مقتل العشرات في اشتباكات بالقرب من معسكرات الجيش بعاصمة جنوب السودان

 

 

جوبا - رويترز

قال مصدر بحكومة جنوب السودان أمس إن 272 شخصًا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين قوات متصارعة في العاصمة جوبا بينهم 33  مدنياً مع سماع دوي إطلاق نار كثيف في أجزاء من المدينة وسعي كثير من السكان للجوء لقاعدة تابعة للأمم المتحدة. وأفاد متحدث باسم نائب الرئيس ريك مشار إن مقر إقامة مشار تعرض لهجوم من قوات تابعة للرئيس سلفا كير مع استمرار تردي الأوضاع في العاصمة منذ اندلاع اشتباكات يومي الخميس والجمعة الماضيين.

وأذكى العنف مخاوف من أن يواجه جنوب السودان مزيدا من عدم الاستقرار بعدما خرج من حرب أهلية دامت لعامين بدأت في ديسمبر 2013  بإقالة الرئيس سلفا كير لمشار من منصب نائب الرئيس. وقال المتحدث باسم مشار لرويترز "مقر إقامة الدكتور مشار تعرض للهجوم مرتين اليوم بينهما واحدة باستخدام دبابات وطائرات هليكوبتر." مضيفاً أنّه يتحدث من خارج البلاد لكنه على اتصال بمشار.

وتابع المتحدث أن قوات مشار التي خاضت على مدى عامين قتالا ضد قوات موالية لكير صدت الهجوم. وقال "ونحن نتحدث الآن الوضع هادئ بعض الشيء.. لم يحدث أي قتال في اللحظات الماضية."  وطالبت كينيا المجاورة بتحرك عاجل من الزعيمين لنقل القوات بعيدا عن مناطق المدنيين ووضع حد للأزمة.

وقال متحدث حكومي إن الموقف أصبح تحت السيطرة. وأضاف وزير الإعلام مايكل ماكوي في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "الموقف حالياً يتسم بالهدوء." وقال إن الحكومة تدعو المواطنين للعودة إلى منازلهم وأكد السيطرة على الوضع. وساد الهدوء جوبا أول أمس لكن شاهدا من رويترز أفاد أمس بسماع إطلاق نار في منطقتي جوديل وجبل قرب ثكنات للجيش تضم جنودا موالين لمشار.

وقال موظف إغاثة يعمل في جوبا لرويترز طلب عدم نشر اسمه "على مدى 30 إلى 40 دقيقة سمعنا صوت مدفعية ثقيلة في اتجاه منطقة جبل." وقال ساكن اسمه دانييل سامسون إنه شاهد "عمليات فرار هائلة" إلى مناطق أكثر هدوءًا لدى توقف القتال. وأضاف "إطلاق النار توقف الآن."

وأضاف ساكن آخر قدم نفسه باسم ستيفن إنه شاهد المئات يقصدون مجمعاً للأمم المتحدة. وقال لرويترز عبر الهاتف "رأيت جثث مدنيين وآخرين يتحركون والدماء تكسو أجسادهم." ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

ورأى شاهد جنودا يشاركون على ما يبدو في عمليات نهب حيث يدخلون متجرا في الحي ثم يخرجون حاملين بضائع. ولم يتضح على الفور إن كان هؤلاء الجنود من أتباع كير أو مشار.

وقال مصدر بوزارة الصحة لرويترز في وقت سابق يوم الأحد إن 272 شخصا على الأقل قتلوا حتى الآن بينهم 33 مدنيا. ولم يصدر بيان رسمي بعدد القتلى.

وقال مانواه إيسبيسو المتحدث باسم الرئيس الكيني في إفادة صحفية إن بلاده دعت كلا من كير ومشار لحل هذه الأزمة الجديدة والتحرك بسرعة لنقل الأسلحة الثقيلة والوحدات الكبيرة بعيدا عن مناطق المدنيين في العاصمة جوبا. وأضاف المتحدث أن كينيا مستعدة لدعم مساعي إحلال القانون في جوبا. وأوقفت الخطوط الجوية الكينية رحلاتها إلى عاصمة جنوب السودان.

وشهد الصراع في جنوب السودان مواجهة على أساس عرقي بين قبيلة الدينكا التي ينتمي لها كير وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار. ووضعت الحرب أوزارها بعد اتفاق سلام في أغسطس لكن القوات الموالية لكير ولمشار لم تندمج حتى الآن وهو بند أصيل في الاتفاق.

وعاد مشار إلى جوبا في أبريل واعتبرت تلك خطوة على طريق إنهاء القتال. لكن خبراء قالوا إن عدم التحرك لتطبيق بنود أخرى من اتفاق السلام كدمج قوات الطرفين ونقلهما يهدد باندلاع صراع جديد.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الجمعة إن أعمال العنف الأخيرة تبرز عدم الالتزام بعملية السلام وحث قادة البلاد على وضع حد للقتال والسيطرة على القادة العسكريين والعمل معا لتطبيق اتفاق السلام. واندلع القتال يوم الجمعة الماضي رغم مباحثات جرت بين مشار وكير لنزع فتيل التوتر. ودعا الاثنان للهدوء وقالا إنهما لا يعرفان سببا للمعارك وهو ما أثار مخاوف من قدرتهما على ضبط قواتهما. وبدأت أعمال العنف لفترة وجيزة يوم الخميس حين حاول جنود موالون لكير تفتيش مركبات تابعة لأنصار مشار فتحولت المواجهة إلى اشتباكات.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة