الكويت؛ أميرًا وشعبًا.. أتعبتم من سيأتي بعدكم


أحمد السلماني
أراني مضطرا أن أتجاوز الكتابة عن عثرة منتخبنا أمام شقيقه الإماراتي في مستهل مشواره بخليجي 23 بعد عرض كروي جميل افتقدناه لسنين خلت، الخسارة لا نستحقها ولكنّها كرة القدم التي تحسم بأدق التفاصيل، والتفاصيل هذه المرة جاءت في خبرة ونوعية اللاعبين، فمن يمتلك مهارة عمر عبدالرحمن والحس التهديفي العالي لعلي مبخوت مؤكد أنه سيحسم الأمور، عموما يبدو أننا بدأنا نتلمس الطريق نحو عودة الأحمر مجددا للمشهد الكروي الإقليمي والقاري بإذن الله، والمسألة تحتاج إلى صبر، فالجهاز الفني وحتى الإداري يبذل جهدا كبيرا، ولا أعلم إلى متى سننتظر ولكن علينا أن ننتظر ولكن عليهم أن يعلموا أيضا "أن للصبر حدودا".
الكويت؛ أميرا وشعبا.. اتعبتم من سيأتي بعدكم، ليس من سمع كمن رأى، كنا نعتقد أننا سنعاني، عطفا على الفترة الزمنية القصيرة التي تفرض على الكويت الجهوزية التامة لاستقبال الأشقاء بعد إعلان "أمير الإنسانية" الرغبة في أن تنال "كويت الصداقة والسلام" حقها في الاستضافة، ومع ذلك دخل الأشقاء في الكويت في تحد وسباق مع الزمن، بل والأجمل أن الكويتيين يقدمون بطولة خليجية بنكهة الماضي وبلغة العصر، واليوم حقيق علينا أن نقر مسبقا بأن الكويت نجحت وستنجح في إخراج بطولة خليجية استثنائية بكل المقاييس عطفا على ما شاهدناه ولمسناه من انسيابية في عمل كل اللجان، فكل ما حولك يتحرك، بل ويهرول فقط من أجل ضمان راحة الضيوف والوفود.
هم مدهشون حقا، تأتي أحدهم صباحا لتنجز أمرا ما وتزوره في مساء متأخر وتجد نفس الابتسامة الرضية، هو في غاية السعادة وهو يتحدث إليك، عسكري لم يخلع بزته العسكرية منذ أيام، سهولة في الإجراءات ومنفتحين على الجميع، اللجان في انعقاد دائم على مدار الساعة، الملاعب، المواصلات، إقامة الوفود، كل الأمور تسير بنسق عجيب وبانسيابية لا نملك إلا أن نشيد بها، سر ذلك إنّما في سعادتهم برجوع الرياضة الكويتية للأسرة الدولية وترجّم الشعب الكويتي ذلك في براعة التنظيم والحضور الجماهيري الاستثنائي والكبير في استاد جابر الدولي ترحيبا بسمو الأمير وبالضيوف وبعودة الكرة الكويتية للواجهة الإقليمية والقارية مجددا.
أكثر من رسالة أرادت بها "كويت المحبة والسلام" أن توصلها للعالم والأشقاء، إن الرياضة الكويتية ربما تمرض لكنها لا تموت، وإن الكويت حريصة جدا على التئام الشمل الخليجي والمكان والقلوب تسع الجميع، وأنّ الشعب الخليجي واحد ومصلحته ومصيره واحد، وكأس الخليج ولدت لتبقى وقد تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة، وبالتالي فإنّ كل خليجي اليوم يجد نفسه مدينا لهذا الشعب المضياف ولأميره الذي لم يتسع قلبه لشعبه فقط بل لشعوب الخليج وحتى الإنسانية جمعاء، فهلا قابلت الشعوب الخليجية هذه اللفتات الإنسانية بالتقدير والتبجيل، فلله دره من حكيم حليم نافذ البصيرة ولله در شعب الكويت على كريم محبته وسعة صدره.
Hakeem225@hotmail.com