ألف تحيَّة لـ"الفراعنة"

 

 

حسين الغافري

 

(1)

خَطفتْ الكاميرون لقب البُطولة الإفريقية الخامسة لها من نُجوم المُنتخب المصري العريق، والتاريخي، وسيد البطولة على مدار التاريخ.. مُباراة تأملناها أن تؤول إلى أبناء الفراعنة بجيله الجديد الذي أثبت لاعبوه إمكانيات هائلة وتباشير جيدة بولادة مجموعة لها مُستقبل مشرق في قادم الاستحقاقات -بإذن الله.

مصر رغم الهزيمة أثبتت للجميع أنها سيدة القارة الإفريقية ومُتمرسة "كعادتها" في أن تُقدم كرة قدم مُشرفة للعرب ككل، ومع الخسارة أمام الكاميرون إلا أنه يكفي شرفاً وصولها للنهائي الثامن وتتويجها باللقب الإفريقي -رغم غيابها آخر ثلاث دورات- إلا أنها تُوجت بثلاث بطولات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010. المنتخب المصري يملك رصيدا كبيرا في الحضور الإفريقي من ناحية الألقاب؛ كونه الأكثر تتويجاً بسبعة ألقاب، وصاحب عدد مرات الفوز الأكبر عن بقية المُنتخبات. ورغم الخسارة، إلا أنَّنا رأينا التفافا عربيا واسعا خلف المنتخب المصري ومُحبيه؛ الأمر الذي يُعطي دفعة معنوية مثالية لهؤلاء النجوم الذين شرفوا مصر والعرب؛ في أن نراهم أبطالاً في الاستحقاقات القادمة.

 

(2)

شخصيًّا.. حزين لعدم تتويج الفراعنة باللقب، خصوصاً بعد الشوط الأول المثالي والفاعلية المصرية، والتفوق الميداني المُوفق. ولكن التباكي على الخسارة غير مُجدٍ الآن، وهي صفحة انطوت، والرؤية المستقبلية في استثمار هذه المجموعة التي ألفت مصر قاطِبة، في الإعداد الجيد لمشوار تصفيات كأس العالم في روسيا العام المقبل. المصريون في الشوط الثاني ظهر عليهم تأثير العامل البدني المُستنزف في الأشواط الإضافية قبل يومين أمام بوركينا فاسو، إضافة إلى عدد من النجوم التي غابت بِداعي الإصابة. وكما قرأت بأن سد الحِراسة المصري عصام الحضري هو الآخر كان يُعاني من الإنفلونزا!. هي ظُروف مُختلِفة أسهمتْ بشكل أو بآخر في خِسارة الفراعنة للقبهم الثامن، وآل التتويج إلى الُمنتخب الكاميروني الذي استحق التتويج وقدم بطولة مثالية على مستوى عالٍ، عاد به اللقب الغائب عن خزائنه من عقد ونصف العقد بعد آخر تتويج في العام 2002م.

 

(3)

حُسِمتْ المُباراة بجُزئيات بسيطة لصالح الكاميرون، وبأوضاع لم تكنْ هي الأفضل من ناحية التشكيل للمدير الفني الأرجنتيني "المنحوس" كوبر. الحسم جاء نتيجة نواحٍ عديدة كالإجهاد البدني، وتكابل الإصابات على المجموعة، وإيقاف النجم كهربا الذي زاد الوضع تعقيداً. إجمالاً، فالبطولة أعطت انطباعا على قدرة المصريين وتمرسهم إفريقيًّا، وحُسن الأداء والإبداع الذي ومع كُل الظُروف التي تمر بها الكُرة المصرية؛ إلا أنَّ الوجه المشرق سيبقى ماركة مُسجلة إفريقياً بإسم الفراعنة، وهي بطولة أنجبت جيلا جديدا، وبأسماء مستقبلية طموحة لها من الوقت ما يكفي في توليف المصريين مُجدداً وإسعادهم ورسم البسمة عليهم، وعلى العرب أجمع.. البُطولة التي تحققت هي الأداء المُتزنْ طيلة المنافسات يجعلنا نطمع في تكراره في مُنافسات تصفيات كأس العالم المُقبلة لما لا والفراعنة مُؤكد أنهم قادرون على ذلك، ويتصدرون مجموعتهم حتى اللحظة ونأمل في وصولهم إلى النهائيات. تحية لمصر.. تحية لأم الدُّنيا.

HussainGhafri@gmail.com