طالب المقبالي
هي واحدة من المكرمات السامية العديدة التي تفضل بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-.
فقد استبشر الأهالي بولاية الرستاق بإنشاء بوابة الرستاق التي أتت ضمن المكرمات السامية التي تزامنت مع مشروع ازدواجية شارع عقبة الرستاق.
ومن خلال اطلاعي على الخرائط والمواصفات للمشروع فقد كانت البوابة عبارة عن بوابتين رقم 1 ورقم 2 تربط بينهما أقواساً لمسافة 200 متر بين البوابتين، ويتضمن المشروع إنشاء استراحة عند البوابة رقم 1 تشمل مواقف للسيارات ومحلات تجارية لاستراحة الزائرين، ولتمكنهم من التقاط الصور للولاية وشراء بعض الوجبات الخفيفة من المقاهي التي ستقام في تلك المحلات، ولشراء بعض المقتنيات التي يتوقع أن تكون مقتصرة على المنتجات التراثية والصناعات التقليدية التي تنتج في الولاية وبعض الولايات المجاورة والتي تجسد الموروث العماني الأصيل.
وكذلك عند البوابة رقم 2 هناك مواقف للسيارات ومحلات تجارية للغرض نفسه.
إلا أنَّ هناك أمراً قد حصل وهي سابقة لم تحدث لمشروع تحت الإنجاز يقلص لأسباب غير واضحة.
فقد اقتصر المشروع على بوابة واحدة وسط العقبة وألغيت البوابة الثانية وجميع المرافق التي ذكرتها والتي كانت ستكون واجهة ومتنفساً للأهالي ولزوار هذه الولاية، وبالتالي ستكون موسوعة لتاريخ الولاية تبرز جانباً من تاريخها وموروثها الحضاري والثقافي، وعرض بعض الصناعات التي كانت تشتهر بها، وبعض المقتنيات الأثرية التي تجسد ثقافة وحضارة هذه الولاية.
ويُعزَى ذلك إلى أن هذه الأوامر تأتي في ظل تداعيات الأزمة المالية التي تشهدها البلاد جراء تدني عائدات النفط، في حين أن مشروع البوابة من المشاريع التي تم إسنادها والبدء في تنفيذها فعلياً.
وهنا يتساءل أهالي الولاية وكثير من الناس "لماذا ولاية الرستاق؟ وهل كثير على ولاية الرستاق أربعة ملايين ريال؟ وهل تقليص مشروع العقبة سينقذ عُمان من أزمتها المالية؟ وهل يجوز تعديل مشاريع أسندت ومشاريع قيد التنفيذ بالنقص في مكوناتها؟ .
هذه التساؤلات تتردد في المجالس وفي مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الساعة والشغل الشاغل لأهالي الولاية بعد الفرحة العارمة التي عمَّت أرجاء الولاية ابتهاجاً بهذا المشروع الذي سيعيد للرستاق هيبتها ومكانتها التاريخية.
وقد نقلت في مقال سابق مناشدة أهالي ولاية الرستاق التي وجهوها لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بإصدار أوامره السامية بعدم المساس بمشروع البوابة التي تأتي ضمن مكرماته السامية وذلك تقديراً لمكانة الرستاق التاريخية والحضارية، وهي واجهة محافظة جنوب الباطنة باعتبارها المركز الإداري للمحافظة.
ولكن للأسف البوابة أوشكت على الانتهاء، فهل كانت بوابة الرستاق بالفعل هي المنقذ أم الضحية؟ ..
أما عن مشروع طريق عقبة الرستاق وما عاناه سكان الولاية على مدى أربعة عقود، فقد امتزجت فرحة المواطنين بولاية الرستاق بإنشاء البوابة بفرحتهم بتنفيذ مشروع ازدواجية طريق عقبة الرستاق، هذا المشروع الحيوي الكبير الذي انتظره أهالي الولاية كثيراً، والذي اعترضت طريقه الكثير من العقبات والمنغصات حتى أتت الأوامر التي أثلجت صدور أبناء الرستاق قاطبة.
muqbali@gmail.com