اتفاق الهدنة يوقف معظم المعارك في سوريا.. وضربات جوية للتحالف لصد هجمات "داعش" على تل أبيض

المعارضة تتهم القوات الحكومية بقتل 3 مسلحين.. والجيش ينفي خرق وقف إطلاق النار

< مبعوث الأمم المتحدة يحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال

< التليفزيون السوري: مقتل شخصين في تفجير سيارة ملغومة بمحافظة حماة

بيروت - رويترز

توقَّف القتال في معظم مناطق غرب وشمال سوريا، أمس، بعد بدأ سريان وقف للأعمال القتالية بموجب خطة أمريكية-روسية قبلتها الأطراف المتحاربة في الصراع الدائر منذ خمس سنوات، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها أفضل بارقة أمل في السلام. وتقضي الخطة الأمريكية-الروسية -التي قبلتها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، والكثير من خصومه- بأن يتوقف القتال حتى يتسنى وصول المساعدات للمدنيين وبدء المحادثات لإنهاء الحرب التي قتلت أكثر من 250 ألف شخص وشردت 11 مليونا.

والهدنة تتويج لمساع دبلوماسية جديدة سلطت الضوء على ساحة القتال التي تغيرت بشدة بعد أن انضمت روسيا للحرب في سبتمبر بضربات جوية تهدف إلى مساعدة الأسد. والاتفاق الهش هو الأول من نوعه منذ أربعة أعوام وإذا صمد فسيكون أنجح هدنة في هذه الحرب حتى الآن، لكن هناك الكثير من الثغرات في الاتفاق الذي لم توقعه الأطراف السورية المتحاربة بشكل مباشر كما أنه أقل إلزاما من اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار. وهو لا يشمل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وذكر قائد جماعة سورية معارضة أمس أن القصف الحكومي توقف في بعض المناطق لكنه مستمر في مناطق أخرى ووصف الأمر بأنه انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

وفي السياق، قال فارس البيوش قائد جماعة فرسان الحق التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر لرويترز: "هناك مناطق توقف القصف فيها، ولكن هناك مناطق حصلت فيها خروقات من قبل النظام كمنطقة كفرزيتا في حماة عن طريق استهدافها بالمدفعية وكذلك مورك في الريف الشمالي لحماة. نحن نترقب الوضع وملتزمون بالهدنة من قبل تشكيلات الجيش الحر." وأضاف "إن استمرت هذه الخروقات فقد تؤدي إلى انهيار الاتفاقية".

وقالت جماعة جيش الإسلام إن القوات الحكومية أسقطت برميلين متفجرين وفتحت النار على مواقعها أمس ضمن انتهاكات عديدة لاتفاق وقف الأعمال القتالية في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق. كما قال مقاتلو معارضة سوريون في شمال غرب سوريا إنهم تعرضوا لهجوم من القوات البرية الحكومية في الرابعة فجر السبت. لكن سيرجي رودسكوي وهو مسؤول كبير بالقوات المسلحة الروسية قال إن روسيا علقت الضربات الجوية في "منطقة خضراء" في سوريا تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال القتالية.

وحثت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا مقاتليها يوم الجمعة على تكثيف هجماتهم على الحكومة وحلفائها مما يزيد من المخاطر التي تواجه الاتفاق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال احتدم في مناطق كثيرة بغرب سوريا إلى أن بدأ سريان الاتفاق. وأضاف أنه بعد منتصف الليل ساد هدوء مناطق كثيرة من البلاد.. وقال التليفزيون السوري إن شخصين على الأقل قتلا وأصيب آخرون أمس عندما انفجرت سيارة ملغومة عند مدخل بلدة بمحافظة حماة. ووقع التفجير في بلدة سلمية شرقي مدينة حماة بعد ساعات من بدء سريان وقف الأعمال القتالية في سوريا بموجب خطة أمريكية روسية.

ولا يشمل الاتفاق تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقالت الحكومة السورية وموسكو إنهما ستواصلان العمليات القتالية ضد متشددي التنظيم والجبهة. ودعت جبهة النصرة إلى تصعيد الهجمات. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن الهدوء ساد الكثير من المناطق بعد بدء سريان الاتفاق. وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية نفذ الهجوم بالسيارة الملغومة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لرويترز إن هذا الهجوم ليس انتهاكا لوقف إطلاق النار لأنه وقع في منطقة لا يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية. وتعتبر سلمية جبهة قتال بين القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المرصد إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ عشر ضربات جوية أمس في مسعى للتصدي لهجوم تنظيم الدولة الإسلامية على بلدة تل أبيض على الحدود بين سوريا وتركيا. وأضاف أن 45 على الأقل من مقاتلي الدولة الإسلامية و20 من أفراد وحدات حماية الشعب الكردية السورية قتلوا في الهجوم الذي لا يزال دائرا.

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية ومصادر أمنية تركية ولرويترز إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا أمس بلدة تل أبيض الخاضعة لسيطرة الوحدات والواقعة على الحدود مع تركيا وبلدة سلوك القريبة منها.

وقال خليل إن بعض المهاجمين تسللوا من الحدود التركية إلى الشمال، أمس، مكررا اتهامات بأن تركيا تدعم التنظيم. ونفت تركيا مرارا هذا وقالت قوات الأمن إن الإجراءات التي اتخذت في الآونة الأخيرة لمنع العبور بشكل غير مشروع تجعل من المستحيل دخول المهاجمين من تركيا. وأضاف خليل أن مهاجمين آخرين تسللوا من الجنوب وأن عشرات من مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا.. وقال مقاتلو معارضة سوريون في شمال غرب سوريا إنهم تعرضوا لهجوم من القوات البرية الحكومية في الرابعة فجر السبت، ووصفوا الأمر بأنه انتهاك لوقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ منتصف الليل.

وكانت الحكومة السورية أعلنت أنها ستحترم الخطة التي وضعتها روسيا والولايات المتحدة لكنها ستواصل قتال جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وتنظيم الدولية الإسلامية واللذين لا يشملهما اتفاق وقف إطلاق النار. وقال أحمد "طبعا يعتبر خرقا. حاليا النظام أوقف الهجوم." والفرقتان الساحليتان الأولى والثانية جزء من الجيش السوري الحر وهو تحالف فضفاض يضم جماعات مقاتلة.

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، أمس، إنه يتوقع حدوث "سقطات" في وقف العمليات القتالية، وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال. وأضاف ستافان دي ميستورا "فلنبتهل لنجاحها لأن هذه بصراحة أفضل فرصة يمكن أن نتخيل حصول الشعب السوري عليها خلال السنوات الخمس الأخيرة كي يرى شيئا أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام". وقال دي ميستورا للصحفيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع من خلال اتصال عبر الفيديو "هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات " في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف أن "النقطة المهمة هي ما إذا كان سيتم السيطرة واحتواء هذه الحوادث بسرعة. هذا سيكون الاختبار."

وقال إنه وردت تقارير عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون الدقائق القليلة الأولى من وقف القتال ولكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة. وإن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل. وستلتقي الدول التي تدعم عملية السلام في سوريا في جنيف لتقييم وضع وقف العمليات القتالية.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة على استمرار العمليات القتالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وجماعات أخرى تعتبرها الحكومة السورية إرهابية. وقالت الولايات المتحدة إن الوقت حان كي تثبت روسيا جديتها بشأن وقف القتال من خلال احترام التزام بعدم مهاجمة الجماعات السورية التي تشكل جزءا من المعارضة المعتدلة.

وهناك حاجة ماسة لوقف القتال من أجل توصيل المساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا. وتم تسليم مساعدات لبعض المناطق المحاصرة في سوريا هذا العام في سلسلة من الاتفاقات الخاصة بأماكن محددة ولكن الأمم المتحدة تطالب بالوصول لكل السوريين الذين يحتاجون لمساعدات دون أي عائق. ودعا الصليب الأحمر إلى وقف الحرب التي تشارك فيها الآن معظم القوى الإقليمية والعالمية.

تعليق عبر الفيس بوك