قرعة الدور الثاني لأبطال أوروبا

 

 

حسين الغافري

 

بشغف كبير، اكّتست قُرعة الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا الأضواء كالمُعتاد. من المُؤكد أن الترقّب كان وليد اللحظة قبل عملية السحب في أُمنيات أن تكون القرعة رحيمة في رؤية مواجهات خفيفة نسبياً؛ حتى لا نصّطدم بمواجهة من العيار الثقيل تُجبر أحد المرُشحين على الخروج ومتابعة باقي البطولة عبر شاشات التلفاز. عموماً القرعة تم سحّبها وبدأت كُل الأندية في إعداد العُدة اللازمة لتجاوز هذا الدور. والملفت في القرعة رؤية مواجهات ساخنة تكررت كثيراً خلال الأعوام الماضية كلقاء برشلونة وباريس سان جيرمان؛ الذي يحاول فيه الباريسيون إحداث الجديد وتجاوز برشلونة لأول مرة، بالإضافة إلى لقاء بايرن ميونخ وآرسنال الذي عادةً ما يكون ضحيته النادي الإنكليزي.

إجمالاً من يصل إلى الدور الثاني فاللعب في مباراتين يخّلق تنافسية عالية وهي فرصة لمُتابعة لقاءات على مستوى طموح عاشق الكرة. برشلونة وباريس من أبرز اللقاءات تنافسية وجاذبية للمشاهد، والتي يسعى فيها النادي الباريسي لتجاوز برشلونة لأول مرة، خصوصاً إذا ما علمنا بأن الفريق الباريسي يعاني نسبياً في التجانس مع الإسباني إيمري وهي فرصة سانحة ومدة زمنية كافية لاستيعاب اللاعبين لخطط المدرب، وتهيئة الفرق بشكل مثالي منذ الآن.

المُتابع لبرشلونة الطرف الآخر في المنافسة يلّتمس أيضاً صعوبة المواجهة بعد سلسلة من النتائج السلبية التي عانى منها زملاء ميسي؛ الأمر الذي يضع كل الاحتمالات مفتوحة على الجانبين مع أفضلية نسبية للإسبان لما يتمتع به برشلونة من خبرة كافية تفوق المنافس.

بايرن ميونخ هو الآخر لا يؤدي جيداً مع أنشيلوتي في آخر اللقاءات ولو إنه تحسّن عن الشكل الذي بدأ به الموسم حاله حال باريس سان جيرمان. مؤكد أنّ تغيير المدربين يُحّدث نوعا من الضبابية في بداية الأمر من حيث فهم المدرب لقدرات مجموعته وانسجام اللاعبين مع المتطلبات الخُططية للمُدرب. من ناحية آرسنال لعله أقل الأندية حظاً في بطولة الأبطال الأوروبية، في سنواته الماضية كان يحلّ ثانياً في دور المجموعات ليصطدم بلقاءات قوية في الدور الثاني وحين حلّ أولاً هذا العام لم يسّلم من مقارعة كبيرة تنتظره عندما يواجه بايرن ميونخ أحد الأندية المرشحة للتتويج، وبغض النظر عن صعوبة اللقاء إلا أنّ آرسنال هذا العام يبدو مختلفاً وأكثر جديّة في طموحاته وهو أمر يُسّتشف من قوة آرسنال في الدوري الإنكليزي المُمتاز.

في باقي اللقاءات تبّرز مواجهة حامل اللقب ريال مدريد ونابولي في الواجهة، نابولي ليس بالفريق الهيّن الذي منتظر منه أن يسلم التأهل لريال مدريد. الفريق الإيطالي يُقدم مستويات كبيرة محلياً وتصدّر المشهد الإيطالي كأحد أفضل الأندية الإيطالية ثباتا في آخر ست مواسم مع روما، ويوفنتوس أولاً.. اللقاء صعب ويفتح كل الاحتمالات إذا ما علمنا أن البطل لم يحافظ على لقبه منذ أن تغيّر شكل البطولة إلى شكلها الحالي. من جانبه يبدو الملكي أنه لازال يتمتّع بجوع ألقاب، وهو المتصدر للدوري المحلي والطامح إلى تحقيق البطولة الأوروبية من جديد للمرة الثانية عشرة وبطبيعته وفي أضعف أداء يُقدّمه يستمر الريال مرشحا طبيعيا وفوق العادة لتحقيق البطولات التي يُنافس عليها.

في باقي اللقاءات يمكن القول أنّ القرعة جاءت عادلة إن صح التعبير. الضيف الجديد على أبطال أوروبا ليستر سيتي في مواجهة أشبيلية، وأتلتيكو في صدام مع بايرن ليفركوزن، ويوفنتوس مع بورتو، وبروسيا دورتموند ضد بنفيكا، وأخيراً موناكو ومانشستر سيتي وجهاً لوجه.

البطولة لازالت في بدايتها والقراءة الاستباقية تبدو مبكرة جداً في حديثنا الحالي.. فحتى شهر فبراير تتغير أحداث والأندية قد يتغيّر أداؤها حتى وقت انطلاق الدور الثاني.