السلّة العمانيّة الخاوية

أحمد السلماني

تعد كرة السلة واحدة من الرياضات القديمة التي مارسها الشباب العماني ما قبل النهضة العمانية الحديثة، إلا أنّ إشهار الاتحاد العماني لكرة السلة تأخّر ليتم في 12/6/1984م وتمّ إعادة إشهاره 20/7/2002م وانضم إلى الاتحادين الآسيوي والدولي عام 1987م وقبل ذلك للاتحاد العربي 1984م وللجنة التنظيمية لكرة السلة عام 1980م.
وتعتبر لعبة كرة السلة واحدة من الألعاب القديمة التي دخلت السلطنة في وقت مبكر حيث بدأت ممارستها داخل أروقة المدرسة السعيدية بمسقط عند تأسيسها في عام 1940م وكانت تمارس على مستوى المعلمين وبعض الطلاب، حي دخلت لعبة السلة إلى ناديي الأهلي وعُمان عن طريق معلمي المدرستين في مسقط ومطرح وعن طريق الدارسين بالخارج وبعض أفراد الجاليات العربية والأجنبية المقيمة بالسلطنة ومن ثمّ أندية محافظة مسقط وهكذا بقيّة المحافظات والمناطق - مقتبس-.
وللحق فإنّ ما سبق إنّما هو مقتبس ومع ذلك فإنّ بعد هذا التمهيد كلام آخر آثرت ألا أدرجه في سياق المقال كونه يتحدّث عن تطور وتوسّع وإنتشار اللعبة وهو ما آراه منافيًا للحقيقة تمامًا بل على العكس؛ فقاعدة اللعبة ودائرتها بدأت تضيق والأندية التي تمارسها وتتنافس في مسابقاتها قليل جدًا قياسًا بتعدادها حتى بطولاتنا المحليّة محصورة ما بين أندية نزوى والسيب وأحيانًا نادي عمان ويوما ما قبل سنوات دخل الخابورة على الخط وفي حالة رغبة أي نادي في المنافسة ببطولاتها فما يحتاجه فقط هو التعاقد مع لاعبي هذه الأندية ولو لعام واحد يجلب بها بطولة تضاف لسجل مجلس إدارة النادي الحالي أي "أنا ومن بعدي الطوفان".

كنت ولا زلت أذكر أنّ مدرستنا ومدارس أخرى في ثمانينيات القرن الماضي لا تستثني ملعب كرة السلة من مرافقها، واليوم حلّت محلها توسعة الفصول الدراسية وربما تكون موجودة ولكنّ الممارسين لها من الطلبة قليل.. والقصة تبدأ من المدرسة؛ ومن ثمّ الفرق الأهليّة، فالنادي وهكذا.

وأرى شخصيا أنّ اتحاد السلة العماني لا يبذل ما في وسعه لضمان انتشار اللعبة خاصة في المدارس ليجني الثمار؛ ففي حديث مطول لي قبل سنوات مع الكابتن محمد القسيمي عراب كرة السلّة العمانيّة ونادي نزوى وفي معرض حديثه عن سر تفوّق نادي نزوى في اللعبة ذكر أنّه شخصيا عقد شراكات مع مدرسي التربية الرياضية بمدارس نزوى لأجل ترشيح المواهب ومن يتمتّع ببنية جسدية ملائمة ويقوم هو بتدريبها وصقلها وتعميدها بنادي نزوى وهكذا، وهي سياسة ضمنت لأزرق الداخليّة الإجادة ومنصّات التتويج في هذه اللعبة، فهل من متعظ؟!.

جاءت مجالس اتحاد لإدارة اللعبة ورحلت دونما أثر يذكر، وأنا أستعرض التقرير الذي حرره زميلي العزيز عادل البلوشي لإنجازات الرياضة العمانية للعام 2015 لم يشر لا من قريب أو بعيد لكرة السلة، واعتقد والله أعلم أنّ هناك منجزا لفريق ناشئي المنتخب في الخليجية، وأعذره لعدم التطرّق لكرة السلة، فهي تغطّ في نومٍ عميق وإذا استيقظت فإنّها تلزم الجدار وهي تسير باستحياء.

اللعبة جميلة وغاية في الإثارة متى ما وجدت من يبني لها استراتيجيّة لسنوات نصبر عليها لنجني ثمارها وتبدأ في توسيع قاعدة اللعبة؛ خاصة في المدارس وإطلاق للبطولات المحلية ما بين الفرق الأهليّة أو الأندية لاكتشاف المواهب وإخضاعها لبرامج تدريبيّة مكثّفة وقويّة بإشراف خبراء ليسوا بالضرورة أجانب حتى الوطنيين أو العرب قادرون على بناء منتخبات المستقبل فالحقيقة أنّ جل المنتخبات الخليجية تقارع في آسيا والعالم ونحن نتخلف عنهم كثيرًا والمقارنة معهم ظالمة حاليًا؛ ولكنها لاستنهاض الهمم ليس إلا..

والله والوطن من وراء القصد.

تعليق عبر الفيس بوك