المؤتمرات والندوات الرياضية

ضربة حرة

مُحمَّد العليان

عُقِد خلال الأعوام الماضية العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات حول الرياضة العمانية، وخصوصا قطاع كرة القدم، وبات البعض منها يُعقد سنويًّا في كل عام. إلا أن المفترض من انعقاد مثل هذه الفعاليات أن تكون لها أهداف ورؤى واضحة من أجل إقامتها؛ فعلى سبيل المثال: مناقشة الوضع الكروي الرياضي بجميع قطاعاته ومجالاته، على أن تكون مواكِبة لكل ما تعانيه الكرة العمانية وحتى الرياضات الأخرى من مشكلات ومعوقات تحد من تطور قطاع الرياضة، إضافة إلى توعية الأندية والجماهير والمجتمع الرياضي بما يُهدد مسيرة كرة القدم والرياضة بصفة عامة، والتصدي للكثير من القضايا العالقة وإيجاد حلول لها.

كما يجب تفعيل التوصيات وتوصيلها إلى الجهات المعنية والمختصة؛ حيث إنه إذا أهملت هذه التوصيات ولم تنفذ ستصبح "في خبر كان"، واذا عدنا إلى المؤتمرات والندوات التي تعقد لدينا سنجدها بعيدة كل البعد عن واقع مجتمعنا الرياضي وقطاع كرة القدم الذي نعيش فيه؛ فمحاور ومواضيع هذه المؤتمرات والندوات أغلبها لا تناقش الوضع الكروي المحلي، وأصبحت إقامتها "مجرد موضة" سنوية يستفيد منها من يستفيد، أما توصياتها فمكانها الأدراج، ولم نرها منذ سنوات عدة. ورغم كل ذلك ما يُرصد لها من تكاليف مالية ودعاية صار أكثر من فائدتها ومردودها.

فضلا عن أن التوعية تبقى بعيدة جدا في أجندة ومحاور هذه الفعاليات؛ فالذي نراه من قصات شعر لاعبي منتخباتنا الوطنية والأندية، لا يليق بلاعب عُماني مسلم، كما صارت مشكلة اللاعبين الذي يعملون في القطاع العسكري في كل موسم ظاهرة تتجدد.. هذه أبسط النماذج التي من المفترض أن تُناقش وتحاور فيها، إضافة إلى دور الإعلام الرياضي في التوعية ونبذ التعصب وعدم إثارته والتحلي بالاتزان في الطرح، إذ يجب إدخال هذه المحاور في المناقشة ضمن هذه المؤتمرات، كما يجب أن تكون رسائل تلك الفعاليات في اتجاهات متعددة ومتنوعة، إضافة إلى انتقاء المشاركين؛ فنجد أنَّ المختصين في المجال الرياضي وقطاع كرة القدم بالذات بعيدين كل البعد عن هذه المؤتمرات كالمدربين واللاعبين والإداريين والإعلاميين والنقاد والمحللين والكتاب الرياضين وحتى المعلقين...إلخ، بعيدين عن المشاركة والحضور إلا العدد القليل منهم.

كما أن هناك علامة استفهام كبيرة حول تلك الدعوات رغم أنه من المفترض أن يتم معالجة الشأن الرياضي وسلبياته من الداخل؛ لأن أبناءه يعرفون كلَّ المشكلات والسلبيات التي تعترض القطاع الكروي، وعلى دراية تامة بالداء، ولكن "عقدة الخواجة" ما زالت تسري في عروق الأغلبية؛ فكيف للخارج أن يُعالج ما بالداخل وهو بعيد عن واقعه.

كما يجب أن يكون موعد هذه المؤتمرات والندوات في نهاية كل موسم لمناقشة السلبيات والإيجابيات، وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات، لأن ما يحدث في الوقت الحالي هو خارج عن الفائدة؛ إذ ليس هناك لجنة منبثقة -وهذه للأسف لم نسمع عنها في أي مؤتمر أو ندوة- تتابع وتنفذ وتراقب هذه التوصيات طوال العام، وإنما حبر على ورق، كما نتمنى أن نتلمس بالفعل نتائج عملية للتوصيات بأن تتحول إلى خطط وبرامج، بما يعزِّز ثقافة صناعة الرياضة وليس بالكلام.. فارحموا رياضتنا يرحمكم الله...!

---------------------------

آخر الكلمات: "تستطيع بالمال أن تشتري الساعة، لكنك لا تستطيع أن تشتري الزمن".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة