الشيبانية تتفقد سير العمل ومراحل تنفيذ الخطة الدراسية بمدرستي الشيخ السليمي والمعمور ببهلا

تربويون من داخل وخارج السلطنة يشاركون في ندوة التعليم وقيم المواطنة في ديسمبر المقبل

بهلا - محمد الشكري

تصوير/ سيف السعدي

زارتْ معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، مدرستي الشيخ ابن بركة السليمي للتعليم الأساسي (5-12) للذكور، والمعمور للتعليم الأساسي (5-10) للإناث، ورافقتها الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي، وسليمان بن عبدالله السالمي مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة الداخلية، وخلفان بن محمد الغيثي مدير عام المديرية العامة للشؤون الإدارية، والدكتور بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، وسلطان بن محمد الكندي المدير العام المساعد للمديرية العامة لتطوير المناهج، والدكتور يعقوب بن خلفان الندابي المدير العام المساعد للشؤون الادارية والمالية والمشاريع بالمديرية العامة للتربية التعليم لمحافظة الداخلية، وعدد من المسؤولين بمديريات ديوان عام الوزارة وتعليمية محافظة الداخلية.

وهدفتْ الزيارة إلى متابعة تنفيذ متطلبات العملية التعليمية وتوافر متطلبات تنفيذ الخطة الدراسية في البيئة المدرسية، والاطلاع على جهود المعلمين في الارتقاء بالمستويات التحصيلية للطلبة والطالبات، وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه بعض المدارس.

والتقت معالي الوزيرة بإدارات المدارس وتعرفت منهم على عدد من الجوانب؛ منها: المستويات التحصيلية للطلاب، وأهم مقترحاتهم التطويرية التي تخدم العملية التعليمية، والجوانب التي تعمل عليها هذه المدارس من أجل استمرارية الرقي بالعملية التعليمية في المدرسة وفق المؤشرات التربوية الخاصة بكل مدرسة، وتعرفت على أنصبة المعلمين والحلول التي اتخذتها المدارس بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم في المحافظة؛ من أجل سد العجز القائم في عدد المعلمين مع بداية العام الدراسي.

وأشارت معالي الوزيرة -أثناء لقائها بإدارة مدرسة الشيخ ابن بركة السليمي للتعليم الأساسي (5-12)- إلى أنَّ الوزارة تعمل على تمكين إدارات المدارس وإعطائها الصلاحية اللازمة لإدارة شؤونها، وقد بدأنا فعلا في هذا التوجه من خلال منح مديري المدارس عددا من الصلاحيات مع توفير مخصصات مالية على مدار الفصلين الدراسيين.

وأكَّدتْ معالي الوزيرة أهمية الالتزام بالقرار الوزاري 446/2014 الذي حدَّد الحد الأدنى لنصاب المعلمين بما لا يقل عن 20 حصة خلال الأسبوع، وبينت معاليها أن الوزارة حريصة على أن تكون الأنصبة المدرسية في مستواها الطبيعي وهي تعد في حدها الأدنى وفق المعايير الدولية، إيمانا من الوزارة بضرورة توفير الوقت الكافي للمعلم ضمن نطاق اليوم الدراسي لأداء مهامه الأخرى والابتكار في إستراتيجيات التدريس وطرائقه والمشاركة في الأنشطة المدرسية بما يصب في تحسين المستويات الطلابية من مختلف النواحي. مشيرة إلى أنَّ مصلحة الطالب لابد أن تكون أولا وأخيرا هي الأساس الذي يجب مراعاته وإعطاؤه الأولوية. وتطرقت معالي الدكتورة في حديثها إلى أهمية تعرف المدرسة على توجهات مخرجاتها بعد الصف الثاني عشر والتواصل معهم ليكونوا قدوة لزملائهم في المدرسة؛ فالتوجهات العالمية تتجه إلى قياس جودة المدارس بجودة مخرجاتها.

وأوْضَحت معالي الوزيرة بأنَّ الوزارة تعد الحقل التربوي والمعلمين شركاء لها في تطوير العملية التعليمية، وبناء على المقترحات الواردة من الحقل التربوي تم تخفيض اليوم الدراسي وإلغاء الاستراحة الثانية، مما يعطي حافزا للالتزام بزمن التعلم الفعلي الذي هو حق للطالب، لذا فإنه ينبغي على إدارات المدارس أن تحرص على تذليل الصعوبات التي تواجهها من أجل أن ينال الطالب حقه من التعليم، حيث سيتم تمكين إدارات المدارس للاستفادة من نظام المؤشرات التربوية لقياس مؤشرات الأداء التربوي للمدرسة في مختلف المستويات الادارية سواء على مستوى السلطنة، أو على مستوى المحافظات أو الولايات أو حسب المدرسة والمواد الدراسية وغيرها؛ مما يُعطي صورة واقعية لمستويات التحصيل الدراسي في كل مدرسة، وهو ما سيُمكِّن هذه الإدارات من تحليل مؤشراتها والاستفادة منها في تطوير الأداء وإعداد الخطط التنفيذية للتغلب على التحديات.

