المهرجان المسرحي الخليجي الرابع لذوي الإعاقة يختتم فعالياته بعرض المسرحية الكويتية "الأعضاء"

قطر تتناول تجربة إقطاعي في عرض "طاح في الفخ"

مسقط - الرؤية

اختتمت فعاليات المهرجان المسرحي الرابع لذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي استضافته السلطنة ممثلة في وزارة التنمية الاجتماعية خلال الفترة من السابع والعشرين من ديسمبر المنصرم وحتى الثاني من يناير الجاري. وقدمت دولة الكويت أمس الأول عرضها المسرحي " الأعضاء " على خشبة مسرح الكلية التقنية العليا بالخوير.

وتدور أحداث المسرحية حول 5 أشخاص هم " الهاموري، وسائق المنطاد، والمرافق، والمضمد، والصديق " يسقطون في مكان مجهول مقطوع عن العالم، ويسلط الاهتمام الأكبر على الشخصية المرموقة بينهم وهو " الهاموري "، الذي يطلب منهم التبرع له بالكلية، فيتباعد عنه الجميع، ثم يقتربون منه حال سماعهم بالمكافأة الكبيرة التي سيقدمها للمتبرع، لكنهم يكتشفون في النهاية أنّ هذا اتفاق بين الهاموري وسائق المنطاد لكشف نواياهم السيئة.

ومسرحية الأعضاء من تمثيل أحمد الطباخ، ودعيج بوعركي، ومحمود ميرزا، وأحمد القلاف، وأحمد السرحان، وفي المؤثرات الصوتية مصطفى الفيلي، ومهندس إضاءة أيمن عبدالسلام، وفي الديكور شيماء بو صخر، ومدير المسرح علي رضا عامر، ومدير الإنتاج فراج العجمي، وأزياء ومكياج جعفر حاجية، والعرض المسرحي من تأليف وإخراج يحيى عبدالرضا.

وقدمت دولة قطر مساء اليوم الخامس من المهرجان المسرحي الرابع لذوي الإعاقة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عرضها المسرحي " طاح في الفخ "، والتي تدور أحداثها حول شخص إقطاعي يحاول تملك كل شيء حوله، ومسيطر على كل من حوله بما فيهم المزارع المسكين "سالم"، ويحاول إقناعه لقتل "ناصر" ؛ لأن ناصر متعلم وبدأ يفتح مكاتب تخدم القرية وهو يُريد بقاء الناس حول جهله وغير متعلمين، لكي يسيطر على القرية بالكامل، ولكن " ناصر" متسلح بالعلم، واستطاع أن يُدير الكفة لصالحه ولصالح القرية وإعادة الأمر إلى نصابه وتنوير مجتمعه بحقوقه وواجباته، وإن خيرات البلد لأبنائها سواسية. والمسرحية من تأليف علي سيف طاهري، وإخراج سلمان المري، وشارك في التمثيل مشعل الدوسري، ومحمد ناصر المري، وعبد الرحمن ضاوي.

استثمار الإمكانيات

وقالت الدكتورة فاطمة عبد الله ملأ أحمد رئيسة الوفد الكويتي إن المهرجان يسعى إلى استثمار إمكانيات وقدرات هذه الفئة والعمل على توظيفها وإبراز همومهم وقضاياهم وطرح القضايا التي تهم المجتمع الإنساني مما يسهم في دفع دمجهم وتفاعلهم الإيجابي في تحقيق التنمية المجتمعية وتحقيق ورفع مستوى الإبداع بكل أشكاله وتعزيز الجوانب والاتجاهات الإيجابية لديهم.

وتقدمت نجاة دهام العبد الله رئيسة الوفد القطري بالشكر إلى السلطنة نظير جهود التنظيم التي صاحبت أيام المهرجان في نسخته الرابعة والتي نجدها مختلفة في طرح القضايا التي تتناولها العروض المسرحية، كقضايا عامة وليست محصورة في قضايا هذه الفئة، كما أن المسرح الخليجي للإعاقة أصبح من المسارح المهمة، وساهم في زرع الثقة لديهم في هذا الجانب، على أن نراهم في السنوات القادمة أكثر تطورا وإبداعاً، ونتمنى مضاعفة دعم هذا المهرجان، وعرض مسرحياتهم في أكثر من مناسبة، حتى يتسنى للمجتمع مشاهدة مستوى قدراتهم الفنية.

