مهرجان مسقط يمزج مفردات التراث والثقافة والفنون والحضارة في خلطة فريدة تبرز جماليات "المدينة العامرة"

محفل سنوي يتجدّد بباقات ترفيهية متعددة وترويج للسياحة المحلية بأدوات مبتكرة

أسعار دخول رمزية لإتاحة الفرصة أمام الجميع للمشاركة

استعدادات مبكرة لبلدية مسقط وراء النجاح المبهر للفعاليات

مناشط متعددة لإبراز التراث العماني والاحتفاء بالفنون التقليدية

استعراضات فلكلورية تسلط الضوء على فنون الشعوب الصديقة

فعاليات متنوعة تناسب مختلف الفئات العمرية

مسقط - العمانية

انطلقت فعاليات مهرجان مسقط 2016م، تحت شعار "عِش عمان" بكل تفاصيلها وجمالياتها، والذي يقام خلال الفترة من 14 يناير وحتى 13 فبراير، في 30 يوما من الترفيه والإبهار والمتعة والإثارة والمرح.

وتعددت مواقع مهرجان مسقط لهذا العام لتشمل إضافة إلى الموقعين الرئيسيين حديقة العامرات العامة وحديقة النسيم العامة مسرح المدينة ونادي عُمان للسيارات ومتنزه كلبوة ومسارات الطواف في عدد من محافظات السلطنة، وجمعية الكتاب والأدباء وجمعية التصوير الضوئي وجامع السلطان قابوس الأكبر والنادي الثقافي وعدد من المعارض والأروقة والساحات .

وتفتح كل من حديقة العامرات وحديقة النسيم أبوابها أمام الزوار ابتداءً من الساعة الرابعة عصرا وحتى 11 مساء طيلة أيام المهرجان عدا أيام الإجازات الأسبوعية، حيث يستمر الوقت المخصص للزيارة حتى 12 ليلاً للاستمتاع بفعاليات وأنشطة المهرجان، برسوم دخول رمزية وهي 200 بيسة للكبار و100 بيسة للأطفال يتم الحصول عليها من مكاتب مخصصة توجد بالقرب من بوابات الدخول .

إعداد مبكر

وقد قامت بلدية مسقط بالإعداد المبكر لهذا المحفل السنوي والتجديد والتنويع ضمن باقات ترفيهية وثقافية ورياضية وسياحية واقتصادية وعلوم وفنون ومسابقات وإثراء عائلي تلبي التطلعات وتروج للسلطنة وتفيد كافة شرائح المجتمع وزوار المهرجان .وقد تمت الاستعانة في وضع التصورات والأفكار والمرئيات لهذا المهرجان بمشاركة مجتمعية والرجوع إلى الدراسات والإحصاءات السابقة للمهرجان، وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على التجديد وإعطاء مساحات أكبر للفعاليات التي تجذب الزائر والتي تعنى بالطفل والأسرة، وبترسيخ مبادئ الهوية العمانية، إضافة إلى استحداث معرض تقليدي يركز على أهم الاختراعات الإسلامية خلال ألف عام، والقرية المضاءة، وقرية الأدغال، وقرية الديناصورات ومدينة الملاهي للأطفال.

وتتضمن فعاليات حديقة العامرات مجموعة من الأنشطة والفعاليات من ضمنها القرية التراثية العمانية، وهي تجسيد واقعي للقرى العمانية، كما تعد القرية متحفًا مفتوحًا لكافة الزوار لما تقدمه من مشاهد حية تختزل الزمان والمكان لاكتشاف روعة التراث وثرائه وتنوعه، كما تتضمن القرية مسابقة للفنون التقليدية (الحضرية والحماسية والبحرية)، بالإضافة إلى السوق الشعبي، وركن المأكولات التقليدية التي يحرص الزوار على تذوقها، بهدف الترويج للتراث العماني .

كما يوجد بحديقة العامرات معرض "ألف اختراع واختراع" وهو عبارة عن مؤسسة تعليمية ببريطانيا هدفها الاحتفاء بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية لمدة ألف عام من القرن السابع الميلادي، وجمع كافة المؤلفات للمسلمين باختلاف مواطنهم وعصورهم، ويقوم بتقديم روض حول العالم تعطي نبذة عن العصر الذهبي للحضارة الإسلامية وأهم منجزاتها العلمية والثقافية من خلال أفلام ومسرحيات وألعاب وعرض للشخصيات وغيرها من الفعاليات.

