علي بن بدر البوسعيدي
باتت السياحة لاعبًا أساسيًا في مفهوم التنويع الاقتصادي بالسلطنة، وأحد ركائز الاستراتيجية المستقبلية للتنمية المستدامة، وحققت تقدمًا ملموسًا، والسير فيها بخُطى أصبح أفضل من السابق من حيث تنامي المؤشرات والأرقام واتساع رقعة البنية الأساسيّة من فنادق ومنشآت ومرافق مساندة، وارتفاع نسبة التعمين فيها.. فهي الآن تشكل مصدراً مهماً للدخل، وقد ساعد على ذلك وجود المقومات الطبيعية والبشريّة والتاريخية؛ الأمر الذي يشير إلى اكتسابها أهميّة أكبر في المستقبل القريب.
تتمثل عوامل أهميّة السياحة في عمان من خلال تأثيرها على عدد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية؛ فهي أولا تساهم في زيادة الدخل الوطني، وتستوعب نسبة كبيرة من الأيدي الوطنية العاملة، حيث أضحت قطاعًا جاذبا للكثيرين، أيضا تتمثل أهميتها في إنعاش السوق التجارية المحلية، والتصنيع السياحي من حرف تقليدية ومقتنيات تاريخية وخلافه.
هناك نقطة هامة تحتاج لإيلائها أهميّة أكبر عند الحديث والتخطيط للسياحة؛ وهي موضوع الأراضي المطروحة للاستثمار السياحي. فهناك عدد كبير من المواقع السياحية الهامة غير مستغلة كما يجب، خذ على سبيل المثال شاطئ القرم، أو العذيبة وغيرها من الشواطئ ما الذي قيام مولات سياحية كبيرة فيه أو محلات تبيع المنحوتات أو الحرفيات العمانية وفق أسلوب راقٍ جذاب؟ ما الذي يمنع افتتاح عدة فنادق فيه بدلا من واحد أو اثنين؟ لماذا لا تكون فيه مثلا بوتيكات للأزياء العالمية وصوالين التجميل السياحية، وصالات الألعاب الرياضية العالمية.. إلخ؟ فشاطئ القرم يطل على منظر سياحي فريد قلّما نجد له مثيلا، ولكن للأسف تتناثر فيه بضعة مقاهٍ عادية جدًا ولا ترقي لمستوى الثلاثة نجوم ناهيك عن الخمسة نجوم..
أعتقد أيضا أنّ الجهات المعنية تحتاج لإعادة النظر في أماكن السفارات الأجنبية وبعض الشركات الوطنية والأجنبية أيضا، فبعضها يستحوذ على مناطق سياحية لو تمّ استغلالها سيكون عائدها على الوطن أكبر وأشمل.
****
لاحظت في الفترة الأخيرة كثرة سيّارات الغاز التي تستخدم البوق داخل الحارات والسكك الجانبية للمناداة والبيع؛ الأمر الذي يؤدي إلى ازعاج القاطنين، وإقلاق راحتهم؛ مع العلم أننا في إحدى عواصم العالم المتحضرة وليست المتأخرة، فالبوق لا يستخدم في مثل هذه الأمور، وإن كانت هناك طلبات فيجب استخدام وسائل الاتصال الحديثة ومنها التلفون لإشعار البائع بالرغبة في اقتناء أنبوبة غاز مثلا وليس بطريقة الازعاج هذه خاصة في أوقات الصباح الباكر والقيلولة.. نطالب الجهات المعنية باتخاذ ما يلزم في هذا الجانب.