وأشاد يحيى عبد الرضا مؤلف ومخرج مسرحية "الأعضاء" من دولة الكويت بالتنظيم والتسهيلات المقدمة خلال أيام المهرجان الذي له أهمية كبيرة ومهمة للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعتبرون جزءًا مهماً في المجتمع، ولهم إبداعات متنوعة، ومن خلال المسرح يظهرون إبداعاتهم الكامنة، ونشكر دولة قطر كون انطلاقة المهرجان بدأت منها، وتطور المهرجان إلى أن وصل السلطنة فزاد الإبداع والتنظيم. ونحمد الله أن خصص مهرجان لهذه الفئة لدمجهم مع بقية فئات المجتمع، حيث إنّ المسرح عمل على ضمهم إلى المجتمع وأبدعوا في ثلاثة مهرجانات، وهذا المهرجان إثبات وبصمة للعاملين في مجال الإعاقة من حيث دورهم في إبراز الإبداعات، وعليه لا ننظر إلى المعاق بجسده ولكن ننظر إلى المعاق بتفكيره، فالإنسان السوي يكون سويًا بعقله وفكره وأخلاقه وعلمه وعمله وما يقدمه لمجتمعه، فالإعاقة بذلك لا تتمثل بالجسد، فكم معاق جسديا يبهر مجتمعه بأخلاقه وعمله وفنه وإمكانياته وعطائه، وكم من سليم جسديًا وعقليًا معاق فكرياً.

إطلاق الطاقات الإبداعية

وأشار محمود حافظ من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخلجي العربية إلى أن المهرجان المسرحي الخليجي للأشخاص ذوي الإعاقة انطلق ضمن إطار عام وضع من حيث أهدافه والمواصفات المحددة لإطلاق طاقات ومواهب هذه الفئة في الجوانب الفنية، وكل إنسان يمتلك موهبة وقدرات فنية يستطيع أن يعبر عنها ولا تشكل الإعاقة حاجزا في هذا الجانب، وهناك مفهوم حقوقي أرسته الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في 2006م، وجميع الدول الخليجية صادقت عليها، والعروض كانت ممتعة ومتنوعة في رسائلها، وأعمال لها دلالات إنسانية عميقة .

وقال العماني زكريا الزدجالي: تابعت المهرجان المسرحي العماني ومن بعده هذا المهرجان الخاص بذوي الإعاقة، وأرى أنه يجب على الجمهور أن يعي أن سبب وجود مهرجان خاص لذوي الاعاقة ليس للتعاطف بل العكس فهذا المهرجان يجعلنا نشعر أن ذوي الاعاقة قادرون على العطاء حالهم كحال أي فنان آخر، فهم بالفعل مبدعون. وخاطب المخرجين بقوله: إذا كان لديك شخص من ذوي الاعاقة فاسند له الدور الذي لا يوضح إعاقته، فمعظم الشباب الممثلين في المهرجان هم من ذوي الإعاقة البصرية أو الذهنية وكانوا متمرسين في الأداء وتقمص الشخصية لدرجة أن الجمهور لم يساوره الشك في أن هذا الممثل ضرير أو أنه حافظ لخشبة المسرح وأبعادها خطوة بخطوة، وكنت اتخوف من أن يتقدم الممثل ويسقط عن خشبة المسرح لكن ما رأيناه خلال العروض المسرحية طوال فترة المهرجان يوضح الإجادة في البروفات بالشكل الصحيح كما أن قدرات الممثلين من ذوي الإعاقة ساعدت على اخراج عمل جميل ومميز.

واختتم الزدجالي بقوله: تغيّر لدي مفهوم التمثيل، فحين كنت أقرأ نص عن شخصية ضرير كان يأتي في مخيلتي فنان مغمور يتقمص دور الضرير، وبالتالي يظهر بصورة البطل لانه تقمص هذا الدور، في حين يوجد فنان ضرير فعلا ولديه طاقة لأداء الأدوار التي توكل له، فلماذا أعطي الممثل العادي وأبعد الفرصة عن ذوي الإعاقة بعد أن رأينا ممثلين أبدعوا في المهرجان، والمفترض أن نأخذ بيدهم ونشركهم في الاعمال الدرامية ولا نحصرهم على خشبة المسرح الخاصة بذوي الإعاقة.

تعليق عبر الفيس بوك