة مع خبراء القطاع الخاص لتوفير الأجهزة المختبرية وموادها والآلات المساندة في الورش بالمواصفات المطلوبة. ويتضمن النظام المرحلي لارتقاء الطالب من مستوى دراسي لمستوى أعلى استنادا إلى إنجازه وتطوره، ساعات تدريس تطبيقية تتصاعد كمًا ونوعًا مع المقرر الدراسي في حقل الاختصاص، الذي يؤهله لاجتياز الامتحانات النهائية وفق متطلبات المادة التطبيقية. تجدر الإشارة إلى أنَّ هدف التعليم التقني الأساسي هو إعداد الطالب وتأهيله بمستوى متطلبات فرص العمل فنيًا وعلمياً، لكي يتمكن المواطن خريج التعليم التقني من الدخول لسوق العمل بمؤهلات تنافسية لينال فرصة عمل تناسب تخصصه ومؤهلاته.

تعليق عبر الفيس بوك