السياحة العلاجية وفن توظيف الطبيعة (1)

...
...
...
...
...
...

تقرير: إعداد / محمود عبد المقصود*

السياحة في معناها العام  تعنى الاستمتاع وتغيير روتين  الحياه اليومية فمن يعيش عل  البحار يبحث عن الجبال  ومن يسكن القصور يبحث اكشاك فوق الجبال !!فكل منا يبحث عن الطبيعة الخلابة التي يتمتع فيها والقليل  فقط هو من يفكر بجسده وصحته  معا وهذه هي فلسفة السياحة العلاجية التي تعتمد على استخدام المصحات المتخصصة أو المراكز الطبية أو المستشفيات الحديثة التي يتوفر فيها تجهيزات طبية وكوادر بشرية تمتاز بالكفاءة العالية، والتي تنتشر في جميع دول العالم إلا أن هناك دولاً تفوقت عن غيرها في هذا المجال وأصبحت مشهورة بهذا النوع من السياحة مثل التشيك وأوكرانيا وألمانيا وبعض الدول العربية منها السلطنة ومصر و الأردن. والسياحة العلاجية، تعتمد على العناصر الطبيعية في علاج المرضى وشفائهم مثل ينابيع المياه المعدنية أو الكبريتية والرمال والتعرض لأشعة الشمس بغرض الاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية والروماتيزمية وأمراض العظام وغيرها ويبقى السؤال: ماهي الأمراض التي يتم معالجتها بالطبيعة المتاحة ودلالتها الصحية ومردودها الاقتصادي وهذا ما يجيب عنه هذا الطرح الصحفي.
 العلاج بالطاقة
هذا النوع من العلاج أستحدث في الغرب بواسطة معالجين نفسيين كبار من مزيج من علم النفس والعلاج بالإبر الصينية. وتلعب تعاليم الطب الصيني التقليدي دورا كبيرا في منشأها وخاصة العلاج بالإبر الصينية ويفترض الطب الصيني أن طاقة الحياة وتسمى "تشي" تعم جسد كل كائن حي وتتكون في الجسد عند الخلق و تفترض النظرية أن "تشي" تسري على قنوات أو خطوط غير مرئية ومترابطة بعضها ببعض وتسمى هذه الخطوط خطوط المريديان على كل جانب من الجسم وهذه القنوات ترتبط بكل أعضاء الجسم وأطرافه. هذه الخطوط تلتقي على سطح الجسم في مناطق مختلفة ومحددة تعرف بنقاط الطاقة. وتفترض النظرية أن التغيير في الغذاء والأزمات والأذى الجسدي والالتهابات وكل عوامل الطبيعة السلبية من رياح وبرودة ونار ورطوبة وجفاف وحرارة تؤثر سلبا وتحدث اختلالاً في سريان طاقة تشي وبالتالي يقود ذلك للاضطرابات العضوية والنفسية. وعند تنشيط نقاط المريديان أو الطاقة المناسبة يعود سريان طاقة تشي إلى طبيعته ومن ثم استعادة العافية من جديد. العلاج بالإبر الصينية معروف منذ خمسة آلاف سنة بالشرق والآن يستعمل في جميع أنحاء العالم لعلاج مجموعة كبيرة من الأمراض النفسية والعضوية وفي الإدمان والطب الرياضي وتحسين الأداء في كل المجالات. والتعاليم الحديثة للعلاج بالطاقة تفترض أن أفكارنا باستمرار تخلق طاقة كهر بائية تؤدي إلى إطلاق موصلات عصبية وهرمونات ومواد كيمائية أخرى في الجسم نشعر بها كعواطف. وعندما يكون هنالك أي تعطيل أو ركود في سريان كهربائية الجسم نستشعرها كعواطف سلبية. وفي حالة استمرار التعطيل، قد يقود ذلك إلى عذاب عاطفي قد ينتهي إلى مشاكل عضوية أو نفسية، ولكن عندما يزول التعطيل يستعيد الشخص عافيته العاطفية والجسمية من جديد.
العلاج بالماء
للماء خصائص شفائية مذهلة ويستخدم اليوم العلماء الماء المقطر أي المنقى كمادة مطهرة في المشافي، وكذلك يستخدمون الماء المنقى في علاج بعض الأمراض، ويقولون إن الماء المقطر يحوي طاقة كبيرة في داخله والتي يستفيد منها الإنسان لدى شربه كل يوم لتراً منه. ويقول الباحثون إن للماء خصائص مذهلة تتجلى في قدرته العلاجية والشفائية من كثير من الأمراض. حتى إن بعضهم يقترح طريقة للعلاج بالماء حيث ينصح بأن يتناول الإنسان كل يوم لتراً من الماء صباحاً ويبقى دون طعام حتى ساعة متأخرة لضمان تغلغل الماء وتشرب الخلايا لهذا الماء، ويستمر هذا البرنامج العلاجي لمدة عشرين يوماً أو لمدة شهر كامل. وقد وجدوا لهذه الطريقة نتائج ممتازة. وينصحون أيضاً بشرب الماء بعد تعريضه لذبذبات، لأنهم وجدوا أن الماء يتأثر بهذه الذبذبات، ويتغير تركيبه الجزيئي. ووجدوا أيضاً أن الماء يتأثر بالصوت، أو الترددات الصوتية.
العلاج بالألوان
