درس الهندسة المدنية واستفاد من هواية تربية أسماك الزينة في توفير مصدر دخل
< شارك في عدة دورات تدريبية داخل السلطنة وخارجها بدعم من "ريادة"
< استفاد مشروعه من دعم وزارة "الزراعة" بالاستشارات الفنية ورسم الخطط المستقبلية
< مزرعة البلة ببركاء من أوائل المزارع التي حققت رواجا لإنتاج أسماك البلطي في السلطنة
< الهوتي حصد أول دفعة من أسماك البلطي بمجموع كلي 1500 كيلو جرام من مزرعته
< المشروع واجه تحديات منها تعريف السوق العماني بجودة سمك البلطي المستزرع محليا
يتميَّز المهندس مروان بن مُحمَّد بن حامد الهوتي صاحب مؤسسة مروان الهوتي للتجارة، بروح مثابرة تعمل بإصرار وعزيمة قوية؛ لذلك نجح في تحقيق الكثير من طموحاته رغم أنه بدأ مشواره من نقطة الصفر ونشط في مجال التجارة والاستثمار دون أن يقصر في التزاماته التعليمية؛ فتمكَّن من إكمال دراسته الجامعية في مجال الهندسة المدنية، ويمتلك حاليا مزرعة تكاملية لإنتاج أسماك البلطي بالأحياء المائية العذبة.
وخاض الهوتي تجارب تجارية عدة؛ حيث شاركَ بعدة دورات تدريبية داخل السلطنة وخارجها؛ ومنها: الحكومية ممثلة بالهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، إلى جانب دور وزارة الزراعة والثروة السمكية والتي استفاد منها بشكل أكبر في تطوير أفكاره الفنية والاستشارات الدائمة لاستدامة استمرارية المشروع ورسم الخطط المستقبلية.
روَّادنا - مالك الهدابي
ويُشيد الهوتي بمساندة وزارة الزراعة والثروة السمكية له في تقديم الدعم لإنجاح المشروع. ويقول إنَّ مشروع الاستزراع السمكي من المشاريع الرائدة بالسلطنة. مؤكدا أنَّ مزرعته "البلة" ببركاء كانت من أوائل المزارع المنتجة لأسماك البلطي بالسلطنة.
ويقول الهوتي إن قصته مع مشروع الاستزراع السمكي بدأت مجرد هواية في تربية أسماك الزينة ذات الألوان المختلفة وصقل الهواية من خلال تكرار التجارب لتطوير الأحواض السمكية، وبدأ يبيع هذه الأسماك التي لاقت إقبالا كبيرا من ذوي الاهتمام لكونها فكرة جديدة في السوق المحلي بإدارة عمانية. ويضيف الهوتي: إنَّ سمك البلطي هو أحد أصناف الأسماك القشرية التي تشمل ما يزيد على 100 نوع أهمها البلطي الزيلي والبلطي الأزرق والبلطي الأبيض والبلطي النيلي. ويتواجد البلطي الأسود ذو المذاق المميز في المياه العذبة قليلة الملوحة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في كل من أمريكا الجنوبية ومناطق إفريقيا وفي نهر النيل المصري كذلك في جنوب آسيا والهند، مما يجعل تربية هذا النوع من الأسماك مناسبا للمزارع لقدرتها العالية على العيش في أحواض ذات تركيز أكسجيني منخفض وتعايشها بدرجة حرارة السلطنة ونسبة ملوحة مناسبة مقارنة بطقوسها الأصلية وتكيفها مع نمط الغذاء المناسب وكلها من عوامل نجاح المشروع. ويمتاز هذا النوع من الأسماك بكثافة الطلب عليه في معظم دول العالم؛ إذ يُعد من الأنواع الأكثر استهلاكا في العالم نظرا لرخص ثمنه، وهي إسماك جيدة للاستهلاك المباشر ولا تحتوي على عظام ضمن الأنسجة اللحمية.
قيمة غذائية مرتفعة
وعن قيمته الغذائية، يقول الهوتي: إنَّ البلطي كسائر المأكولات البحرية يحتوي على كميات عالية من البروتينات، ويساعد على بناء العضلات والأنسجة والنمو السليم لها حيث يفيد في إنقاص الوزن الزائد لاحتوائه على نسبة قليلة من السعرات الحرارية والدهون مقارنة بالنسبة العالية للبروتين الصحي مما يساعد على مكافحة السمنة المفرطة.
واستطاع الهوتي تحقيق العديد من الإنجازات على المستوين الفردي والجماعي الذي كان يحلم به، وهو حصاد أول دفعة من أسماك البلطي بالسلطنة بمجموع كلي ألف وخمسمائة كيلو جرام كأول حصاد من المزرعة، وشارك في عدة ندوات ومؤتمرات محلية ودولية لتبادل الخبرات في هذا المجال. كما شارك الهوتي في اجتماع رواد الأعمال بديوان عام الريادة (الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) بين حكومتي سلطنة عمان وجمهورية مالطا، وتمثيل الجانب العماني في قطاع الاستزراع السمكي لتوسيع وبحث التعاون التجاري والصناعي بين الدولتين. كما مثل الهوتي الجانب العماني بالقطاع السمكي في اجتماع آخر بديوان عام الريادة (الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة) مع الجانب الإيطالي، وترأس الاجتماعيْن معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة.
تحديات بداية المشوار
وعن التحديات التي واجهته، وكيف تغلب عليها في بداية مشواره، يقول الهوتي: بتوفيق من الله تخطيت جميع العقبات. ومن أكثر التحديات التي واجهتني هي تعريف السوق العماني بسمك البلطي وكيفية تسويقه. ويقول مروان: إنَّ أهدافه تتمثل في أن تكون شركته الخاصة رائدة في مجال إنتاج أسماك البلطي على المستوى المحلي وتمثيل السلطنة في محافل دولية في مجال الاستزراع السمكي لانتاج اسماك البلطي وريادة الأعمال. وأضاف: أتمنى أن تكون لمزارع الاستزراع السمكي في السلطنة مكانه بارزة في السوق المحلي، وأن تخصص الفنادق السياحية بمطاعمها الداخلية وجبات من أسماك البلطي المحلية لتشجيع الشاب العماني أصحاب المزارع السمكية والاستغناء عن استيراد تلك الأصناف من الأسواق الاقليمية.
وأعرب مروان الهوتي عن أمله في أن يوجه الشاب العماني استثماراته إلى السوق المحلية ونشر ثقافة ريادة الأعمال، في ظل التوجه الجديد للدولة لدعم العاملين في هذا القطاع، وتحفيزهم لتطوير مؤسساتهم والمساهمة في تعزيز مصادر الدخل وإيجاد فرص عمل مناسبة للشاب العماني الباحث عن عمل. واختتم الهوتي بتوجيه نصيحة للشباب للعماني مفادها أن أي فشل هو بداية مشوار النجاح.