الاستقرار الأسري مرهون بتفهم الزوجين للإمكانيات المادية وعدم المبالغة في الطلبات

خاض تجربة الزواج مرتين.. الأولى تمسكت برفاهية عائلتها والثانية شاركته الأعباء

رصد التجربة - مدرين المكتومية

تزوج "خ.ر" وعمره 28 عامًا، وزوجته من عائلة ميسورة الحال، وكانت أمنياته أن يرتبط بفتاة تُقدِّر الحياة الزوجية وتهتم بعائلتها وتكون هناك شراكة حقيقية بينهما، إلا أنّ زواجه كان لأسباب عائلية فحسب، وكان نصيبه أن تزوج من شخصية يراها أنانية لا تهتم إلا بنفسها وتنفيذ رغباتها. مع إدراكه منذ البداية أنّ وظيفته لا تساعد على توفير كل ما يلزم لزوجته أو على الأقل أن تعيش حياة مرفهة كما كانت تعيش مع أسرتها، حاول أن يُخبر أسرته بأنّ إمكانياته قد لا تتناسب مع وضع الفتاة إلا أنّ والديه أخبراه أنّ عائلتها وافقت على أن تتزوج منه وهم يدركون وظيفته، فما كان منه إلا أن امتثل للأمر، فتزوج وبدأ يحاول جاهداً توفير كل الاحتياجات والالتزامات التي تُريدها زوجته حتى لا يشعرها بالفرق، وكان لزوجته صديقات كُثر وجميعهن من الأسر ميسورة الحال.

ويضيف: دائماً يتفاخرن بالماركات والهدايا التي تلقينها من أزواجهن فما كان مني إلا أن سعيت جاهداً لأن أجعلها بنفس المستوى مع أنني كنت أضغط على نفسي كثيرًا لأجل توفير كل تلك الاحتياجات، حتى قررت أن أصارحها بأنّ كل ذلك يتطلب مني جهداً وعملاً مضاعفاً وما عدت قادرًا على التحمل أكثر، والبنك لن يُقدم لي أيّ قروض حيث إنّ سقف القروض بالنسبة لي وصل نهايته، فجلست معها وتحدثت إليها قائلاً: أنت زوجتي وعليك أن تدركي أنّ وظيفتي لا تسعفني لتقديم كل ما قدمته وكنت لا أريد أن أجعلك تشعرين بالنقص، لكن وضعي المادي بدأ يسوء وليس لدي مقدرة على تلبية احتياجات المنزل، فدعينا نتقاسم الحياة بحلوها ومرها معاً وإن حصلت على مبلغ إضافي سيكون هدية مني لك.

أخبرها بالوضع، وكان يتوقع أن يكون الرد إيجابياً تجاه الأمر، لكن فاجأه ردها: أنت أخذتني من منزلي بهذا الوضع، وإذا أردت أن تقصر معي فاعدني إلى أسرتي، لأنني لا استطيع أن أعيش حياة أقل مما اعتدت عليه، ولا أريد أن أكون أقل من صديقاتي. ويضيف: كل ما دار بعقلي في تلك اللحظة: كيف سأتعامل مع هكذا زوجة في المستقبل، وإذا أنجبت منها أطفالاً كيف سيكون الوضع، الكثير من الأشياء كانت تدور برأسي، فوجدت أنّ عليّ أن أخبر والدي أنني أرغب في الطلاق، فأخبرتهم بتفاصيل الوضع كاملا لكنهم رفضوا فكرة الطلاق مصرين على أنني استطيع تغير تفكير زوجتي، لكن للأسف بدأت أشعر بالدمار نفسيًا بعد أن صارحتها بالوضع، فأصبحت تعايرني بأن والدها اشترى لها وأختها جلبت لها، وكل أسرتها تتعاطف معها، فشعرت بالخزي من نفسي كثيراً وبدأت أعيد التفكير من جديد، فأخذت قرضاً وأخذتها في جولة سياحية واشتريت لها كل ما تُريد، ولكن عدت بعد فترة لأتحدث معها عن أنني كل ما سأحصل على مبلغ سأعوضها كما فعلت، فما كان منها إلا أن قالت كلام مزعج، فما كان مني ألا أن طلقتها تأثرا بشعوري بالغيظ، فذهبت لأسرتها، ولامتني أسرتى بالطبع.

وبعد وقوع الطلاق، يقول "خ.ر" إنّه بدأ يشعر بالهدوء من جديد، وأخذ يفكر في حلول لتخفيف ديونه للبنك، ورفعت سقف المبلغ المخصوم على أن يتبقى من راتبي 230 ريالاً والحمد الله سارت حياتي بهدوء، حتى أكملت 3 سنوات بعد الطلاق فطلبت مني والدتي أن أتزوج مجددا، ولكن هذه المرة طلبت مني أن اختار شريكة حياتي حتى لا أصل إلى مرحلة الطلاق في المستقبل أو حتى لا يدفعون ثمن ما قد يترتب على اختيارهم لي، لكني تركت الأمر مؤقتا، فلم أكن في قرارة نفسي أرغب بالزواج.

ويتابع: كان لدي صديق قريب مني وهو من عائلة محافظة، تحدثت إليه عن رغبتي بالزواج بعد فترة، وسألته إن كان لديه أخت فأنا أريد الزواج منها، وما كان منه إلا أن أخبرني أنه سيخبر عائلته ويرد بالخبر، وبالفعل تمت الموافقة وفي أيام الخطوبة تحدثت للفتاة وأخبرتها أنه قد سبق لي الزواج وانفصلت لأسباب شرحتها بالتفصيل، وتفهمت الوضع واخبرتني أنها موظفة وعليها أن تساهم في شؤون منزل أسرتها، لكن هذا لا يعني أنها لن تساهم معي في بيتنا الجديد، وبدأنا حياتنا معاً فتحسنت أوضاعنا المادية وبدأنا نفكر في الأطفال فرزقنا بأطفال وحياتي أصبحت جيدة بعد أن أصبح لدى زوجة متفهمة لوضعي، والحمد الله كل شيء يمضي بسلام.. حتى جاء وقت وطلبت أسرتي أن أساهم معهم بمبلغ من المال في تلبية متطلبات العائلة، كما تساهم زوجتي في بيت عائلتها، فبدا الأمر وكأنه تحدٍ، وحاولت تخفيض ميزانية المنزل لأجل المساهمة في منزل عائلتي وشعرت أن الجميع يودون توريطي، وما كان مني إلا أن دفعت للمنزل لفترة وبعد ذلك رحلت بعيدا عنهم أنا وزوجتي واعتذرت لهم عن عدم قدرتي على المساهمة، ووضعت لنفسي شعارًا: أن تعيش منعزلاً أفضل من أن يتدخل الآخرون في إدارة شؤون حياتك.

تعليق عبر الفيس بوك