مؤشرات نفطيّة

فايزة سويلم الكلبانية 

مؤشر أول

قد يعتبر الشارع العماني أن ما يترتب على أزمة انخفاض أسعار النفط من قرارات سواء تلك المتعلقة بتغيرات أسعار البترول والغاز والديزل الشهرية وفقا لتغيرات أسعار النفط العالمية والتي تطلب مواكبتها والتعايش معها بحكمة، أو ما صاحب ذلك من وقف للترقيات والزيادات في الرواتب وغيرها، بأن واقع الحال متناقض لما جاء في تصريح صاحب السمو فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء، والذي كان موجها لطمأنة العمانيين على أنّ الأزمة لن تؤثر على وضعهم؛ وإن كانت ستكون لها تداعيات سلبية تتولى الحكومة التعاطي معها والبحث عن امتصاصها بعيدا عن حياة المواطنين، عندما قال: "إنّ هبوط الأسعار لن يؤثر على سياسات التوظيف وبرامج التأهيل في القطاعين العام والخاص وما يتعلق بمستحقات الموظفين والعاملين في الدولة"، وهذا ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وسط زوبعة من السخرية والسخط والقيل والقال والإشاعات والأفكار السلبية التي لا تخلف سوى التذمر والتنقيب عن أخطاء من أخطاء تحت مظلة "الفساد والمفسدين"، وحقيقة الأمر كل هذا الحديث بين العامة اليوم لا جدوى منه تذكر، لأنّه بصريح العبارة "لا فات الفوت..ما ينفع الصوت".

مؤشر ثاني

عماننا اليوم في حاجة إلى اتحاد وتلاحم صفوف أبنائها ليس فقط بالشعارات والتنظير، لأننا اكتفينا من كل هذا لسنوات عدة، اليوم بحاجة إلى أخذ زمام القيادة والمبادرة يدًا بيد مع قائد وباني نهضة هذا الوطن، باذلا صحته وحياته ليصل بعمان وشعبها إلى ما وصلت إليه من مكانة واحترام وثقة وكلمة مسموعة لنشر السلام بين الشعوب.

مؤشر ثالث

تنتابني الحيرة أحيانا عندما أتساءل مع نفسي بأن "عمان" التي تبوأت بفضل قائدها كل هذه الثقة بين مشارق الأرض ومغاربها، أليست قادرة على أن تتحد (حكومة وشعبا وقطاعا خاصا) وتحسن اتخاذ قراراتها لتنويع مصادر دخلها، وتحمل ما قد يترتب علينا من تبعات جراء أزمة عالمية عامة والكل سيتأثر بها ولكن بدرجات متفاوته، وتتغلب على هذه الأزمة بهدوء وتفاهم؟! قلت في مقال سابق بأن "عمان بخير" وما زلت أردد بأن "عمان بخير" وستظل "عمان بخير"، فاللوم والعتب وتقليب أخطاء الماضي سواء كانت أخطاء وجرائم فساد في الحكومة أو القطاع الخاص أو بفعل أفراد بعينهم لن يغيّر من واقع اليوم شيئًا، وهذا ما أثبتته كثير من الوقائع التي مرت على مسامعنا مؤخرًا من قضايا فساد مختلفة، منها ما تم الكشف عنها ووصلت إلى دور المحاكم والقضاء، واتخذ فيها اللازم، ومنها ما تم التستر عليها لسبب وآخر، ومنها ما لم يتم إزاحة الستار عنها حتى اللحظة.

مؤشر رابع

"ربّ ضارة نافعة" جميل ذلك الحراك الذي نشهده اليوم، بالرغم من كونه حراكًا على استحياء، ولكنّه قد يكون خير لبداية مرحلة انتقاليّة ونوعيّة جديدة لواقع عمان على مختلف الأصعدة والقطاعات، فقد بدأت عمان كبح جماح الإنفاق الحكومي لتفادي عجز الميزانية في المستقبل، وربما تبدأ السلطنة في تصفية أصول في الخارج لدعم الإنفاق المحلي أو تبدأ برنامجًا للاقتراض الخارجي عوضا عن استنزاف الصندوق الاحتياطي للدولة؛ كلها حلول مطروحة لإنقاذ الوضع الر اهن، وأن نجد قبولا وموافقا على إقراض السلطنة فهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي على ثقة تلك الجهات بأنّ عمان قادرة على السداد يوما ما، كما هي قادرة على تفادي العجز المؤقت لو شاءت الأقدار، فالثقة التي نجدها من الخارج لابد من أن نلمسها اليوم بيننا "حكومة وشعبا" فقط لأجل الوطن. ولولا الأزمة التي نمر بها لما شهدنا هذا الحراك لتنويع مصادر دخلنا، ولواصلنا سباتنا في رفاهية صنعها لنا النفط على الصعيد الخليجي عامة والمحلي خاصة.

 faiza@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة