حراك فاعل في المشهد الثقافي العماني خلال 2017.. والجوائز تلعب دور البطل

...
...
...

الرؤية - محمد قنات

حفل عام 2017 بالعديد من الفعاليات التي أثرت الساحة الثقافية وخلقت حراكاً ثقافياً متميزاً في شتى فنون الثقافة والأدب وذلك عبر المنافذ الثقافية في مختلف أنحاء السلطنة.

واعتبر منخرطون في المشهد الثقافي في السلطنة أن العام 2017 تميز بما تم إنجازه في النواحي الثقافية من ورش وندوات ومشاركات خارجية ومحاضرات إلى جانب استضافة الشخصيّات التي برزت في الساحة الثقافية وأسهمت بقدر كبير في المشهد الثقافي بوجه عام.

ويعد معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته 22 والذي افتتحه معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بحضور كوكبة من الكتاب والأدباء والمعنين بالثقافة في سلطنة عمان حدث مميز في 2017 وتظاهرة ثقافية كبيرة خاصة وأن المعرض يمثل رافدًا لمفهوم جديد للحراك المعرفي والاقتصادي بشكل عام، ومما جعل للمعرض شكلا آخر إقامته في مركز أرض المعارض الجديد برغم تخوف البعض من أن يؤثر هذا الانتقال على أسعار الكتب إلا أن الأسعار لم تتأثر.

وضم المعرض 1200 جناح وشاركت فيه بشكل مباشر 590 دار نشر إضافة إلى 160 مشاركة من خلال التوكيلات وكلها تنتمي إلى 28 دولة إضافة إلى مشاركة 37 جهة رسمية من السلطنة ومختلف دول العالم، ويضم عدد المشاركين في قسم الكتاب الأجنبي 34 دار نشر ومكتبة من دول خليجية وعربية وأجنبية.

وشهد العام 2017 أيضاً افتتاح أول مكتبة عامة للأطفال، وتضم ما يقرب من 10 آلاف كتاب وعنوان، إلى جانب زوايا "القصص السمعية" و"الخدمات التقنية" لذوي الاحتياجات الخاصة، وتطمح مستقبلاً أن تذهب للأطفال خارج العاصمة مسقط.

تتكون "مكتبة الأطفال العامة"، التي حرصت الرؤية على حضور حفل افتتاحها من 5 طوابق، تتوزع كتبها على 28 قسماً أدبياً وعلمياً، في المعارف العامة وعلم النفس والفلسفة والأدب والطب والصحة، والاقتصاد المنزلي والدين والرياضيات والعلوم الاجتماعية، وكتب أخرى باللغات الأجنبية كالإنكليزية والفرنسية.

تقع المكتبة على شاطئ القُرم، وتطل على البحر، مما جعل موقعها مميزاً بالنسبة للأطفال إلى جانب أنها لا تبعد كثيراً عن متحف الطفل.

وخلال هذا العام حطّ معرض التسامح الديني والذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بهدف التعريف بالإسلام ونشر ثقافة التفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب رحاله في ليتوانيا في محطته السادسة والعشرين، ومثّل الوزارة في هذا المعرض الدكتور محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب الوزير و يوسف بن محمد البلوشي مساعد المدير العام للمساجد ومدارس القرآن الكريم وموسى بن خميس البوسعيدي مدير إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بصور وأحمد بن ناصر الحارثي مدير دائرة الإعلام الديني بالانتداب و محمد بن علي المالكي واعظ محافظة مسقط.

وفيما يتعلّق بالمسابقات والجوائز أعلن في نهاية 2017 عن نتائج الدورة السادسة لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب التي تفتح فيها أبواب المشاركة لجميع الدول العربية في مجال الدراسات الاقتصادية في فرع الثقافة، ومجال التصميم المعماري عن فرع الفنون، ومجال النقد الأدبي عن فرع الآداب حيث فاز الناقد سعد بن عبد الرحمن البازعي من المملكة العربية السعودية بجائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في مجال النقد الأدبي عن فرع الآداب وفاز في مجال الدراسات الاقتصادية عالم الاقتصاد والكاتب جلال الدين أحمد أمين من جمهورية مصر العربية عن فرع الثقافة، فيما أقرت لجنة التحكيم حجب جائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب (في فرع الفنون) عن مجال التصميم المعماري حيث إن الأعمال المترشحة لهذا المجال لم ترتق إلى مستوى أهميّة وأهداف الجائزة ومنح كل فائز وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره (100 ألف ريال عماني) في حفل أقامه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم المشرف على الجائزة

وفي مجال المسابقات والجوائز أيضاً احتفلت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء بتكريم الفائزين بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2017، وشخصيتي العام الثقافيتين، تحت رعاية معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، حيث حددت جائزة الإبداع الثقافي 6 مجالات وهي الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، والدراسات الأدبية والنقدية، والدراسات التاريخية، وتحقيق المخطوطات، وتنافس فيها 33 عملاً.

وكانت جائزة أفضل إصدار شعري عماني لعام 2017، (والتي تضم الشاعر أحمد الهاشمي، والشاعر مسعود الحمداني، والدكتور هلال الحجري) والتي ذهبت مناصفة بين ديوان "مكتفيا بالليل" للشاعر حسن المطروشي، وديوان "قلب مائل إلى الزرقة" للشاعرة فاطمة إحسان.

وفي مجالي الرواية والقصة القصيرة، فازت رواية "سندريلات مسقط" للروائية والقاصة هدى حمد.

وفي مجال القصة القصيرة، منحت اللجنة مجموعة "كائناتي السردية" لليلى البلوشي جائزة أفضل إصدار في مجال القصة القصيرة لهذا العام.

فيما منحت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال الدراسات النقدية والأدبية (مناصفة إلى كل من الباحث يوسف المعمري عن عمله "قراءة في مضمرات علي المعمري"، وإلى خالد بن علي المعمري عن عمله "أحجيات السرد".

ومنحت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال الدراسات التاريخية، مناصفة إلى رنا الضوياني لدراستها حول "جمال عبد الناصر والحركات السياسية في عُمان"، وكذلك إلى الباحث يعقوب البرواني عن دراسته "المنزفة".

ورأت لجنة تحكيم جائزة الإبداع الثقافي لأفضل إصدار في مجال تحقيق المخطوطات منح الدكتور ناصر بن علي الندابي الجائزة، عن عمله "سيرة العلامة منير بن النير الريامي".

وقبل يومين من انتهاء  عام 2017 احتفل النادي الثقافي بمرور 35 عامًا على إنشائه وتدشين فعاليات موسمه للعام القادم 2018، وذلك من خلال أمسية، أقامها بمقره بالقرم تمّ خلالها استعراض محتويات برنامج الفعاليات بحضور عدد من الشخصيات الثقافية البارزة والكتاب والفنانين والداعمين لأنشطة النادي الثقافي والمثقفين والمهتمين، ورفع النادي في احتفاله 35 باقة محبة وشكر للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على تفضله بمنح المثقفين هذا الصرح والبيت الذي شهد على مدار السنين الماضية ولادة أنشطة وبرامج ثقافية كثيرة وقال إنّ النادي الثقافي يعد مؤسسة ثقافية تتمتع بالشخصية الاعتبارية، يعمل ويسهم في الارتقاء بالشأن الثقافي من خلال برامجه وأنشطته المتنوعة وعبر روابط التعاون والتكامل مع المؤسسات العاملة في المجال الثقافي في القطاعين العام والمدني، والملتزمة بالتنمية المعرفية بكل أبعادها ومضامينها، خدمة للمجتمع في المجال الثقافي المعرفي، وخلال مسيرة عمره التي بدأت منذ 1983، وهو يعمل بجد بين أبناء عمان المثقفين بكافة أطيافهم ومجالاتهم مقدمين شاهدا على عمل الفريق الواحد الذي يتفانى من أجل خدمة أهداف هذا الوطن.

تعليق عبر الفيس بوك