اليوبيل الذهبي للنهضة

 

سيف بن سالم المعمري

Saif5900@gmail.com

ها هي عُمان اليوم تتوشح فرحة الاحتفال باليوبيل الذهبي للنهضة المُباركة التي أرسى قواعدها وسهر على علو بنيانها المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور-طيب الله ثراه-، وفي هذا اليوم نستذكر هذا السلطان الإنسان الذي انتشل عُمان من ظلام الجهل والتَّخلف والعزلة، إلى ذرى المجد والتطور، والمكانة الدولية السامقة.

فما شهدته عُمان خلال العقود الخمسة الماضية من مُنجزات حضارية في شتى مناحي الحياة العصرية، خير بُرهان على عظم الإنجازات التي تحققت خلال فترة زمنية قياساً بما كانت عليه قبل خمسين عامًا، فلم تكن لتحقق كل تلك الإنجازات -بعد فضل الله علينا -إلا بالإرادة العظيمة التي تسلح بها السُّلطان الراحل قابوس بن سعيد-عليه رحمه الله تعالى- فرحيله عنَّا فقد لا يوازيه فقد، ولكنها مشيئة الله جارية في خلقه، وإننا إليه راجعون.

لقد أعطى السُّلطان قابوس بن سعيد-طيب الله ثراه- كل عُمره لعُمان، وهو ما عبَّر عنه في حديثه لصحيفة السياسة الكويتية في عام2006م قائلاً:" أني هنا أعمل لعُمان أرضًا وشعبًا، بل إن كل عملي لها ولشعبها. ولعل اختلاطي الدائم بهذا الشعب وفَّر لي قناعة بأن عملي محبب إليه، ومحل رضاهم... وفي الواقع فأنا لا أعمل لشيء لي بل لهم. إنَّ مُتعتي هي أن أرى بلدي، وأرى شعبي بالصورة التي تخيلتها من أول يوم تسلمت فيه السُّلطة... إنني أشعر بأنَّي صاحب رسالة ولست صاحب سلطة، لذلك ترى وقتي مكرسًا من أجل عُمان وأهلها".

نعم.. فقد نذر حياته-طيب الله ثراه-لأجل عُمان أرضًا وشعبًا، وشيَّد أسس الدولة العصرية التي أبهرت العالم حتى بعد رحيله، فقد كان الانتقال السلس للحكم، درسًا آخر قدمته عُمان للعالم، لتُؤكد على حضارتها الضاربة في جذور التاريخ في التداول المرن لدفة الحكم في البلاد.

وها هي نهضة عُمان المُتجددة تخطو نحو المستقبل بعزيمة أكبر، ومتشبثة بقيادة حكيمة من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم-حفظه الله ورعاه- الذي نبتهل إلى العلي القدير أن يوفقه إلى كل خير، وأن يجعله خير خلف لخير سلف، وأن يغفر الله للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وأن يرزقه الفردوس الأعلى من الجنة.

وكل عام والجميع بخير...