طريق الباطنة السَّريع

 

 

طالب المقبالي

قَبلَ يَومين أُسدلَ الستار على فصل من فصول المُعاناة التي تكبَّدها أهالي ولاية الرستاق ومُحافظة الظاهرة في طريق الملدة - الحزم الذي أطلق عليه أبناء الرستاق طريق الدوارات والرادارات.

هذا الطريق كان بمسار واحدٍ وقد حصد العديد من الأرواح البريئة التي لا نُريد أن نتذكرها، وإن كانت ذكراها خالدة في أذهان كل من فقد عزيزًا لديه.

هذا الطريق كانت السُّرعة محددة فيه بـ 100 كيلومتر وقد أُعيد تأهيله من مسارين مزدوجين وافتتح عام 2011 وبهذا انتهت قضية الحوادث المُميتة.

إلا أنَّ الطريق نُفِّذ بطريقة عكس ما تمناها مرتادوه، حيث أنشئت ثلاثة دوارات جديدة في طريق طوله 25 كيلومترًا وبذلك يُصبح عدد الدوارات من دوار الملدة إلى دوار الحزم خمسة دوارات، فلو قسَّمنا هذه المسافة على الدوارات الخمسة لأصبح بين دوار وآخر خمسة كيلومترات، في الوقت الذي سعت فيه الحكومة الرشيدة إلى التَّقليل من الدوارات وأوجدت بدائل لها بعمل جسور وطرق التفافية تفادياً للازدحام عند هذه الدوارات.

صحيح أنَّ الدوارات الجديدة في شارع الملدة ـ الحزم لم تشهد أيّ ازدحام لكنِّها تقتل السرعة المُحددة والمُقدرة بمائة كيلو متر في الساعة ، هذا الأمر هو الآخر أثار امتعاض كثيرٍ مِن مُرتادي الطريق من أهالي الرستاق ومن العَابرين بهذا الطريق لا سيما أبناء مُحافظة الظاهرة وزوار الرستاق، فاستمر الحال على ذلك من شهر فبراير من عام 2011 إلى شهر فبراير من عام 2017 أي ست سنوات بالتمام والكمال.

ففي الشهر الماضي ومع دنو موعد  افتتاح طريق الباطنة السريع تمَّ تعديل السرعة من 100 كيلومتر إلى 120 كيلومتراً، برغم المُطالبات العديدة برفع السرعة وتضرر الأهالي من السرعة المُحددة وكثرة الدوارات لم يتم رفعها رغم كون هذا الطريق أنشئ بمواصفات عالمية وقابل لزيادة السرعة، وهنا يتبادر إلى الأذهان أنه لا توجد إستراتيجية مُحددة لدى الجهات المعنية بتحديد السرعات على الطرق في تحديد السرعة للعديد من الطرق.

فقد شهدنا وضع سرعات غير منطقية لبعض الطرق الحديثة مبنية على السرعات في الطرق القديمة غير المزدوجة، وخير دليل على ذلك الطريق من جسر بركاء إلى جسر تقاطع خط الباطنة السريع باتجاه ولايتي وادي المعاول ونخل والذي حدد بسرعة 80 كليومتراً وهو طريق مزدوج وحديث ونفذ بمواصفات عالمية، كذلك طريق الملدة، الحزم أحد هذه الأمثلة.

وقد رفعت السرعة من 80 إلى 100 من جسر بركاء إلى جسر تقاطع طريق الباطنة السريع، وكذلك تمَّ رفع السرعة في طريق الملدة- الحزم.

وبالعودة إلى طريق الباطنة السريع والفرحة الغامرة التي لم تكن حصرًا على أبناء الرستاق، وإنما كل مرتادي طريق الباطنة الحالي بدليل الاستفسارات عن مسافة الطريق من قبل إخواننا في بقية المحافظات.

فإنَّ هذا الطريق يُعد نقلة كبرى في مُستقبل محافظة جنوب الباطنة كونه سيفتح آفاقاً رحبة للتوسع العُمراني وإقامة المشاريع التجارية والصناعية وفتح فرص التوظيف لآلاف المواطنين، خاصة وأنَّ الطريق سوف يمر بالمنطقة اللوجستية التي يجري العمل فيها حثيثاً، وكذلك جامعة عُمان والمدينة الطبية وغيرها من المشاريع الاقتصادية.

كما لشمال الباطنة النصيب الأوفر من هذا الطريق عند جاهزيته مع نهاية هذا العام بإذن الله كما أعلن في وقت سابق.

فشكراً وزارة النقل والاتصالات على المشاريع التي تنفذها في إطار خطط ومنهجية ثابتة رغم التحديات التي تعترضها.

وهناك مطالب بالتعجيل في تنفيذ المرافق والخدمات الضرورية من محطات الوقود والاستراحات وخدمات المركبات والمقاهي والمساجد وغيرها من المرافق.

كما ألفت الانتباه إلى وجود بعض الحيوانات السائبة كالجمال التي شُوهدت تجوب هذا الطريق كون المنطقة موطناً لهذه الحيوانات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات معينة لمنع هذه الحيوانات بالتنسيق مع ملاكها وأصحاب العزب في هذه المنطقة وذلك حفاظاً على سلامة مُرتادي الطريق.

كما لاحظ البعض عدم وجود اسم الرستاق في اللافتات للقادمين من جسر بركاء، كذلك عند منعطف المصنعة لا توجد إشارة تدل على الرستاق إلا حين الوصول إلى مدخل جماء.

muqbali@hotmail.com