أوراق نقدية تبحث في "جبرين وشاء الهوى" لسعيد السيابي

...
...
...

مسقط - الرؤية

تناولت عدة أوراق بحثية ومداخلات قدمها نقاد ومهتمون رواية "جبرين وشاء الهوى" للدكتور سعيد السيابي، ضمن أمسية استضافها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية وبالتعاون مع بيت الغشام، وتحدث فيها كل من الدكتور عبدالرحيم الكردي وفاطمة عبدالله ومحمد بن سيف الرحبي، بمرافقة عرض صور عن حصن جبرين قدمه المصور عبدالله بن خميس العبري، وأدار الأمسية المشرف على المختبر الروائي منير عتيبة.

وأشارت الباحثة فاطمة عبدالله إلى تماسك لغة السرد وانسيابية الحكاية عبر مستويات عدة جعلت من الرواية عملا أدبيا رصينا يغرف من المكان أسطورته فتتحول إلى دهشة مرسومة بعناية، مع احتفاء بالحب خلف الحصون التي قد تستطيع كبح جماح قلبين ترصدا بعضهما البعض بأسوار داخلية عميقة، وفي كل مرة ينهض جدار بينهما يمنع حالة الالتقاء، مع الالتفات إلى محور الزمن في هكذا إشكالية.

وفي ورقته تناول الدكتور عبدالرحيم الكردي عنوان الرواية باعتباره العتبة الأولى لفهم العمل الأدبي، موضحا كلمة جبرين كونها حصنا عمانيا، مشيرا إلى العبارة الفرعية "وشاء الهوى" يمكن أن تقرأ أيضا "وشَّاء" بتضعيف الشين فتكون الكلمة وصفًا للقصر، مضيفا أنّ "الرواية ليست مزدحمة بالشخصيات ولا بالأحداث، وليس فيها بنية درامية معقدة، فهي تعتمد على شخصيتين رئيستين فقط، وعدة شخصيات ثانوية وباهتة"

وقال الكردي إنّ هذا النوع من روايات اللوحات القلمية لا يشترط فيه أن يلتزم الكاتب بقوانين الرواية الواقعية في تحليل الشخصيات وتطورها وواقعيتها، بل يكفيه الاعتماد على أسس أقرب إلى قوانين الصورة الشعرية واللوحة الفنية والمسرح الشعري، لأن الصدق فيها ليس قائمًا على اكتشاف الواقع عن طريق الإيهام به، بل عن طريق التعبير عنه بواسطة التصميم الفني.

وتحدث محمد بن سيف الرحبي عن خصوصية المكان الذي تمثله الرواية، من حيث الحضور التاريخي لحصن جبرين في الذاكرة العمانية، واشتغال الكاتب د. سعيد السيابي على شخصية هامشية هي الحارس ليمنحه دور البطولة لمبنى أراده بانيه بلعرب اليعربي ليكون قصرا له يعيش فيه حياته، وليس قبرا يضم رفاته.

وتحدث د. سعيد السيابي عن تجربته في كتابة روايته الأولى والتي استمرت سنوات عدّة قبل أن يدفع بها إلى مؤسسة بيت الغشام لطباعتها، مشيرا إلى أن التجربة الشخصية دافع مهم لتحديد هوية الرواية حيث ينطلق المحفز الداخلي للاشتغال على ما هو قريب من الذات وتداعياتها النفسية.

 

تعليق عبر الفيس بوك