الرؤية ومبادرات الشباب

خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

دأبت مؤسسة الرؤيا للصحافة والنشر من خلال جريدة الرؤية على انتهاج سياسة المبادرات المجتمعية والشبابية والتي ساهمت في إيجاد جيل من الشباب متابعاً لهذه الصحيفة ولمبادراتها الرامية إلى خلق شباب عماني مبدع ومبتكر ومنتمٍ لمجتمعه العماني الأصيل، كما أنّ هذه الأفكار النيرة التي ما فتئت الرؤية تقوم بطرحها كل عام تشجع مؤسسات وأفراد المجتمع المدني على تبني مثل هذه الأفكار البناءة وتعزُز روح العمل التطوعي والمجتمعي لخلق جيل من الشباب المتمسك بقيم ومكتسبات مجتمعه ومتطلع إلى المستقبل بأفكار جديدة ورؤى واضحة ومستنيرة.

وفي هذه المحطة لن أتحدث عن كل المبادرات المجتمعية التي تقدمها جريدة الرؤية للمجتمع وإنما سوف اقتصر حديثي على جائزة الرؤية لمبادرات الشباب ولن أخوض في تفاصيلها وسأترك ذلك للقائمين عليها حتى يقدموا الجائزة بصورة أشمل وأعم حيث بدأوا مسيرة التعريف بها في عدد من محافظات السلطنة وتحط المسيرة رحالها اليوم بمحافظة شمال الباطنة وتحديدًا بولاية صحار في قاعة غرفة التجارة والصناعة بصحار وهذا بحد ذاته يدل على عمق الترابط الحميم والتعاون بين المؤسسات جميعًا لإنجاح هذه الاحتفالية الرائعة والتي عن طريقها تقدم الرؤية الصورة الواضحة عن الجائزة وما تتضمنه وما تحتويه من فرص سانحة ومواتية نحو جيل متسلح بالعلم والمعرفة ومواكب للتكنولوجيا المعلوماتية.

وهذه هي النسخة الثالثة لجائزة الرؤية لمبادرات الشباب بعد نسختين ناجحتين بكل المقاييس لاقت فيهما الجائزة إقبالا كبيرا من الشباب على مختلف مشاربهم العلمية والثقافية والأدبية وهي بلاشك تطمح هذا العام لأن يكون الإقبال أكبر والمشاركة أوسع لذا لم يتوانى القائمون على الجائزة في التعريف بها في مختلف محافظات السلطنة متكبدين في ذلك معاناة التنقل وقطع الأميال من محافظة إلى أخرى حتى تكون الصورة واضحة للجميع، خاصة أولئك الشباب الذين ربما يستفيدون من هذه الجائزة التي لا تتوقف عند التكريم وإنما يتم تبنى بعض المشاريع الفائزة بالتطوير والدعم والمساندة فالهدف الأساسي ليس توزيع جوائز مالية وإنّما الهدف أسمى وأرقى حيث تهدف إلى الديمومة والأخذ بيد الشباب العماني المبدع إلى السُّمو والرقي والتطور.

وإنّ السُّمو والرقي والتطور هي رغبة إنسانية منذ خلق الله الكون حيث تطور الإنسان من العصور الحجرية ليصل الآن إلى عصر الفضاءات المفتوحة والتطور المعلوماتي ولن تتوقف الحياة عند هذا بل ستتطور طالما أن الإنسان يعمل ويبتكر ويُفكر لذا لابد أن يكون لنا يد في هذا التطور والتقدم لا أن نكون مستهلكين ومستوردين لأن الأمم التي يكون هذا شأنها تندثر وتموت ولا يمكن أن تستمر فالبقاء في هذه الحياة لمن يعمل ويجتهد ويساهم في تطور وبناء الأرض وهذا الشأن ذكره الله سبحانه في كتابه العزيز عندما خلق الإنسان والغاية من خلقه والمتمثلة في عبادته سبحانه وتعمير الأرض حيث قال جلّ شأنه (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون( وقال سبحانه (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها) وعمارة الأرض تتطلب معرفة جـيـدة بعـلـوم الـحـيـاة بل آخر مــا توصل إليه الإنسان في هذه العلوم التي تتطور يومًا بعد يوم وعلى كل من يهتم بعمارة الأرض أن يواكب تطور العلوم والصناعات كي يستطيع فعلاً أن يعمر لا أن يكون مستهلكًا كما ذكرت سابقًا بدون أن يكون له إسهام في تعمير الأرض الذي يتطلب الكد والكدح والسهر المتواصل والأخذ بناصية العلوم والصناعات ومن لا يحسن ذلك فسيعيش على الهامش وكأنّه ميت.

ومن هنا أتمنى أن تخلق جائزة الرؤية لمبادرات الشباب ثورة كبرى لدى الشباب نحو الابتكار والعلم والتزود والاستفادة من العلوم الحالية وتطويرها وتجديدها حيث يوجد معنا طاقات شبابية مبدعة ومبتكرة تحتاج فقط إلى الصقل والأخذ بيدها وإعطائها الثقة والمبادرة للتميز والإبداع وعلى الشباب ألا ينظروا إلى الجائزة من منظور المكاسب المادية فقط بل عليهم أن يتجاوزا ذلك إلى المشاركة والمبادرة والتعريف بأنفسهم وبمبتكراتهم وإبداعاتهم فالجائزة لها متابعة من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة ومن عدد من الأفراد المهتمين بالجانب التطوعي والمبادرات المجتمعية، وهذه دعوة مني لمن يرغب في التعرف أكثر على الجائزة أن يُشرفنا بغرفة التجارة والصناعة بصحار في يوم الثلاثاء الساعة العاشرة حيث يقدم الأستاذ حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية تفصيلاً موسعاً عن الجائزة وعن عالم المبادرات المجتمعية التي سنتها المؤسسة والتطلعات التي تسعى إلى تحقيقها، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك