عمل المرأة قد يجلب الضُّرة!

طالب المقبالي

لا شك أنني قد أفتح على نفسي جبهةً يصعُب غلقها من النساء العاملات، وأنا أعي وأدرك ذلك، لكن الذي لا تدركه بعض النساء العاملات والذي يغيب عن ذهنهن أن عمل المرأة قد يجلب لها المال والضُّرة في آن واحد، وقد يتسبب في انحراف الأزواج.

وأنا أعي تماماً أنَّ هناك من ستغمض عينيها قبل قراءة هذا المقال بمجرد قراءة العنوان؛ لأنها غير مستعدة للاستماع إلى الجوانب التي قد تفتح عينيها وتجعلها امرأة عاملة وزوجة ناجحة في آن واحد.

أنا لا أدعي المعرفة في تفنيد هذه الأمور وإيجاد الحلول الناجحة لها، لكن طبيعة عملي السابق عرَّفتني على كثير من المشكلات التي أدت في كثير من الأحيان للجوء الزوج للزواج بأخرى أو الانفصال، أو تسبَّبت في انحراف الزوج.

فكما أن المرأة تكره أن تكون لها ضرة تشاركها حياتها الزوجية، فكذلك الرجل يكره أن يكون له شريك يشاركه اهتمام زوجته له، ولعل ضُرَّة الرجل هنا ليست زوجة أخرى لزوجته؛ لأن الدين الحنيف أحل تعدد الزوجات للرجل وحرم تعدد الأزواج للمرأة؛ وبالتالي فإن ضُرَّة الرجل هو عملها.

لا شكَّ أنَّ من حقِّ المرأة أن تعمل وأن تشارك أخاها الرجل في هذا الميدان، وأنْ لا يقتصر دورها في الحياة على المطبخ وتربية الأبناء، وإن كانت الفطرة تقتضي ذلك، فأنا لست ضد عمل المرأة والدليل على ذلك أن زوجتي تعمل، وأنا سعيد بذلك كونها تشغل وقت فراغها، في الوقت الذي واءمت فيه بين عملها وبين حياتها كزوجة ناجحة كون ساعات عملها قصيرة؛ فاستطاعت تكملة شؤونها المنزلية في الوقت المتبقي من العمل.

لكن هذا لا يتأتى لكل امرأة عاملة؛ وبالتالي أصبحت عاملة المنزل هي التي قامت بجميع الأدوار التي كانت تقوم بها الزوجة عدا دور واحد لا يمكن للزوجة أن تتنازل عنه لعاملة المنزل مطلقا. فمن طبيعة الحياة أن لا يحلو للرجل طعام إلا من يد زوجته، فما إن يصحو الرجل من نومه يجد الزوجة قد جهزت له الحمام ليستحم، وما إن ينتهي من الاستحمام ويلبس ملابسه تستقبله الزوجة بابتسامتها الجميلة على مائدة الإفطار التي أعدتها بيديها لا بيدي عاملة المنزل.

بعدها يتوجه إلى العمل فتودعه بابتسامتها الصباحية متمنية له التوفيق والنجاح، لتبقى هذه الابتسامة مرسومة بين عينيه وتعطيه الطاقة طوال يومه في العمل وتنسيه المصاعب التي قد تواجهه، واضعاً نصب عينيه أنه سيعود إلى حضن دافئ يستقبله بما ودع به.

فعندما يصل العمل يلتقي زملاءه بابتسامة عريضة وروح مفعمة بالسعادة امتدادا لتلك الابتسامة الجميلة التي ودعته عند خروجه من المنزل. وكذا الحال عندما يعود من عمله تستقبله الزوجة بابتسامتها كالتي ودعته بها وتستلم منه حقيبته وتهنئه بالسلامة.

فبهذا الاستقبال وبهذه الابتسامة والروح المرحة تفتح نفس الرجل لتناول الطعام الذي أعدته له الزوجة التي لم يشغلها عن رعاية زوجها شيء. فتدعوه لتناول الغداء وتكون له آذان صاغية يحكي لها همومه ومتاعبه.

وهنا لا أريد ان أسرد كل الأدوار التي يتطلع إليها الزوج من زوجته، ولكن أقول بأن السواد الأعظم من الرجال محرومون من هذه السعادة، وفاقد الشيء لا يعطيه. وفي الغالب فإن هذه الأدوار قد استلمتها عاملة المنزل الفاتنة في الوقت الذي قد يصادف أن يعود الزوج من عمله قبل زوجته فتستقبله العاملة بابتسامتها كي تكسب وده ورضاه وهو الشيء الذي فقده من أغلى الناس.

ومع هذا يلومون الرجل حين يبحث عن السعادة في مكان آخر طالما أهملته الزوجة بانشغالها عنه بالعمل، فتعود إلى المنزل مرهقة متعبة لا تتقبل حتى سماع كلمة من أحد لضيق نفسها لما عانته طوال اليوم في عملها، فهل يلام الرجل في البحث عن سعادته وراحته في مكان آخر أو البحث عن زوجة أخرى؟

muqbali@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك