بين التغيير والتجديد

محمد العليان

مرَّت الرياضة العُمانية -خاصة كرة القدم- بتراجع كبير ومخيف.. خاصة خلال الـ9 سنوات الماضية؛ لتجد نفسها في الوقت الحالي -خاصة بعد إخفاق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، ومن قبله منتخبات المراحل السنية المختلفة- أمام ردة فعل غاضبة وقوية من الوسط الرياضي كجماهير وإعلام، خاصة بعد ضياع حلم التأهل للتصفيات النهائية لبطولة كأس العالم 2018 في روسيا. وهناك أمل جديد بعد، رغم أنَّ المعطيات تقول بأنه على الأقل يُمكن التأهل لكأس آسيا مباشرة.

وقد أفرزت ردة الفعل هذه المطالبة بالتغيير والتجديد بعد 9 أعوام من الإخفاقات التي فاقت الإنجازات، وأنه حان الوقت للتجديد وترك الفرصة للآخرين بعد مخاض طويل عاشته الكرة العمانية ولأول مرة في أروقة المحاكم المحلية والدولية ومبنى الفيفا من مشكلات وتوقيفات وشكاوى واعتراضات إلى يومنا الحالي لم تمر به الكرة العمانية من قبل. ورغم هذا كله لا يزال اتحاد الكرة يطلق الوعود الوردية والخطط المستقبلية حتى العام 2022م، إضافة الى عقد ندوة خاصة ودولية لتطوير الكرة العمانية.

وسؤالي هنا: "ماذا كنتم تفعلون خلال الـ9 أعوام الماضية؟ وهل بهذا المستوى قادرون على تحقيق الإنجاز وتغيير الصورة المظلمة للكرة العمانية؟ وحتى الصناعة المزدهرة لم تظهر على الأندية ولا المنتخبات ولا المسابقات...وغيرها، بل تكبدت الأندية مبالغ مالية كبيرة بسبب دوري المحترفين ووعوده ولم تستلم مستحقاتها، ولا هي زادت لتغطي العجز في موازنة الأندية. ورغم الدعم المقدَّم لاتحاد الكرة، إلا أن هدره وصرفه ولم يلتزم بالاستفادة منه، بل زادته مديونيات وخسائر مالية كبيرة بتعاقدات اتحاد الكرة مع المدربين والخبراء والمستشارين الأجانب وغيرهم دون الاستفاده منهم، وفي النهاية تكبد الاتحاد مبالغ مالية. من هذا كله تتضح الصورة أكثر تحت أشعة الشمس، وتبقى الحقيقة المرة التي تطل برأسها من نافذة سوداء وقاتمة من الفشل والإخفاقات المتواصلة للكرة العمانية؛ حيث الإخفاقات تجاوزت النجاح في عددها بلغة الأرقام والبطولات.

وإذا كان البعض يتعلل بالإمكانيات وعدم توافرها، نقول له منتخبات العراق منذ 10 سنوات وهي تنافس على كل البطولات المختلفة رغم الظروف التي تمر بها من ظروف مالية وضعف الإمكانيات، إضافة إلى المنتخب السوري الحالي والذي تأهل لنهائيات كأس العالم من التصفيات ومباشرة لكأس آسيا.. تاهلت هذه المنتخبات من تحت الركام ولم تصب بالشلل.

إن الوضع الحالي، يؤكد أن اتحادنا يعاني من سوء في الإدارة، إضافة لإخفاقه في عدد من الملفات المهمة خاصة عضوية الفيفا والاتحاد الآسيوي. ورغم كل هذا لا يزال بيننا من يصر على تغطية المكشوف بكل الوسائل لإرضاء نفسه على حساب الكرة العمانية. إن من يجيد صناعة المبررات هم الأقل إنتاجية وقدرة على تجاوز الأخطاء؛ لأن قاعدة التصحيح تقول "إن من يريد أن يبني للمستقبل جيدا، عليه أن يفكر وبشجاعة في كيفية العبور من الأزمة أولا نحو مرحلة التعافي".

--------------------------

آخر الكلام: "البعض ذكاؤه يسبق شخصيته، والبعض الآخر شخصيته قوية وهو في ذروة لحظات الضعف".

تعليق عبر الفيس بوك