يقول العلماء إننا نتاج لعملية تطور بيولوجي استمر لآلاف السنين، وقد تكيف الناس في التبت والمرتفعات الأثيوبية للعيش على ارتفاعات عالية، وعلى سبيل المثال: اكتسب رعاة المواشي في شرق أفريقيا وشمال أوروبا طفرة جينية ساعدتهم على هضم الحليب كالبالغين.
ولا يزال العلماء يبحثون عن التطور البشري، كما في مدينة باجو، بقارة آسيا، حيث تطور مجموعة من سكان المدينة إلى غواصيين ممتازين، ويصفهم ردوني جوبيلادو، عالم الأنثروبولوجيا، أنهم "غريبون عن اليابسة".
فعندما يغطسون في الماء، تبطئ معدلات ضربات القلب، وتتقلص الأوعية الدموية في محاولة لإيصال الدم إلى الأعضاء الحيوية، وكذا يتقلص الطحال، وتنتشر كمية وفيرة من خلايا الدم الحمراء الغنية بالأكسجين في الدورة الدموية.
وبمقارنة حجم الطحال في باجو، مع ما يجاورها من القرى، وجد أنهم يمتلكون طحالا أكبر بنسبة 50%، حتى أولئك الذين لا يمارسون الغوص بدوام كامل، ويرجح العلماء أنهم يولدون هكذا بفضل تطور جيناتهم.
وقال الدكتور جوبيلادو "لقد كنا مفتونين إذ كان بإمكانهم البقاء تحت الماء لفترة أطول بكثير من سكان الجزر المحليين .. استطعت رؤيتهم وهم يسيرون حرفيا تحت البحر" فيستطيعون الغوص على عمق 200 قدم تحت الماء بسهولة.