ويشتمل معرض "ألف اختراع واختراع" على قاعتين تعرض الأولى فيلماً عن أهم الشخصيات التاريخية البارزة في الاختراع والاكتشاف في مختلف جوانب الحياة، وبها سبعة عشر جناحا يختص كل جناح بعلوم معينة وأهم علمائها من المسلمين، بوجود شخصيات تجسد أدوار العلماء وتشرح منجزاتهم، كما خصص بالمعرض قاعة للعالم " الحسن بن الهيثم " للتعرف على أهم منجزاته واكتشافاته، ويتضمن كذلك العديد من الحلقات للأطفال والكبار ومكتبة وغيرها من الفعاليات.

استعراضات فلكلورية

كما يتواجد بحديقة العامرات عروض يومية للفرق الاستعراضية الفلكلورية الشعبية من الهند ولبنان وكازاخستان وتركيا والفلبين، ومتنزه فنون التسلية، وعروض الساحة والمسرح المتنوعة ( اللهب والأكروبات والتوازن والخدع البصرية والشخصيات الكرتونية والدراجات النارية) ومن الفعاليات المضافة للحديقة قرية الديناصورات، وقرية العلوم والمعرفة للأطفال والأسر.

ويتوفر بحديقة العامرات السوق العماني الذي يختص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتها بغرض التسويق، حيث تتواجد في السوق العديد من المنتجات كالحلويات والسلع الغذائية والملابس والعطور والبخور والأزياء العمانية، والمنتجات الفنية، والعديد من المعروضات، ويتيح المهرجان الفرص أمام أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أرجاء السلطنة كافة.

وتحتضن حديقة النسيم العديد من الفعاليات والمعارض منها المعرض التجاري وقرية الأسرة ومسرح الطفل الذي يضم العديد من الفعاليات اليومية الممتعة والشيقة للأطفال والتي يشارك فيها الأطفال بإبراز إبداعاتهم في الفنون والعلوم، إلى جانب برامج مجتمعية تثقيفية في الزراعة والرياضة وغيرها، كذلك متنزه الفنون والتسلية وهو متنزه متكامل يجمع عدداً كبيراً من الألعاب الكهربائية والإلكترونية، بالإضافة إلى قرية الأدغال، والقرية المضاءة، بالإضافة إلى مشاركات المؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات .

وتقام بالمهرجان العديد من الفعاليات الثقافية بين حلقات العمل والأمسيات الثقافية والأدبية والمحاضرات والملتقيات والجلسات الحوارية والندوات، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية كعروض السيارات والدراجات، والعروض البحرية، وعروض التاتو، والمسابقات المائية، وأسبوع إحياء التراث العمانية .

وتبرز خلال المهرجان الكثير من الموروثات العمانية التقليدية والتي تمثل التراث وتعبر عن الأصالة التي يعتز بها الإنسان العماني باعتبارها نموذجًا حياً وصورة على الطبيعة يعيشها أبناء هذا الوطن من الجيل الحاضر كما يبرز للسائح أو الزائر من خارج السلطنة الصورة الحقيقية لواقع حياة المجتمع العماني الذي يحوي عادات وتقاليد وموروثات أصيلة وجميلة عريقة عبر التاريخ.

ويركز المهرجان على كافة الفعاليات ولمختلف فئات المجتمع؛ حيث هناك الفعاليات العامة التي تتناسب مع كافة الفئات، وهنالك الفعاليات التخصصية التي تعنى بفئة من فئات المجتمع كفعاليات الأطفال والألعاب والترفيه، وهنالك الفعاليات العلمية التي تتناسب مع الكبار والصغار بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية والأدبية، ويحافظ المهرجان على الهوية العمانية وإظهار مكنونها وإرثها من الحرف والمهن، ويتوفر سوق للأطعمة العمانية التي تطهى في القرية التراثية ويقتنيها الزائر فور الانتهاء من طهيها، وتلاقي الأطعمة العمانية إقبالا كبيرا لاسيما الحلوى العمانية والوجبات الخفيفة .

ويسهم المهرجان إسهاما كبيرا في مجال تبادل الثقافات، حيث يشارك في المهرجان العديد من الدول من خلال الفرق الفلكلورية وعروض الخفة والأكروبات وعروض اللهب والتوازن وعروض الإبهار وغيرها، ويتعرف زوار مهرجان مسقط على أهم معالم تلك الدول المشاركة وأهم مكنوناتها الثقافية والفكرية والفنية.

يشار إلى أنّ المهرجان يشهد يوميا إطلاق عروض الألعاب النارية في حديقتي العامرات والنسيم عند الساعة الثامنة والنصف مساءً، لإضفاء المزيد من أجواء الإبهار والامتاع للزوار.

تعليق عبر الفيس بوك