العلاج بالألوان.. تقنية جديدة لتخفيف الالم والاكتئاب علماء بريطانيون يرون ان جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة لتحسين أداءه الذهني والجسدي. ويفضل معظمنا لونا معينا على لون آخر، ولم يخطر ببال أحد منا السبب في ذلك. ولكن العلماء البريطانيين لم يفتهم هذا الأمر عندما اكتشفوا أن جسم الإنسان يحتاج إلى ألوان معينة دون سواها لتحسين أداءه الذهني والجسدي، وأنه يتوجه إلى الألوان التي تنقصه في أوقات مختلفة من حياته. ويقول هؤلاء إن بالإمكان استخدام هذا المفهوم عن الألوان لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض التي تتراوح من الكآبة وفرط النشاط إلى التوحد والسرطان، ولهذا برز الكثير من أخصائي العلاج بالألوان في بريطانيا دون غيرها من دول العالم.
ولكن ما هو العلاج بالألوان؟ تتمثل النظرية وراء هذا العلاج في أن كل لون في الطيف له تردد تذبذبي أو اهتزازي مختلف. ويعتقد العلماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك أيضا ترددا ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة ولكن عندما يصاب بالمرض فان هذا التردد يصبح غير متوازن. بينما تقول النظرية الأخرى أن الأجزاء المختلفة من الجسم والحالات المرضية المتعددة والأوضاع العاطفية المختلفة تستجيب بصورة أفضل للألوان المختلفة، وعندما يكون الجسم عديم التوازن فانه يبحث بشكل طبيعي عن الألوان التي يحتاجها. وأشار الباحثون إلى أن الألوان الرئيسية التي تؤثر على الإنسان هي التدرجات اللونية لقوس قزح من ألوان الطيف التي تشمل الأحمر والأرجواني والبرتقالي والأصفر والأخضر والتركواز الأزرق والنيلي والبنفسجي. ويُعتقد أن أول أربعة منها هي أكثر الألوان المنشطة بينما تكون الأربعة الأخيرة الأكثر هدوءً وراحة. فالبنفسجي مثلا يعتقد أنه يفيد في تخفيف الاضطرابات الهرمونية أما البرتقالي فينشط الجهاز الهضمي فيما يكون الأخضر مفيدا للقلب والرئتين، ويعتبر الأزرق جيدا للمشكلات التنفسي.
العلاج بالطين
خلق الإنسان من طين.. ومنذ الأزل عرف الإنسان قوة الطين وفوائده فاستعان به في الكثير من الصناعات التقليدية كاستخدامه في صناعة الأوعية الفخارية التي تستخدم في الطهي وإعداد الطعام، فالطين يملك قوة مقاومة رهيبة ضد النار وحتى الحديد لا يستطيع تحمل النار مع مرور الوقت، لذلك فأن الأفران والمخابز الطينية القديمة تظل عشرات السنين متحملة النار وظروف الزمن، وحتى الأفران الحديدية الحديثة تستخدم الطين في المكان القريب لشعلة النار، وفي مصانع الإسفلت فأن الأفران تكون مصنوعة من الحديد، لكن مكان الشعلة أو مركز الاشتعال يكون مصنوع من حجارة طينية تحمي الحديد من النار. والطين يملك العديد من الخصائص العلاجية للإنسان، فبالإضافة لكونه مسكن قوي للألم، فهو أيضاً يعمل على زيادة حرارة الجسم وتحسين الدورة الدموية وزيادة سرعة النبض وهذا يعمل على ترخية العضلات وبث الحيوية في الجسم، ويقوم بتحسين العمليات الأيضية في الغضاريف، وهو كذلك مذيب ومضاد موضعي للالتهاب، ويحسن عمل الخلايا العظمية داخل المفاصل والخلايا عموماً، وبالتالي زيادة إنتاج السائل داخل المفصل، والكثير من الخصائص العصبية الشفائية. وبعد وضوح كل هذه الخصائص التي يمتلكها الطين جاء الدور للتركيز على ما يحمله الطين من فوائد علاجية للإنسان، واستخدام الطين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية كالصدفية والبهاق، وفي الأمراض الروماتيزمية كالتهاب المفاصل وفي بعض الأمراض العصبية كالشلل الدماغي أو ضمور خلايا الدماغ. والطين اكتسب كل هذه الخصائص العلاجية بسبب النوعية العالية للأطيان والتي تتحدد بتركيبها الكيميائي الفريد واحتوائها على مكونات فعالة بيولوجيا، خصوصاً وإن الطب الحديث والمستحضرات الدوائية الكيميائية لم تصبح دواء لكل داء، وإضافة لهذا فان التركيب الكيماوي للأدوية له تأثيرات جانبية، وليس من باب الصدفة ازدياد الناس الذين يفضلون العلاج بمستحضرات طبيعية، كالعلاج بالطين.

*:نائب رئيس تحرير الأهرام

تعليق عبر الفيس بوك