ربيع العريمي يسبر أغوار تاريخ صور "مهد الملاحة البحرية"

صور – العمانية

صدر عن مطبعة المها للطباعة والقرطاسية الكتاب الأول للباحث ربيع بن عمبر العريمي بعنوان صور العمانية مهد الملاحة البحرية. ويُعد الكتاب نتاج جهد للباحث وحصاد لعدة سنوات من البحث والتَّقصي لمدينة صور العمانية ودورها الملاحي العريق وإسهامها الكبير في الحضارة العمانية ويتميز الكتاب بتصميمه وإخراجه وتسلسله التاريخي وسلاسة سرده، ويعتبر مرجعًا للباحثين والدارسين في التَّاريخ البحري لولاية صور.

ويقول المؤلف في مُقدمة الكتاب: إنَّ محتوى الكتاب هو حصاد عدة سنوات من البحث والتَّقصي والمقابلات الشخصية وتجربته في هذا الميدان وبالرغم من ذلك فهو لا يرقى إلى الكمال في إبراز كافة المفردات الملاحية وإنما هو مدخل يتيح للقارئ فرصة للسعي للوصول إلى آفاق أوسع للتاريخ البحري لهذه المدينة العمانية. وحرصًا مني على تحرِّي المصداقية في مصادر المعلومات فقد استقيتها مباشرة من الرجال الذين عايشوا فترة الإبحار الشراعي خلال النصف الثاني من القرن العشرين من نواخذة وبحارة وأساتذة فانتهجت نهجاً يقوم على المشاهدة المُباشرة والدافع الذي أعيشه بالميدان نفسه عند وصف المشهد والظروف الطبيعية عامة ونقل المقابلة بدقة والكتابة عن النشاط البشري بصورة أمينة للمنظور الخارجي منتقلاً من تاريخ المدينة إلى صناعة السفن وأجزائها والمصطلحات المستخدمة والإبحار وكل الجوانب الاقتصادية والصناعية والفنية والسلوكية والأدبية وسنة الإبحار وأخلاقها في أقصى درجات الدقة العلمية ليكون تقويم العمل وجودته موضوعياً وسلوكياً لبناء المستقبل وتوثيق التراث لأضع القارئ أما دراسة ميدانية شاملة يستفيد منها أصحاب الاختصاصات الجزئية المُختلفة بأسلوب يُثير المتعة ومواصلة القراءة.

وافتتح الباحث ربيع بن عمبر العريمي كتابه بمقتطفات من النطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في العيد الوطني السادس والعشرين المجيد الذي احتضنته ولاية صور حيث قال جلالته: "إنّه لمن دواعي البهجة الغامرة، والسرور المتجدد، أن نلتقي في هذا اليوم المبارك، على أديم هذه المدينة الزاهرة، التي يزهو التاريخ بأصالتها، ويُباهي الزمان بعراقتها، ويعبق التراث المجيد ساحاتها وعرصاتها .. مدينة صور .. ذات الأمجاد ‏البحرية التليدة التي سار بذكرها الركبان، فكانت مفخرة من مفاخر أبناء عمان. نعم .. فمن هذه المدينة التاريخية انطلق الشراع العُماني، حقبة طويلة من الدهر، يجوب البحار والمحيطات، زاهياً متألقا كالغيمة البيضاء الصافية، يحمل الخير إلى أركان الدنيا النائية، ويؤوب منها ظافرا بصنوف من السلع والبضائع المتنوعة في تبادل تجاري كبير ومنتظم، جعل من عمان إحدى المحطات التجارية الهامة على امتداد ‏فترة غير قصيرة من عمر الزمان.

ويتكون الكتاب من 6 فصول تناول الأول التعريف بولاية صور وتاريخها وحضارتها ودورها الملاحي والبحري وما حظيت به خلال عصر النهضة المباركة من إنجازات، فيما تناول الفصل الثاني صناعة السفن في ولاية صور وتوصيفها وأنواعها وأسماء وألقاب السفن. وتطرق الفصل الثالث للتعريف بأطقم السفن ووسائل قيادة السفن ومعدات الإبحار الشراعي، فيما تحدَّث الفصل الرابع عن الرحلات الموسمية وحكام سنة البحر ومفهوم السنيار والميحب والنقل البحري الساحلي، وتناول الفصل الخامس الفنون البحرية كالشوباني والتصويت ودعاء السفر والنهمة. وتطرق الفصل السادس والأخير إلى الحوادث البحرية ورحلة موزمبيق وغرق السفينة سمحة وعودة السفينة فتح الخير وحوادث السفن والإحصاء العام للسفن وتميز الكتاب بالصور التوضيحية التي تجسد الحياة في المدينة وتبرز معالمها.

تعليق عبر الفيس بوك