48 ساعة لتعزيز نقاط القوة وتصحيح الأخطاء

 

 

 

وليد الخفيف

خَطَى مُنتخبنا العسكري أولى خطواته الناجحة نحو اللقب المونديالي، بتأهله للدور الثاني متصدرا مجموعته بفوزين حقَّقهما على غينيا وفرنسا، وتعادل وحيد أمام الشقيق البحريني.

إيجابيات عدة يجب تعزيزها وسلبيات أقل يُفترض تلافيها قبيل انطلاق الأدوار الإقصائية التي لا تقبل بأنصاف الحلول، والخطأ فيها ممنوع.. ومن الإيجابيات التي حظى بها الأحمر العسكري تمتُّع لاعبيه بمعدلات جيدة من الكفاءة البدنية؛ تزامناً مع امتلاك معظمهم للمهارة الفردية التي تشكل هوية الكرة العمانية بشكل عام، تزامنا مع رغبة حقيقية في تحقيق الفوز مستمدة من تعبئة نفسية مثالية يعود الفضل فيها للجهاز الفني وثقة كبيرة بالنفس وقودها عاملي الأرض والجمهور، وانسجام تكتيكي لدى أصحاب التشكلية الأساسية -اهتزَّت مع التشكيلة البديلة- ولا مركزية أربكت صفوف المنافسين لا سيما بين الأطراف التي شكلت القوة الكامنة للمنتخب، إضافة لنجاح هجومي أثمر عن تسجيل 9 أهداف في ثلاث مباريات.

وفي المقابل، لم يحسن المنتخب الوطني البداية في المباريات الثلاث؛ فدخول لاعبيه أجواء اللقاء يحتاج لوقت طويل نسبيا؛ فالبداية غير المثالية أعاقت تقدمه لفوز مريح في الشوط الأول أمام غينيا، وكلفته خسارة في الشوط نفسه من البحرين، واستقبال هدف مبكر من فرنسا في اللقاء الأخير؛ فالأداء كان يتحسن مع مرور الوقت خاصة في الشوط الثاني -مستفيدين من انصهار اللاعبين في واجباتهم وأدائهم التكتيكي وانسجام في التحركات دون الكرة المعززة بانتشار جيد على مستوى هجومي مؤثر داخل منطقة جزاء المنافس نفتقده دائما مع بداية المباريات.

وتعتمدُ كرة القدم الحديثة على قيام كل لاعب بأدوار دفاعية بنسب مختلفة وفق مركزه؛ فللمهاجم واجبات ومهام دفاعية إذ يعد خط الدفاع الأول وصولا للاعبي خط الدفاع الأساسيين ممن يتحملون العبء الأكبر، لكن ما لوحظ في مباراة أمس الأول أمام فرنسا أنَّ التشكيلة الثانية التي اعتمد عليها مهنا سعيد وافتقدت التوازن غلب على أصحابها الدور الهجومي البحت، تزامنا مع أدوار دفاعية شحيحة إلى شكلية من قبل البعض، فسعيد عبيد وسعود الفارسي وقاسم سعيد ومحسن جوهر في تشكيلة واحدة أمر يؤثر على القوى الدفاعية، ولا يمكن لياسين الشيادي -ارتكاز خط الوسط- أن يقوم بالدور الدفاعي وحدة لتغطية مساحة كبيرة في ظل تقدُّم محسن جوهر، وعدم ارتداد الفارسي وقاسم عند افتقاد الكرة، وتقدم متواصل للعبد النوفلي من الجبهة اليمني، وابتعاده عن المواقف الدفاعية التي تحتاج لمساندته لخط الوسط، فالتكتيك الذي أحدث فراغا أمام منطقة الـ18 لمنتخبنا العسكري وتسبَّب في الهدف الأول والثاني من فرنسا، وسد تلك الثغرة يحتاج لتعديل قبل مواجهة الثلاثاء التي ستكون منطقيا أكثر صعوبة.

إستراتيجية الاستحواذ على الكرة كانت الحل المناسب للحفاظ على التقدم الذي حققه الأحمر العسكري في الشوط الأول على فرنسا لاتفاق الحل مع الهدف الرامي لعدم استنزاف قوى اللاعبين والابتعاد بهم عن الالتحامات التي قد تعرضهم لخطر الإصابة.

ولم يحسن المنتخب العُماني الضغط على حامل الكرة أمام فرنسا -في الشوط الثاني- للاعتماد على الضغط الفردي في معظم المواقف والابتعاد على الضغط الجماعي؛ فخط الوسط افتقد للقدرة على استخلاص الكرة -بدون أخطاء- رغم الزيادة العديدة له في الكثير من المواقف، ويرجع ذلك لغياب الدعم والمساندة من خط الهجوم والبطء في التحول للحالة الدفاعية للطرفين اللذين يغلب عليهما الدور الهجومي.

48 ساعة أمام مهنا سعيد ورجالة لتصحيح الأخطاء والظهور بشكل أفضل يتفق مع المواجهات التي سترتفع حدتها من دور لآخر، وصولا للدور النهائي المرتقب.