الوفود التجارية.. بين البروتوكول والأهمية الاقتصادية

 علي بن بدر البوسعيدي 

تتواتر الأخبار -وتتبعها عدسات الكاميرات- دوما عن الزيارات الثنائية والوفود التجارية، سواءً أولئك ممن يحلون ضيوفا على السلطنة، أو من تكون بلدانهم هي الحاضن لمحادثات التعاون بين الطرفين.. وبقدر ما نطالعه في هذا الشأن من تغطيات، تقفز أمام الأعين تساؤلات "مشروعة" حول جدوى تلك الزيارات، ومدى تحقيقها للمرجو منها، وعوائدها على اقتصادنا الوطني. 

صحيح أنَّ القطاع الاقتصادي بأكلمه يقف بكل تقدير واحترام للجهود الحكومية المبذولة للترويج لبيئة الأعمال والفرص الاستثمارية المتوفرة في السلطنة، ووضع بلادنا على خارطة الاستثمارات العالمية، إلا أن المواطن من حقه أن يطلع على حجم العائد من تلك الزيارات؛ وهل انعكست بالفعل إيجابا على التمثيل الفاعل لاقتصادنا الوطني، وحماية مصالح القطاع التجاري، وتوفير خدمات مميزة بهدف المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة، أما أنها لا تزال في طور الزيارات المتبادلة فقط؟! 

وفي هذا السياق، نشيد بالدور الذي تضطلع به غرفة تجارة وصناعة عُمان والجهد المقدَّر الذي تقوم به، حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا ونسمع عن وفد تجارى من الغرفة يزور إحدى البلدان سواءً الشقيقة أو الصديقة، لرفع مستوى تمثيل القطاع التجاري والذي ينعكس بدوره على حجم القطاع وأهميته.. وهذه واحدة من أهم أهداف الغرفة؛ إذ تقوم رسالتها على إيجاد وسائل وآليات تعمل على تحسين بيئة الأعمال من خلال المشاركة والمبادرة بتطوير البيئة التشريعية والتأثير في القوانين والسياسات الاقتصادية والتجارية المتعلقة بالأعمال، من خلال تبادل الخبرات مع الآخرين، والانفتاح على العالم؛ لخلق بيئة مناسبة للتطوير والنماء. 

ونقطة أخرى يجب الالتفات إليها؛ وهي مدى قدرة الوفد العُماني المشارك في تلك الزيارات (أيًّا ما كانت الجهة التي يُمثلها) على نقل صورة الاستقرار السياسي والاقتصادي في السلطنة، إذ إن ذلك يعتبر أمرًا في غاية الأهمية؛ خصوصا مع حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الوسط، إضافة إلى ما تنتهجه حكومتنا الرشيدة من خطوات إصلاح على مختلف المستويات، وفق الرؤى السديدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه. 

.. إنَّ السلطنة اليوم باتت تحتل مكانة مرموقة في عين العالم، ويُنظر إليه بكل تقدير واحترام؛ لما تتمتع به من أمن واستقرار وبيئة حاضنة للأعمال والتجارة وموقع جغرافي إستراتيجي فريد يجعلها مركزا عالميا يلتقي فيه الشرق والغرب، خصوصا مع ما تتوافر عليه من مناخ جاذب ومشجع للاستثمار، وهو ما يجب أخذه في الاعتبار قبل الشروع في وضع برنامج الزيارات الخارجية؛ حتى لا تكون مجرد زيارات سياحية بعيدا عن الأهداف المرسومة لها. 

تعليق عبر الفيس بوك