"الفيفا" ومعركة العرب الخاسرة

مجيد العصفور

لم يستوعب المترشحان العربيان لمنصب رئيس الفيفا الأمير علي والشيخ سلمان، درس التجارب العربية السابقة على صعيد الانتخابات للمناصب الدولية.

لقد كان نصب عينهما تجربة المرحوم الدكتور غازي القصيبي، عندما خاض تجربة غير ناجحة أمام مرشح اليابان وكان الفرق بينهما أن الأول دخل السباق متاخراً دون إعداد جيد، بينما كان الأخير يستعد للجري منذ ٥ سنوات.

الشيخ والأمير تناسيا أن مثل هذه الانتخابات لا يتم التنافس فيها بالشعارات أو العواطف الجياشة فقط؛ إنما يجب أن يراعى فيها موازين القوى ومصالحها خاصة تلك الأوربية والأمريكية، فأصحاب المصالح لا يمكن أن يفرطوا في مكاسبهم الكبيرة التي حققوها منذ زمن بعيد.

والمتابع للأمر يعلم جيدا أن هناك أسرارا كثيرة لم يفصح عنها في انتخابات الفيفا الأخيرة، وذلك الأمر يحتم على العرب عموماً أن يستفيدوا من هذا الاخفاق الجديد، فعليهم أن يبدأوا من اللحظة الإعداد الجيد لمعارك المستقبل بعقلية مغايرة، وأسلحة متطورة، وعليهم أن يتعلموا أين الخلل، وأين مناطق القصور، بدلاً من ممارسة جلد الذات ولعن الظلام، وتصدير نظرية المؤامرة.

ولنا أن نسأل لماذا أصر الشيخ والأمير أن يدخلا معاً معركة تكسير العظام، وهم يعلمان جيدا أن منافستهما أمام بعضهما تعني خسارة الاثنين، فكان من الحمة أن يتم التنسيق فيما بينهما، ويتنازل أحدهما للأخر، وكان هذا الأمر يسيرا جدا، وكان طبيعيا أن نرى رئيسا عربيا لأهم اتحاد رياضي في العالم.

تعليق عبر الفيس بوك