معًا .. لدعم أصحاب المشاريع المنزلية

 

سيف بن سالم المعمري

أصحاب المشاريع المنزلية أو الأسر المُنتجة هم من فئات المجتمع التي تستحق أن يقف معها الجميع لدعمها وشراء منتجاتها، وإعطائهم الألوية في توفير احتياجات المؤسسات الحكومية والخاصة، وكذلك الأفراد، ومن بين أهم المنتجات التي تستطيع تلك المؤسسات أن تدعم فيها أصحاب المشاريع المنزلية، توفير موائد الطعام في وجبات الإفطار اليومية للموظفين، والولائم المفتوحة (البوفيه) في الاحتفالات والأنشطة الرسمية التي تقام في المؤسسات أثناء الدوام الرسمي وكذلك في الفترات المسائية، وتوفير خدمات الضيافة وإعداد وتقديم القهوة العُمانية في تلك المؤسسات، وكذلك في مناسبات الأفراح والأتراح لبقية أفراد المجتمع، كما إن هناك منتجات التمور ومشتقاتها، والحلويات المنزلية بأنواعها، والمأكولات العُمانية التقليدية بأنواعها، وكذلك منتجات الديكور وصناعة الحلي والزينة الخاصة بالمرأة والبخور والصناعات السعفية والجلدية بأنواعها.

وخلال أيام شهر رمضان المبارك تقيم المؤسسات الحكومية والخاصة مآدب إفطار جماعية لموظفيها، ويغلب على معظم تلك الموائد أطباق المأكولات غير العُمانية والمعجنات التي توفرها المطابخ والمطاعم التجارية، وهي بلا شك مؤسسات تجارية تدار للعمالة الوافدة، وكذلك هو الحال في موائد الإفطار بالجوامع والمساجد التي تنتشر بجميع محافظات السلطنة.

ولكون غرفة تجارة وصناعة عُمان هي بيت للتجار ورواد الأعمال، ولأن فروعها تنتشر في جميع محافظات السلطنة؛ فمن الأهمية أن تتبنى فروع الغرفة وبالتعاون مع المؤسسات والأفراد المعنيين بخدمة فئة "أصحاب المشاريع المنزلية أو الأسر المنتجة رجالا كانوا أو نساء" مبادرة مجتمعية لتسويق منتجاتهم بمختلف أنواعها وخاصة الغذائية، ومن بين الأفكار التي يمكن أن يؤخذ بها لتنظيم آليات التواصل مع أصحاب المشاريع المنزلية بناء قاعدة بيانات لهم في كل ولاية، والتي تبدأ بإقامة معارض للتعريف بإمكانياتهم ومدى استعدادهم للتعاون مع جميع المؤسسات والأفراد في المجتمع، وإشراكهم في برامج وورش تدريبية للتعريف بالمهارات والمعارف التي تعينهم على توفير احتياجات السوق من المنتجات والبضائع التي ينتجونها، ومهارات التسويق الفعال، وتعريفهم بالاشتراطات الصحية والمتعلقة بجودة المنتجات وخاصة الغذائية حتى وصولها إلى المستهلك.

إنَّ من يدلف إلى السوق المحلي في السلطنة خلال السنوات الأخيرة يلحظ كيف استطاعت العمالة الوافدة أن تبني أنشطة تجارية أصبح لها رواج ودخل مجزٍ، وقد تفرست في حاجة المستهلك وإقباله على نوعية معينة من المأكولات العُمانية فأقامت المطابخ والمقاهي الشعبية، وأصبحت تُقدم وجبات عُمانية لمختلف الولائم، وأصبح نهم المواطن العماني على تلك المطابخ والمطاعم كبير جدًا، فعلى سبيل المثال، كانت في الماضي مآدب الأعراس يكلف بإعدادها طباخون عمانيون مقابل أجر مادي معين، وكانت توفر لأصحابها دخلا رئيسا وأحيانا إضافيا، واليوم اختفت تلك العادة الحميدة، وأستبدلها المجتمع بالمطابخ الشعبية التي تدار بأيد وافدة، وكذلك هو الحال في المأكولات الرمضانية كالهريس والشوربة واللقيمات وغيرها فقد أصبحت مصدر دخل للعمالة الوافدة.

إننا بحاجة للتعاضد مع جميع أبناء المجتمع، وأن نسهم جميعا في نجاح الأسر المنتجة، فربما تكون البداية بسيطة، وقد يصبحون مستقبلا أصحاب مؤسسات صغيرة ومتوسطة، ونكون معًا سبباً لقيام أسر منتجة، بل ومؤسسات رائدة.

فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت.

Saif5900@gmail.com