احتياجات سوق الاتصالات والمعلومات

 

 

عبيدلي العبيدلي

خصصت الجمعية البحرينية لشركات التقنية "بتك" غبقتها الرمضانية هذا العام لمناقشة أفضل السبل، وأقصرها لدخول شركات التقنية والمعلومات البحرينية، أسواق السعودية. وبعد القاء كلمة مختصرة ترحيبية، قام حمزة مشعل من مؤسسة الأبحاث التسويقية "IDC"، بتقديم عرض غني بالمعلومات حول أسواق المعلومات والاتصالات السعودية، تناول فيه أوضاع تلك السوق، وأبرز معالم اتجاهاتها، بالإضافة إلى حجمها، والتقسيمات الفئوية لمنتجاتها والخدمات التي توفرها.

وأشار النقشبندي إلى النمو الذي عرفته تلك السوق خلال الفترة بين 2011 – 2018، حيث ارتفع حجم الإنفاق في السوق السعودي من 27.2، إلى 34.2 مليار دولار، محققا نموا سنويا نسبته 1.9%"، وهي نسبة متميزة بالمعيار الدولي. ونوّه النقشبندي إلى مجموعة من القطاعات التي سوف تشهد نموا ملحوظا، ومن بين الأبرز بينها، الحوسبة السحابية، وأمن الفضاء السيبراني، مضيفا إلى أن قطاع الخدمات هو الأكثر نصيبا من النمو، وعلى وجه الخصوص قطاعي التعليم والخدمات الصحية، إلى جانب القطاع المالي والمصرفي.

ولم يكن ما جاء في عرض النقشبندي بعيدا عما أشارت له وسائل أعلام أخرى. فكما ورد في جريدة الرياض السعدية، "قدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية حاليًا بنحو 180 مليار ریال. وأشارت إلى أنّ الاستثمارات الرأسمالية في القطاع تصل إلى أكثر من 50 مليار ریال، وأنّ حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات بلغ أكثر من 130 مليار ریال خلال العام 2016. وأكّدت الهيئة أنّ السوق السعودية الأكبر بمنطقة الشرق الأوسط، أنّ مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي قد بلغت نحو 6% ونحو 10% في الناتج المحلي غير النفطي. وتوقعت الهيئة نمو حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات إلى حدود 138 مليار ریال بنهاية عام 2017".

من جانبه يعتبر موقع سي إن بي سي الالكتروني "سوق الاتصالات السعودي من أكبر أسواق الشرق الأوسط؛ إذ بلغ حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات حوالي 35 مليار دولار خلال العام 2017 ".

وعلى نحو مواز، وكما جاء على موقع جريدة الحياة الإلكتروني فقد "أصدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إطارا تنظيميا للحوسبة السحابية بعد درس وتقويم تجارب الدول الأخرى وأخذ مرئيات العموم، إذ تضمن التنظيمات والالتزامات والحقوق لكل من مقدمي خدمات الحوسبة السحابية والمستخدمين الأفراد والقطاعين الحكومي والخاص". الأمر الذي يعني أنّ أسواق السعودية لا تنمو حجمًا فحسب، ولكنّها تتطور قدمًا أيضًا. وهذا ما نوّهت له شركة مايكروسوفت التي توقعت أن "يصل الإنفاق على قطاع تقنية المعلومات في السعودية إلى 150 بليون ريال (40 بليون دولار) في 2018، متوقعة أن تنمو الحوسبة السحابية بنسبة 25 في المئة بحلول 2022."

ووفقا للجريدة ذاتها، فقد "توقعت شركة مايكروسوفت أن تنمو الحوسبة السحابية في المملكة بنسبة 25 في المئة بحلول العام 2022".

 وكما عودتنا "غبقة بتك"، تخلل برنامج "الغبقة السنوي"، حلقة حوارية مفتوحة تناولت مجموعة من القضايا التي تهم شركات المعلومات والاتصالات البحرينية، فيما لو أرادت تبني استراتيجية طموحة تسعى من خلالها التموضع في أسواق السعودية النظيرة لها. ومن أبرز الأفكار التي توقفت عندها تلك النقاشات هي:

•  أن ولوج سوق مثل سوق تقنية المعلومات والاتصالات السعودية ليست مهمة صعبة، ولا نزهة ممتعة، ومن فيه بحاجة إلى استراتيجية متكاملة، والتزام جاد من الأطراف ذات العلاقة، ومخطط قارد على مواجهة التحديات المرتقبة، دون التقهقر في منتصف الطريق، أو التراجع قبل الوصول إلى نهاية تلك الطريق.

•  ضرورة القيام بدراسة علمية حول الأسواق السعودية من أجل الوصول إلى قراءة علمية لاحتياجاتها المركزية، وحجم تلك الاحتياجات، بعد جمع المعلومات الدقيقة حولها، والقيام بتحليلها بشكل علمي، وموضوعي، يتوقف عند كل قطاع من قطاعات المعلومات والاتصالات. إذ لا يكفي معرفة عامة فوقية عن تلك السوق واحتياجاتها. فمتطلبات أسواق الأجهزة والمعدات تختلف تماما عن تلك التي تحتاجها أسواق الخدمات، وهذه الأخرى تختلف عما توفره الحوسبة السحابية، التي تستخدم تقنيات وآليات غير معهودة لدى من يوفر البرمجيات التقليدية المعهودة، عنما تطبق معايير الاقتصاد الإبداعي.

•  أهمية بناء نظام الصدى البيئي (Ecosystem)، تجتمع تحت مظلته الشركات البحرينية ذات العلاقة، من أجل تجيير الإمكانات المحلية المتاحة، وتهيئتها لامتلاك القدرة على المنافسة في سوق تنشط فيها شركات دولية ومحلية عملاقة. وهذا بدوره يحتاج إلى شراكة استراتيجية تقوم على عناصر إبداعية مبتكرة بين القطاعين العام والخاص. وهنا تمت الإشارة إلى ضرورة تحاشي القطاع الخاص الاعتماد بشكل طفولي على القطاع العام، وبالقدر ذاته يفترض ألا يتهرب القطاع العام من مسؤولياته الملقاة على عاتقه.

•  مثلث التكامل الاستراتيجي الذي تتشكل أضلاعه من الجهات الثلاث ذات العلاقة: هيئة إصلاح سوق العمل "تمكين"، و"مجلس التنمية الاقتصادية"، وشركات الاتصالات وتقنية المعلومات البحرينية، من أجل بناء المعادلة السليمة المطلوبة، التي تمكن هذه الأخيرة من الولوج إلى الأسواق السعودية، بالاستراتيجية الصحيحة، والكفاءة المطلوبة، والقدرة التنافسية الصامدة في وجه الشركات الأخرى غير البحرينية.

وجرت الإشارة هنا إلى خارطة الطريق التي وضعتها "الجمعية البحرينية لشركات التقنية"، والتي شخصت في هيئة رؤوس أقلام عريضة، أهمية السوق السعودية بالنسبة للشركات البحرينية، نظرا لقرب هذه السوق من تلك الشركات، وبسبب، كما ورد في المقتطفات أعلاه، حجمها الكبير والمتنامي.