"صوت عمان".. دور بارز في تعزيز الولاء والانتماء

سارة البريكية

شهدت السلطنة منذ انبلاج فجر النهضة المباركة تحولات كبرى أكدت على عمق العلاقة والشراكة والحب بين القيادة والشعب، وأظهرت في مجملها عمق التلاحم الرسمي والشعبي بين هذين القطبين اللذين نأيا بالبلد عن الفتن، وأخذت الأمور منذ بداية سبعينيات القرن الماضي تسير بوتيرة متسارعة نحو جعل عمان دولة عصرية بكل المقاييس، وبلد يحتل مكانة مرموقة بين دول العالم أجمع.

ومنذ ذلك الوقت كانت خطط الإنماء والتعمير والاهتمام بالإنسان العماني على اعتبار أنه محور التنمية وهدفها، تمضي في طريق معلوم مداه، فأقيمت المشاريع الحيوية والمهمة ذات العلاقة بخدمته وإسعاده، وشرعت الأخيرة في الازدياد والتنامي حتى شملت كافة ربوع السلطنة، بينما في المقابل كان الإنسان العماني وفي أكثر من موقع وميدان مشمرا عن ساعد الجد والاجتهاد؛ ليكون عند مستوى الآمال والتطلعات والطموحات التي وضعت فيه بأن يكون سندًا للبلاد وعونًا لمسيرة التنمية الشاملة، وفردًا صالحًا وداعمًا وناصرًا للمساعي الحثيثة التي تبذل وتنجز من لدن القيادة الرشيدة والحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم يحفظه الله ويرعاه.

واستكمالا للتكاتف والتلاحم المعهود بيننا نحن العمانيين، فإنّ التنافس لخدمة عمان بجد وإخلاص، هو السمة الغالبة على مختلف شرائح المجتمع كل وفق قدراته وإمكانياته، وترجمة لذلك فقد ظهر الإعلام الخاص الموجه، كواحد من المجالات المؤثرة، وهدف لخدمة عمان وأهلها؛ عاكسا بذلك في لحمة وطنية وعلى أكثر من صعيد إسهام ودور هذا القطاع في رقي وتطور هذا البلد.

وإذا ما علمنا أنّ المجال الإذاعي يعنى بالعديد من القضايا ويتصدى للكثير من المعيقات، فإنّ إذاعة صوت عمان تأسست منذ سنوات بجهود ذاتية، وجاءت هذه الإذاعة المحليّة الفتية لتضرب أروع الأمثلة في تعزيز روح الولاء والشراكة المجتمعية، وترسيخ الانتماء لهذا الوطن وقائده المفدى، وهذا يعتبر إنجازا، وخطوة في اتجاه رد ولو جزء بسيط من الجميل والدين للوطن وسلطانه المفدى.

إنّ ما تبثه هذه الإذاعة التي اعتز بها كثيرًا، من أغانٍ وأناشيد وطنية حماسية وخطابات وكلمات ساميه للمقام السامي على مدار اليوم، إنّما هو عمل كبير ونهج حميد ورائع من القائمين عليها والمسؤولين عنها، يعبر عن مدى إحساسهم وشعورهم بالحب الفياض للوطن الغالي ومولانا جلالة السلطان قابوس يحفظه الله ويرعاه.

إنّ بلدنا عمان دولة تؤمن بأهميّة دور المواطن وقدرته في تعزيز المكتسبات ومؤازرة الجهود المبذولة من قبل الحكومة، وتؤكد بين الفينة والأخرى في كل المحافل والمناسبات على ذلك، مقدرة عاليا ما يقدمه ويقوم به أبناء عمان البررة في كافة المجالات، وإذاعة صوت عمان التي تعتبر الإذاعة الأولى في السلطنة من خلال إثرائها المشهد السمعي في بلادنا عمان، بما يغرس الولاء ويعزز الانتماء والوطنية بين فئات المجتمع، جاءت منذ سنوات طويلة لتكون صوتا حاضرًا على مدار الساعة، متغنية بقابوس السلام والوئام، قابوس الخير والعطاء والنماء، وممجدة لرجل المحبة والتسامح محقق الأمان جلالته يحفظه الله ويرعاه.

إنّ ما تبثه إذاعة صوت عمان خلال أربع وعشرين ساعة وما يشنف الآذان عند سماعه، إنّما هو نهج محمود وخطوات جبارة يشكر المسؤولين عنها، وهو توجه غاية في الروعة والجمال، إذ بما تبثه يوميًا يستنهض هممنا ويشعل الحماس في نفوسنا.

إنّه بعد مضي حقبة من إنشائها وتأسيسها فإنّها تؤكد اليوم وبما لا يدع مجالا للشك، بأنّ الشعور بالفخر والانتماء إلى هذا الوطن والإسهام في دعم تنميته ومسيرته المظفرة والارتقاء بالوطن ومقدراته، هي مسؤولية جسيمة وواجب وطني يحتمه الحس الوطني والشعور بالحب والعشق لعمان، والانتماء إليها كيانًا ووجدانًا وروحًا، وما نسمعه من جودة ورقي فيما تقدمه، فإنّ هذا دليل آخر على خبرة مسؤوليها والقائمين عليها في مجال علوم الإعلام السمعي.

في الختام أقول كلمة حق بأن إذاعة صوت عمان وما تبثه من أغان وأناشيد وطنية وأقوال وأحاديث وخطابات عاهل البلاد المفدى، فإنّها بذلك أصبحت منبرًا إعلاميًا مسموع بلهفة وشوق، ذلك لأنّها تعزز فينا وبشكل يومي مشاعر الفخر والاعتزاز والحب لهذا الوطن الغالي الذي نعيش على ترابه الطاهر وننعم بخيراته، وتحفزنا ببثها المتواصل لتحقيق المزيد من الإنجازات والتفاؤل بمستقبل زاهر وعطاء أكبر، مقدمين شكرنا لمسؤوليها الذين نقول لهم لكم عاطر التحايا على ما صنعتم، وكل الشكر والتقدير على ما قدمتم، فبحق إنكم أبدعتم وأحسنتم العمل والاختيار، وإذاعة صوت عمان الرائعة تتحفنا وتمتعنا بما تقدمه إلينا، سائلة الله سبحانه وتعالى أن يديم على هذه البلاد المباركة فضله وكرمه، وأن يحقق ما يصبو إليه الجميع من آمال وتطلعات إنّه سميع مجيب.

Sara_albreiki@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك