أوراقٌ منثورة

هلال بن سالم الزيدي

التفضيل وإعادة التغريدة في تويتر ليس من أجل قيمة ما كُتب ومصداقية الطرح، فقط  من أجل عيون صاحبها فكم من تغريدة وصلت إعادتها إلى الآلاف، وهي تقول: "أنا عائدة إلى المنزل" أو "أنا مع أصدقائي نحتسي القهوة"..إنّه عالم غريب والفائدة فيه محدودة، فهل الظهور من أجل حصد أكثر عدد من المُتابعين أم من أجل المعرفة؟.

  • أصبحنا نُوغل في المقارنة عندما نتجاوز حدود وطننا بين ما نستشعره من تقدُّم في دولة ما حول ما أنجز خلال زمن وجيز، وبين البطء الشديد الذي نعيشه في منجزاتنا.. فهذا ليس تنكُرا للوطن، وإنما فقط حب فيه من أجل أن يحس الطرف الآخر بما نُريد.
  • ليست الكتابة ركوب موجة الاختلاف لحاجة في نفس "يعقوب"، وإنما هاجس يجب أن يتحلى بالمصداقية وتقديم الرأي الصواب عبر اجتهاد الكاتب، لأنّ الكلمة أقوى من الرصاصة فهي تتشظى في جسم الوطن.
  • من تعوّد على الصراحة في طرحه لا حاجة له بأن يوغل في نثر الأشواك ودس السم في العسل، ومهما كانت التحليلات من الطرف الآخر بعيدة عن الواقع، تبقى المبادئ وارفة الظلال حتى في حالة الإقصاء المُتعمد.
  • ما بين الدموع والشموع حرف واحد يفرّق بينهما، فالأولى انهمار بعد اعتصار في مشهد الحياة، أما الثانية احتراق يفتت عتمة اللحظة، ولكل منهما عُمق وتفسير، إلا أنهما يلتقيان في الحالة الإنسانية المجبولة على القناعة بكل شيء.
  • الصمت وطن عندما تُغتال الكلمة، والصوت غربة عندما يرتد الصدى لصاحبه دون جدوى.
  • الفراق أصعب قرار يتخذه العاشق، لذا عليه خيانته ليحظى بلقاء يفتت الصدفة وينشر الحب والعشق، ليس من أجل غريزة لحظية وإنما من أجل بث مشاعر صادقة "سامية"، والعشق وطن يحتاج إلى فسحة وامتداد.
  • ما بين "العروش" و"الكروش" حرف واحد يجعل المرء معتاليا ومنتفخا، فيا ترى أيهما الأسبق؟
  • المشاعر الصادقة هي تلك التي تبقى حبيسة النفس، لأنّ صاحبها لا يقوى على التعبير عنها خوفاً من إساءة فهمها.
  • قال أحدهم: التضحية بواحد كفيلة أن تجعل الآخرين يتورعون عن مد أيديهم إلى ما لاحق لهم فيه.
  • "الزمن" لا يتوقف فهناك من استوعب سرعته وأحرز التقدم، وهناك من ظل يلهو بدوران عقارب الساعة، حتى تراجع إلى العصور الحجرية.  
  • ما بين " الذهن" و"الدُهن" نقطة تُشكل حرفًا، فكلما تكدس الدُهن تبلد الذهن فأصبح خاوياً لا يُفكر إلا في إحراق الدُهن.
  • "التلميح" يكون أبلغ من "التصريح" إذا كانت هناك قوة استيعاب من المعني به، وكلاهما تعبير يُفضي إلى تبني موقف ما.
  • من اعتاد على "الدمار" ، فإنّه لا يقوى على "الإعمار"، فمن السهل أن تُدمر، وفي ذات الوقت من الصعب أن تُعمّر إلا إذا كنت تتقن فن الإعمار.
  • لا توغل في تقديس الذوات لمصلحة عابرة.. فالشخوص راحلون متغيرون، ما عليك إلا أن تكون هو أنت كما تريد لا كما يُريد "هو" أو "هم".
  • ما أكثر المُلتقيات التي نلتقي فيها ونثرثر كلٌ حسب قناعاته فنوهم أنفسنا بأننا نتفق، لتصبح بعد ذلك مفترقات عندما تنتهي زوبعة الملتقى.. ومجملها مضعية للمال والوقت والجهد.. لأننا اعتمدنا على التنظير وابتعدنا عن الواقع.
  • القائد يبحث عن الحل، والتابع ينبش في الغل، فكن قائدًا لا تابعًا حتى نُصدّق بأنك حقاً قائد وعلينا احترام قرارك.
  • قيل مما ورد في الأثر"فرّق تسد" ، لذا عليكم الانتباه لمن أراد لكم الفرقة من أجل أن يتسيد عليكم، وشعار في التعاون قوة خير دليل لكم.
  • من مد لك الطعم اليوم فغداً يمد لك السم فاحذر من يظهر ويختفي بحسب ما يُريد "هو".
  • ليس قوة الشخصية في عنادها، وإنما القوة في التسامح وقوة الثقة التي تتشكل بها.

 هي الحياة ستُعطيك منها ما شئت .. لكن عليك أن تختار الصلاح.. وتبتغي الفضيلة .. وتتلبس الخوف من أن دخول "بيسة" واحدة في جيبك لا تستحقها سيكون عليك وبالا وسعيرًا.. لأنّ المال الحلال يحل العيش وتتبارك فيه المتطلبات الحياتية.. وأما الحرام فسيكون سراباً يحسبه الظمآن ماءً.. والمكر السيئ سيحيق بأهله طالت الحياة أم قصُرت.. لأنّ الدفء الذي احتواك سيتحول إلى لهب يحرق كل أواصرك التي امتدت جورا وبهتانا.. فلا يبقى إلا ما ينفع الناس لأنّه ماكث في الأرض .. مستقر في مسار الحق.

همسة:

ما أصعب انتزاع السهم.. لأنّه يخلف جروحاً عميقة.. وتكون على مر الزمان ندبات.. تشوه الثقة في تلك الأجساد التي تستبيح لك التمدد في كنفها.. فمن الواجب أن تتعامل مع كل سهم بأنّه طيش لمرحلة زمنية من هذا العمر الفاني.. وعليك أن تكون درعًا تتكسر عنده تلك السهام..

[email protected]