وزارت معالي الوزيرة عددًا من الفصول الدراسية وحضرت عددا من الحصص في مواد: اللغة الإنجليزية والتاريخ والفيزياء والرياضيات والرياضة المدرسية، وقدمت شكرها للمعلمين على الجهود التي تبذل من أجل تطوير المستويات التحصيلية للطلاب. مؤكدة في الوقت ذاته حرص الوزارة على الارتقاء بمستوى المعلم العماني من خلال توفير البرامج الإشرافية والتدريبية -سواء على مستوى الوزارة أو على مستوى المديرية التعليمية- وأنَّ الوزارة لا تقبل المساس بمكانة المعلم ومنزلته في المجتمع، فهو المربي والقدوة الحسنة التي يقتدي بها الطلاب، وأن الوزارة تسعى دائما لتعزيز هذه المكانة، وتقديم الدعم والرعاية المطلوبين وفق الإمكانات المتاحة.

وفي ردِّها على تساؤلات المعلمين حول تطوير مبنى الجمعية التعاونية بالمدرسة، وإيجاد مادة دراسية تختص بالقيم، وإيجاد غرف مدرسية لبعض المواد، وتطوير تدريس مواد العلوم وغيرها، أشارت معالي وزيرة التربية والتعليم إلى أنَّ الوزارة حرصت خلال الفترة الماضية على تطوير المرافق المدرسية المختلفة ضمن التطوير الذي يشهده المبنى المدرسي؛ لذلك فقد وضعت خطة لتطوير الجمعيات التعاونية وتوسيعها بما يتناسب واحتياجات المدارس، وقد بدأت الوزارة في تنفيذ هذا التصور في المباني المدرسية الحديثة، وسيتم تعميمه على بقية المدارس وفق الإمكانات المتاحة. ومن جانب آخر، فإنَّ الجهات المعنية في الوزارة تعمل من أجل تذليل كافة الصعوبات التي تواجه المشاريع الإنشائية التي تنفذها الوزارة؛ سواء من خلال الإنشاءات المدرسية الجديدة أو المختبرات المدرسية الجديدة أو من خلال الصيانة والترميم، خاصة وأن تأخر مشاريع الصيانة في المدارس يعود لأسباب كثيرة منها قصر الفترة الزمنية المخصصة للصيانة في الإجازة الصيفية.

أما فيما يتعلق بتوفير مادة خاصة بتدريس القيم، فإنه من المهم الإشارة إلى أنَّ مادة التربية الإسلامية تركز على التربية القيمية من جوانب مختلفة، إضافة إلى تشريب مفاهيم التربية القيمية في المناهج الدراسية الأخرى، وكذلك ضمن الأنشطة التربوية والبرامج الأخرى التي تنفذها المدارس، كما تمَّ إنشاء دائرة لتربية المواطنة في الوزارة تختص بكافة الجوانب المتعلقة بتربية القيم وتعزيز المواطنة، وسيتم خلال شهر ديسمبر المقبل تنظيم ندوة وطنية بعنوان "التعليم لتنمية قيم المواطنة"، والتي ستتناول جوانب عدة في موضوع القيم والمواطنة بمشاركة العديد من التربويين من داخل السلطنة وخارجها، هذا إلى جانب الجهود الأخرى التي تعنى بتعزيز القيم وتنميتها لدى الطلبة والطالبات.

وخلال زيارتها لمدرسة المعمور للتعليم الأساسي (5-10) بنات، أشادت معالي الوزيرة بالدور الذي تقوم به إدارة المدرسة والمعلمات اللاتي استطعن بالتعاون القائم بينهن من التغلب على نقص المعلمات نتيجة بعض الظروف الطارئة بها، مبينة أن إدارات المدارس لها دور كبير في معالجة الكثير من الصعوبات التي تواجه المدرسة، وأشارت معاليها إلى أن الوزارة بدأت منذ العام الدراسي الماضي الإعداد والتجهيز من أجل إقامة ملتقى تربوي خلال العام الدراسي الحالي يستهدف الإدارات المدرسية، ويتم من خلاله استعراض عدد من النماذج الناجحة على مستوى السلطنة، إلى جانب المعارف الأخرى التي من المهم أن تكون الإدارات المدرسية مطلعة عليها؛ بما يسهل لها أداء عملها بالصورة المؤملة. واختتمت معالي الوزيرة زيارتها للمدرسة بزيارة عدد من الفصول الدراسية والالتقاء بمعلماتها، شاكرة لهن جهودهن التي تراعي الطالبات وتحرص على مصلحتهن.

تعليق عبر الفيس بوك