وداعاً 2016

 

حسين الغافري

أيام قليلة تفصلنا على نهاية عام 2016 الذي كان مليئاً بالأحداث الرياضية الهامة والمستجدات. عام رياضي حافل محلياً وعالمياً قد نحتاج إلى مُجلد كبير لتلخيصه والوقوف على الدروس والعبر المُسّتقاة من كُل أحداثه. شهدنا تغيرت محلية واسعة على مستوى رياضاتنا المختلفة لعل أبرزها انتخابات اتحاد الكرة، والتغيّر في أركانه الرئيسية بانتهاء الحقبة الماضية التي سعت واجتهدت وأعطت ما تملك.. حالفها التوفيق تارة وغاب عنها في أُخرى. انتخابات جديدة شهدها عامنا الذي يقترب من نهايته نعّقد عليها الآمال الكبيرة في إعادة هوية مُنتخبنا الكروي من جديد؛ وإعادته واقفاً على قدميه بعد سنواتٍ عجاف عانينا فيها بما يكفي. ولعل جهود الإدارة الجديدة رأت في الهولندي ميرفيك الرجل المُناسب لبداية العهد الجديد في لملمة الأوراق وإعادة تصحيح الأخطاء.

***

يرحل عام 2016 الذي شدّ الانتباه في كأس الاتحاد الآسيوي بوصول فريق بنغلورو الهندي إلى النهائي بعد فترة ماضية اجتهدت فيها الهند في تطوير كرة القدم. صحيح أن بنغلورو لم يفز بالكأس وأتى ثانياً، ولكنها مؤشرات واضحة تُعطي أملا في أن القادم سيكون مُشرقا للكرة الهندية. وأتذكر أني قد كتبت مقالا في أغسطس 2015 بعنوان "أهلاً بكم في الدوري الهندي" تطرّقت فيه للتسويق الواسع للكرة في الهند، وتعزيز الفِكر الشعبي الكروي العام بإنتدابات لأبرز نجوم العالم رغم تقدمها بالسن، ولكن هي الفكرة جاذبة ألقت بظلالها نسبياً في بيئة لا ترى من كرة القدم الخيار الرياضي الأول. العمل الهندي دؤوب والكرة في تطور.. صحيح أنّ الأمر ليس بتلك السهولة ولكنّها ومع القراءات الأوليّة ومع قادم الوقت ستحُدث أمرا جديدا!. ليس ببعيد عن لقاء بنغلورو في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي، فنتذكر بأنّ اللقب كان من نصيب نادي القوة الجويّة العراقي، التي ومع ويلات الحرب وصعوبة الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار إلا أنّها ما زالت بكامل الروح ولا زالت تبرهن أن كرة القدم لا يُشكلها المال وحده؛ وتكفي الوطنية وشعار الوطن لبذل ما يُمكن بذله وصُنع المعجزات وخلق الاستثناءات وتحقيق المجد من أوسع أبوابه. وقد شاهدنا المنتخبات العراقية ككل تُقدم صورة طيبة في كل المحافل التي تُشارك فيها ورقماً صعباً في مختلف الاستحقاقات، شرّفت العرب ككل وأعّطت انطباع ركيزة النجاح الأولى، ألا وهي "الروح الوطنية والانتماء".

***

يرحل عام 2016 الذي شهد استثناءً بلقب ليستر سيتي للدوري الإنكليزي الممُتاز البعيد عن الترشيحات في وقت تمتلك فيها أندية الصفوة في البريمرليج لاعبين نجوما يوازي أحدهم ميزانية ليستر ككل! المسألة هي مسألة إيمان بقدرات وتوحيد جهود من أجل هدف مشترك.. مثلما كانت الروح هي كلمة سر ليستر فمؤكد أنها كانت كذلك عند "البرتغال" التي جاءت من بعيد في بطولة اليورو الماضية في الصيف. بعيداً عن كل الترشيحات حققت البرتغال لقبها الأوروبي مع أن التوقعات كلها تقريباً متجهة للبلد المضيف فرنسا وألمانيا وإسبانيا بدرجة كبيرة. عام استثنائي كانت كرة القدم وفية كعادتها لمن يبذل لها أكثر ولمن يُعّطيها أكثر.

 

HussainGhafri@gmail.com