ظواهر غير صحية في مسقط

طالب المقبالي

تعد العاصمة مسقط من المدن الجميلة التي تتميز بنظافتها وجمالها؛ فأصبحت مضرب المثل لدى الزائرين الذين يفدون إليها من مختلف بقاع الأرض.. فكثيراً ما نجد هذه الإشادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها صُنفت من قبل مؤسسات ومنظمات دولية بأنها من أنظف المدن في العالم.

ولكن هناك ما يعكر هذا الجمال، ويشوه الصورة الوردية لهذه العاصمة الجميلة من أبناء البلد ومن الوافدين، وهي ظاهرة شوي اللحوم. فالزائر لمنطقة الشاطئ، يلاحظ ظاهرة الشوي خلف فندق جراند حياة وشارع الشاطئ من قبل بعض الشباب وبعض العوائل، وتلويث الهواء النقي والبيئة والحشائش الجميلة المزروعة هناك؛ مما يسبب إيذاءً للعوائل ومرتادي الشاطئ للتنزه والفسحة.

نحن لسنا ضد العمل الحر والكسب الحلال، ولكن يجب أن يكون بصورة حضارية منظمة، بعيداً عن العشوائية التي عليها الوضع حالياً. كما أن الوضع الحالي قد يعرض الأطفال المرافقين لأسرهم، والذين يمرحون ويلعبون هنا وهناك، للخطر؛ خشية تعرضهم للحرائق.

نعم.. بلدية مسقط قائمة بدورها خير قيام، ولا خلاف على ذلك، إلا أن التعاون مطلوب من قبل الجميع.

وظاهرة غريبة على عاصمتنا الجميلة التي وفرت الحياة الكريمة للمواطن والمقيم، بدأت في التنامي والانتشار دون أن تُتخذ ضدها الإجراءات القانونية، وهي ظاهرة الباعة المتجولين من الآسيويين وبعض الجاليات العربية. هذه الظاهرة تشوه الصورة الجميلة للعاصمة، وتعكس انطباعاً غير حضاري لدى الزائر، لا سيما السائح الذي يزور السلطنة لفترات قصيرة بهدف السياحة والاستجمام.

ولا يقتصر المشهد على ظاهرتي الشوي أو الباعة المتجولين؛ فهناك مشهد غير حضاري، ويعتبره البعض مزعجاً، وهو ظاهرة قيادة الدراجات الهوائية والتجمع في أحياء كثيرة، كالخوير على سبيل المثال، وشارع الشاطئ، ولم تسلم من ذلك الأرصفة المخصَّصة للمشاة؛ فهناك تزاحم لأصحاب هذه الدارجات، مما يشكله ذلك من خطر على أنفسهم أولاً ومن ثم على المارة، كما يسببون إزعاجاً للسكان في الأحياء السكنية.

و‏من الظواهر الدخيلة على مسقط، وعلى عمان بأسرها، ظاهرة اصطحاب الكلاب على الأرصفة وعلى الشواطئ؛ مما يُسبب إزعاجاً للمارة ومرتادي الشواطئ.

و‏من العادات المستنكرة لدى بعض ممارسي السباحة على الشاطئ: تغيير الملابس أمام مرأى من الناس، لا سيما النساء والأطفال، وهذا شيء معيب، فهناك أُسَر وعائلات يجب احترامها.

كذلك من الملاحظ وجود بعض الوافدات يسبحن بملابس قصيرة جدًّا تخدش الحياء، ولا تتناسب مع أخلاق المجتمع وقيمه.

‏لقد كثُرت الظواهر الدخيلة في بلادنا الجميلة،،،

ألا تكفينا ظاهرة التجارة المستترة التي يُمارسها الوافدون؛ حيث توجد أعداد كبيرة من الوافدين يقومون ببيع كثير من السلع كالأقمشة ومستحضرات التجميل والأغذية والأدوية، وأغلبهم من الباعة المتجولين الذين سبق ذكرهم.

كذلك ظاهرة أعمال التدريس في المنازل وعمَّال النوادي الصحية، حيث يشتكي البعض من وجود صالونات للتجميل في المنازل غير مُرخصة، هرباً من دفع الرسوم والضرائب من أجل الكسب بطريقة غير مشروعة.

الأمر الذي يوجِد منافسة غير مشروعة لرواد ورائدات الأعمال الذين يعملون في هذه المجالات؛ وبالتالي يحرمون الدولة من الرسوم والضرائب، وغالباً ما تكون العاملات في هذا المجال عاملات منازل هاربات من كفلائهن.

muqbali@hotmail.com

الأكثر قراءة