اجتماعات وندوات وحلقات.. فأين التتويج والميداليات؟!

 

أحمد السلماني

حالة مخاض تعيشها الرياضة العمانية في مجملها، وقودها سلسلة من التقارير التليفزيونية والتحقيقات والمقالات الصحفية، يقودها الإعلام الرياضي المسؤول، والذي ضاق ذرعا، وما عاد يحتمل "سنوات التيه" والتخلف رياضيا، وحالة التوهان التي نعيشها ويعيشها هو وحده، فيما يسمى -إن صح لنا أن نطلق عليه- بـ"إعلام المقاولات"، وهو أن حدثا رياضيا ما لمؤسسة أيًّا كان نشاطها تُحشد له الأقلام المأجورة بأبخس الأثمان، وبالعلاقات يبث في مختلف وسائل الإعلام، وهو لا يعدو كونه فعالية مشي أو تجمع رياضي، الهدف منه تسويقي بحت، هذا غير موضة أن ينبري أحد الأثرياء لأن يجند له وبأمواله أقلاما ومنابرَ إعلامية للترويج عن إنجازاته هو أو أحد أبنائه، لتنبري هذه الأقلام في التلميع للمنجز، وهو لا يعدو الحصول على الترتيب الثاني عشر مثلا من أصل 12 متنافسا في الأصل -على سبيل المثال لا الحصر- فأحدهم يكتب: "الفارق كان أجزاء من الثانية"، والآخر: "لولا أنه الوحيد الذي كانت سيارته بإطارات مستعملة"، وآخر يقول: "لولا الإصابة"، وأحدهم يقول: "بطولة في إسبانيا" وهي لم تكن تعدو سوى تجمع لهواة في مقاطعة إسبانية. هنا نقول: "ليس الملام من يرغب في الترويج عن نفسه، ولكن في القلم والمؤسسة التي ارتضى وارتضت أن يبيع حبرَ قلمه، وأن تبيع هي عذريتها المهنية بأبخس الأثمان، 20 ريالا هنا و50 هناك، وعزومة في مطعم فاخر، وتذكرة سفر وإقامة لإعلامي "مقاول".

هذا وجه من أوجه عديدة مشوهة بالرياضة العمانية، في حين بلغ السيل الزبى، ووصلنا حد التخمة من البرامج والمقالات والندوات والحلقات النقاشية التي على أهميتها، إلا أنها استنفدت وفقدت نجاعتها وجدواها بعد أن آل مصير توصياتها والحلول التي خرجت بها للنهوض بالرياضة العمانية بأدراج وخزائن المؤسسات ذات العلاقة، وربما الإتلاف؛ لأن هذه المؤسسات مُصَابة بالتبلد والعقم والشلل، ويبدو أنها بحاجة لصدمات وهزات كهربائية، وربما زلزال عنيف من القرارات الجريئة والمفصلية تحرك الراكد من المياة والعقول العقيمة التي أقصى ما يسمو إليه تفكيرها هو المشاركة ورفرفة العلم في المحافل الإقليمية والقارية والدولية.

هنا نقول "ما جدوى حديث ونقاشات الخبراء والندوات والمؤتمرات والبرامج التي مضى عليها دهرا وردحا من الزمن، وهي ترتع في المنظومة الرياضية، دون أن تجد صدى لدى أصحاب القرار والمؤسسات الرياضية كافة، طالما أنها تفتقد لإرادة التفوق والإنجازات وللإدارة المتزنة للموارد المالية والبشرية".

تحية إجلال وتقدير لاتحادات ولجان وأندية وفرق أهلية تنشد الإجادة والتفوق، وصنع منتج رياضي، يرتقي ببلاده لمنصات التتويج، وتعمل بصمت ولا تعير بالا للتهميش الإعلامي غير المبرر لها، وتركت للبقية الاجتماعات والندوات وخبرا أرسلوه للصحافة أنهم أعدوا "إستراتيجية!!" لبطولة الألعاب الآسيوية بجاكرتا في سبتمبر 2018م، الإستراتيجية ربما تحتاج من 8 إلى 10 سنوات، وليس أقل من عام، وتحمل مشاريع صناعة الأبطال وليس أقل من عام أيها الأساتذة الأجلاء.