مواطنون: إدمان التسوق وعشوائية شراء المستلزمات المنزلية يهددان الاستقرار بين الزوجين

قالوا إن تعريف الزوجة بالقدرات المادية لزوجها بداية لتخطيط الأولويات

المنظري: كثرة الطلبات غير الضرورية موضوع جدل دائم بين كثيرٍ من الأزواج

الغافري: بعض الزوجات لا يراعين الظروف المادية للأسرة ومحدودية الدخل

اليحمدية: غموض الأزواج فيما يتعلق بقيمة الراتب أحد أسباب لامبالاة الزوجات

الرؤية - محمد قنات

أكد عدد من المواطنين على أهمية التفاهم بين الزوجين فيما يتعلّق بترتيب أولويات الشراء من الأسواق بما يتناسب مع الدخل المادي للزوج، وعدم المبالغة من جانب الزوجات في شراء الكماليات التي لا يحتاجها أفراد الأسرة باستمرار، محذرين من الأثر السلبي لإدمان التسوق على استقرار العلاقات الزوجية. وأرجع عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الشأن تلك الممارسات إلى الغيرة بين الصديقات حيث ترغب بعض الزوجات في التباهي أمام الأخريات ولو على حساب الضغوط النفسية التي تشغل بال أزواجهن دون مراعاة الفرق في الدخل بين زوج وآخر. وقالوا إنّ بعض الزوجات اللائي يمارسن تلك العادات ربما عانين من نقص أو حرمان في بيوت أسرهن وهنّ بذلك يسعين إلى تعويض ذلك الحرمان على حساب استقرار حياتهن الزوجية الجديدة.

وقال سالم بن عبد الله المنظري إنّ الزوجات اللائي يكثرن من الطلبات غير الضرورية على أزواجهن بشكل مبالغ فيه يدفعن بالحياة الزوجية إلى منطقة التوتر الدائم وعدم الاستقرار، خصوصًا من يطلبن من الأزواج تلبية طلبات إخوتهن وأخواتهن وما يتعلق بشؤون أسرهن، دون مراعاة للظروف المادية للزوج، مشيرًا إلى أنّ ذلك ربما يرجع إلى معاناة الزوجة من الحرمان في بيت والدها وهي بذلك تعوض ما كان ينقصها على حساب الزوج الذي قد لا تمكنه الظروف المادية من تلبية كل طلباتها.

وأرجع المنظري تلك الممارسات إلى هوس بعض الزوجات بالغيرة من الصديقات المقتدرات مادياً دون إدراك أن ظروف الأزواج وقدراتهم المالية تختلف مما يؤثر على القدرة على توفير الطلبات المنزلية كافة، لذلك يجب علی الزوج توضيح الأمر للزوجة بالطرق الودية وباللطف حيث إنّ الضغط الشديد علی الزوج مادياً ينعكس سلبًا علی استقرار الحياة الزوجية، ويجب على الزوجة أن تكون على علم بدخل زوجها فهي أقرب الناس إليه وتجنباً لأي مشاكل جراء هذه الطلبات يجب عليها أن تكون أحرص النّاس علی عدم تكليفه ما لا يطيقه من أجل حياة أسرية سعيدة لها ولأفراد أسرتها. وأضاف أنّ هنالك زوجات لديهن إدمان التسوق ويشترين أشياء غير ضرورية مما يزيد من الأعباء المالية على الزوج، وفي معظم الأحيان يتورط الزوج في ديون مالية بسبب تلك الطلبات التي تفوق قدراته.

هدم عش الزوجية

وقال سليمان بن سعيد بن خلفان الغافري إنّ من أهم المشكلات والخلافات التي تواجه الزوج والزوجة وتهدد بهدم عش الحياة الزوجية حب الزوجة للتسوق خصوصاً وأن الكثير من الزوجات لا يدركن أنّ كثرة الطلبات على أزواجهن تحملهم فوق طاقتهم وتدخلهم في حالة نفسية سيئة بسبب وضعهم المالي الذي لا يسمح بالوفاء بكل هذه الطلبات، لافتاً إلى أنّ هذه العادة ينتج عنها مزيد من التوتر في العلاقة الزوجية وقد تدفع بالزوج إلى الاجتهاد في البحث عن مصادر دخل أخرى ليلبي طلبات زوجته وهو ما قد يسبب مزيداً من المشاكل الناتجة عن عدم تفاهم الطرفين وقد تصل إلى الطلاق الذي تنعكس نتائجه على الأطفال.

وأضاف الغافري أن زيادة الطلبات وحب التسوق لدى المرأة قد يترك آثارًا سلبية على العلاقة الزوجية، ويتسبب في تطور المشاكل العائلية وخلق فجوة بين الزوجين نتيجة لعدم تقدير الظروف المادية، حيث إنّ التوازن في شؤون الحياة من أهم عوامل استمرار العلاقات بشكل طبيعي.

