مبروك يا وطن

 

محمد العليان

مبروك يا وطن، مبروك لقائد الوطن قابوس الوطن -حفظه الله ورعاه- مبروك لكل الشعب العُماني، تتويج منتخبنا الوطني وبكل جدارة واستحقاق ببطولة كأس الخليج 23، التي استضافتها الشقيقه الكويت، يعجز التعبير عن فرحتنا بالفوز بالكأس للمرة الثانية.. فبداية العام الجديد لم تكن عادية، بل كانت ليلة تاريخية رياضية، ليلة فرح متميزة عن كل الليالي لكل أبناء الوطن من ظفار إلى مسندم.

كل المؤشرات والمعطيات والأداء السابق للمنتخب في التصفيات الآسيوية ومباراة اليمن الودية كانت تؤكد أن المنتخب لن يسير بعيدا، والرهان كان ضعيفا عليه، ولكن أثناء البطولة ظهر المنتخب بوجه مغاير، وقدم نفسه بقوة، وكانت النهاية مثيرة وسعيدة جدا، وتوج بالبطولة.

عندما تمتزج كل عوامل النجاح ترتسم لوحة الإبداع ويتحقق المراد، الشيخ سالم الوهيبي رئيس اتحاد كرة القدم، ظل يعمل بصمت ودون ضجيج إعلامي.. يديرالدفة إلى مستقبل جديد للكرة العمانية، وفعلا تحقق جزء، رغم الفترة الزمنية القصيرة من عُمر الاتحاد، والظروف المالية التي يمر بها من مديونيات، ورغم كل هذا حقق في وقت قصير جدا -وبمنتخب 50 بالمائة من عناصره جديدة وشابة- وأعاد للكرة العمانية هيبتها وقوتها وحضورها الخليجي من جديد، ومع أعضاء الاتحاد الآخرين.. رجلٌ يستحق كلمة شكر كأقل شيء في حقه، فهو صانع الإنجاز، وأثبت أن أفعاله تتكلم عنه وليس أقواله.

أما اللاعبون الأبطال، فنفتخر بهم؛ بعدما أجبروا الجميع على الثناء والإشادة بمستواهم الرفيع والبديع، مع الجهاز الفني والإداري، بجهود متميزة وكبيرة في البطولة. نعم، هذه واحدة من ملامح المجد الرياضي، لتبقى ذكرى خالدة وغالية باسم الوطن، الداعم الحقيقي لهذا الإنجاز هم الجماهير الوفية والمخلصة التي تكبدت عناء السفر، وكانت قوة دفع للاعبي المنتخب في الملعب، فأشعرت اللاعبين وكأنهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم.. توجهوا بأعداد كبيرة إلى الكويت ليؤازروا اللاعبين لأجل الوطن ومنتخب الوطن، ورسموا صورة ولوحة جميلة حضارية وإبداعية وأخلاقية للمواطن العماني أولا، وللمشجع الرياضي العماني في داخل وخارج الملعب ثانيا، وعكست صورة جميلة ورسالة قوية بأن الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا.

والإعلام الرياضي كذلك بكافة وسائله، كان المرآة الحقيقية والداعم والمؤثر المتميز، المتوازن في طرحه، فكان أحد أسباب تفوق منتخبنا، وكان أيضا وراء المنتخب ومعه وقريب منه، أبعد عنه الضغط والشحن الزائد، فتعامل إعلامنا الرياضي بكل مهنية وفن، وكان سفيرا للوطن بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

شكرًا لدولة الكويت، ولأميرها أمير الإنسانية، على دعمه وتنظيمه للبطولة، فوق أرض الصداقة والسلام. وشكرا لكل من كان خلف هذا الإنجاز، للوطن ألف قُبلة وقُبلة، وكلنا للوطن فداء، ويبقى المجد للوطن.