واجب اجتماعي وديني

وقال سامي بن خلفان بن سالم البحري إنّ تلبية طلبات الزوجة الشخصية والأسرية واجب اجتماعي وديني وأخلاقي على الزوج تلبيته وفق الإمكانيات والحدود بمعنى لا إسراف وتبذير ولا بخل وشح وهو حق مشروع ومكفول للزوجة على زوجها، ويتحقق ذلك باطلاع الزوجة على إمكانيات الزوج ودخله الشهري ومصروفاته العائلية والأسرية والتزاماته الأخرى حتى تكون على بينة ومعرفة بذلك، كما أنّ على الزوجة أن تساند زوجها في ظل الظروف المتغيرة باستمرار وأن تُقدَر الأوضاع وتباينها فهي المعين له علمًا بأنّ هناك دوافع منها مبرر والآخر دون ذلك تكمن وراء كثرة طلبات بعض الزوجات كمتابعة الموضة والغيرة من الصديقات مثلاً إضافة إلى حُب التغيير وما إلى ذلك من الأسباب.

وأضاف البحري أنّه يجب على الزوجة عدم الانسياق خلف ما قد يؤدي إلى إثقال كاهل الزوج وما قد يترتب عليه من تبعات وآثار لا تُحمد عقباها، كما يجب على الزوج توفير الأساسيات وما يكفل العيش الرغيد للزوجة والأسرة كافة إضافة إلى مناقشة الزوجة باستمرار والاتفاق بكل ودٍ واحترام ووئام حتى تتحقق السعادة المنشودة. وعلى مؤسسات المجتمع المحلي والأهلي يقع دور كبير في التوعية بأهمية التكاتف والتعاون في التوعية، من خلال إقامة المحاضرات وتكثيف دور وسائل الإعلام الإيجابي في ذلك الاتجاه.

غموض بعض الأزواج

وقالت سامية بنت خميس اليحمدية إنّ الطلبات المتزايدة للزوجة ربما ترجع إلى عدم معرفتها بدخل زوجها الشهري لذلك ينبغي أن تكون الزوجة متوازنة في متطلباتها حتى وإن كان زوجها ميسور الحال. وأضافت أنّ الوعي باحتياجات الطرفين في الحياة الزوجية مطلب مهم حتى تكون الحياة الزوجية سعيدة وهانئة، إلا أنّ الجانب المادي دائمًا ما يشكل مصدر قلق في حياة الزوجين وخاصة عندما تكون الزوجة لا مبالية لإمكانيات زوجها المادية وتحاول دائماً أن تكون الأفضل بين صديقاتها والنساء المُحيطات بها مما يزيد الضغوط النفسية على الزوج وبالتالي توتر العلاقة الزوجية.

وقالت ريام بنت حمود الريامية إنّ هناك طلبات واجبة على الزوج أن يلبيها وهي الاحتياجات المنزلية الضرورية أما الحاجات التي تعد كمالية فلا تفيد الأسرة بشيء يمكن إلا يقدم على شرائها، مشيرة إلى أنّ كثيراً من الزوجات يكثرن الطلبات حتى يظهرن أمام صديقاتهن بمظهر غير حقيقي ويعتبرن أن هذه المسائل شكلاً من أشكال الرقي والحياة المترفة.

ولفتت الريامية إلى أنّ هناك أشياء مشتركة بين الزوجين لا تتغير مع مرور الوقت ومن أهمها المساعدة والتعاون في أمور الحياة اليومية سواء داخل أو خارج المنزل، معنوية كانت أم مادية، وكذلك أن يكون الكلام المتبادل بين الطرفين حسناً يتسم بالرفق والأدب والحب، ولا نغفل أهمية التسامح للاستمرار في مغفرة زلات وأخطاء الطرفين.

وأكدت الريامية أنه في بعض الأوقات تكون هناك متطلبات زائدة عن الحاجات الأساسية من قبل الزوجة تطلبها من زوجها بلا داعٍ وإنما تعد كماليات لتمتع بها عيشها وتهنأ بها لنفسها ولكن وفي هذا الأمر بالذات لابد من الموازنة بين الأوليات ثم بعد ذلك إذا كان هناك يسر ومقدرة ينظر إلى الشيء غير المهم في الحياة وهو صنف الكماليات، ومن المهم جداً عند التفكير في مثل هذه الأمور أن تعرف الزوجة مسبقاً مقدار دخل الزوج حتى لا يؤثر ذلك سلباً على القرارات المتخذة ومن الممكن أن تجعل الحسابات غير دقيقة ويجعل ما هو مهم يتحول إلى تصنيف غير المهم.

تعليق عبر الفيس بوك